اغرب المهرجانات والاحتفالات في العالم
عندما تسمع كلمة احتفال أو مهرجان فالأرجح أن شيئاً محدداً سيخطر ببالك؛ شكل الاحتفالات المحلية في بلدك أو منطقتك، أو ربما شكل المهرجانات الشهيرة على نطاق عالمي مثل كرنفال (ريو) الشهير الذي يعرفه القاصي والداني. لكن كما هناك احتفالات ومهرجانات معتادة أو تمتلك طابعاً معتاداً على الأقل، هناك بالمقابل الكثير من المهرجانات والاحتفالات الغريبة والتي تجعل أي شخص غريب عنها ينظر بدهشة. بالطبع فهذه المهرجانات والاحتفالات لن تكون مستهجنة في أماكن إقامتها، لكن الاختلافات الثقافية حول العالم تجعل ما هو معتاد في مكان ما أمراً غريباً جداً في سواه. وهنا في هذا المقال سنتحدث عن بعض من أغرب المهرجانات والاحتفالات التي تقام حتى اليوم في مختلف الأماكن حول العالم
تاريخياً، بعود هذا الاحتفال السنوي إلى القبائل الوثنية القديمة التي سكنت إيرلندا واسكوتلندا وبعض المناطق الأخرى، حيث كان المهرجان يقام احتفالاً بقدوم الصيف، وغالباً ما يكون موعده في نهاية شهر نيسان/أبريل، أو بداية شهر أيار/مايو، ومع أن الاحتفال كان قد اختفى إلى حد بعيد في القرون الماضية وبالأخص مع جذوره الوثنية، فقد بدأ بالعودة مؤخراً مع الحركات القومية الإيرلندية والاسكوتلندية. تتضمن طقوس المهرجان قيام كل من الرجال والنساء بالتعري من كل ملابسهم عدى الجزء السفلي من الملابس الداخلية، ومن ثم يقومون بدهن أجسامهم بصباغ أحمر براق، بعد ذلك يتم إشعال مشاعل مصنوعة من الخشب، كما يتم إيقاد نيران مخيم والرقص حولها احتفالاً بقدوم الصيف.
وفقاً للأساطير المحلية في البلدات التي تقيم الاحتفال السنوي؛ من المفترض أن هذه القفزات تقوم بتخليص الأطفال من الخطيئة الأصلية (وهي جزء محوري للغاية من العقيدة الكاثوليكية)، كما أنها تحميهم من الشرور لاحقاً في حياتهم. على أي حال وبغض النظر عن كون الاحتفال تقليدياً، ففكرة قفز رجال بالغين فوق أطفال رضع تبقى خطرة، فخطأ صغير أو تعثر قد يؤدي لوفاة أحد الأطفال مثلاً.
وفقاً للأسطورة المحلية، يأتي الاحتفال والمأدبة كامتنان لقرد شجاع قام بإنقاذ عروس من شيطان شرير يمتلك عشرة رؤوس، وبغض النظر عن السبب هنا فالنتيجة إيجابية بالمحصلة، وتسمح لأقربائنا على الشجرة التطورية بالاستمتاع بوفرة الطعام مرة على الأقل كل عام.
احتفال تاكاناكوي أو احتفال القتال
بالنسبة لجزء كبير من العالم المسيحي حول العالم؛ يحمل يوم الميلاد في 25 كانون الأول/ديسمبر قدسية كبرى ويعد مناسبة عائلية مهمة يتم فيها التخلي عن النزاعات والخلافات وحلها (نظرياً على الأقل)، لكن في إقليم تشمبيفيلكاس في البيرو، يتم حل النزاعات بطريقة مختلفة في يوم الميلاد، فبالإضافة للرقص والاحتفالات التقليدية للميلاد؛ يخوض الرجال معارك فردية ضد بعضهم البعض ويقومون بالقتال أمام الجمهور. الغاية الأساسية من القتال هنا هي حل النزاعات القديمة وتسوية النزاعات، لكنها في الكثير من الحالات تكون لغايات ترفيهية أو كمحاولة من المتقاتلين لإثبات رجولتهم وقوتهم البدنية.
الحج الهندوسي
على عكس معظم أنواع الحج، فحج الهندوسي ليس سنوياً، كما أنه لا يمتلك موقعاً دائماً، بل أنه عادة ما يقام بفوارق زمنية عادة ما تكون 3 سنوات، وفي واحد من 4 أماكن مقدسة لدى الهندوس، حيث يجتمع ملايين الهندوس أثناء الاحتفال ويتجردون من ملابسهم ويقومون بالاستحمام على ضفاف أحد الأنهار الأربعة التي تمر من المواقع المقدسة، مع كون نهر (الغانج) أهمها عادة. ومع أن الكثير من الأشخاص لا يعرفون هذا الحج أصلاً، فهو أكبر تجمع بشري على سطح الأرض. حيث تتجاوز الأعداد 70 مليون حاج عادة، وفي بعض الحالات مثل حج عام 2013؛ تشير التقديرات إلى توافد أكثر من 120 مليون حاج. المثير للاهتمام ربما هو كون طقوس هذا الحج مستمرة حتى الآن وبقوة، على الرغم من أن الأنهار التي يستحم بها الحجاج ملوثة للغاية، وكثيراً ما يؤدي الاستحمام فيها إلى الأمراض والمشاكل الصحية.
احتفال كرات النار
مع نهاية شهر آب/أغسطس من كل عام، يحتفل سكان (نيجابا) في السلفادور بمهرجان يقام في الشوارع ويتضمن قيامهم برمي كرات مشتعلة باللهب على بعضهم البعض، وعلى الرغم من أن هذا النوع من التصرفات خطر للغاية وغير مسؤول، فهو يقام باستمرار منذ ما يزيد على قرن من الزمن، ويعود أصله إلى قصتين مختلفتين، الأولى تتحدث عن البركان الذي انفجر عام 1658 وأدى إلى نزو سكان القرية من موطنهم السابق بعدما لفظ كرات من اللهب، بينما القصة الأخرى تتحدث عن كون القديس (جيرونيمو) قاتل الشيطان بكرات من اللهب.
كل عام في يوم السبت الثالث من شهر شباط/فبراير؛ تقام عشرات الاحتفالات في مختلف مناطق اليابان مع رجال عراة بشكل شبه كامل، حيث يرتدون لباساً داخلياً تقليدياً عادة، وفي بعض الحالات يكونون عارين تماماً. هذه الاحتفالات يقام في مدينة أوكياما اليابانية حيث نشأ أصلاً، ويشترك فيه قرابة 9000 رجل شبه عارٍ، حيث يقوم المشاركون بالرقص ويتصارعون للوصول إلى أيقونة حظ يرميها أحد الكهنة بينهم، ويعتقد المشاركون أن الشخص الذي يحصل على الأيقونة ويضعها في صندوق خشبي مملوء بالأرز يضمن عاماً كاملاً من السعادة والحظ السعيد.
الأسبوع المقدس في إسبانيا
على عكس ما يبدو من الصورة، فهؤلاء ليسوا أعضاء ضمن جماعة العنصرية سيئة السمعة في الولايات المتحدة، بل هم مشتركون في مهرجان الأسبوع المقدس الذي يقام سنوياً في المدن والبلدات الإسبانية خلال آخر أسبوع من الصيام، أي الأسبوع السابق لعيد الفصح. لا يتضمن المهرجان نشاطات شديدة الغراب سوى الزي الخاص به والمكون عادة من ملابس فضفاضة وقلنسوة مدببة بألوان متنوعة، لكن أحياناً تكون باللون الأبيض الذي يذكر بجماعة التي تشتهر بهذا الزي.
كل عام؛ يقوم المزارعون شرق جزيرة (جافا) بالاتجاه نحو جبل برومو ليقدموا الأضاحي هناك، هذا الجبل هو بركان نشط، كما أنه منحدر للغاية، لكن المزارعين يتسلقونه كل عام حاملين معهم محاصيلاً وماشية ومقتنيات أخرى، ومن ثم يقوم المضحون برمي مقتنياتهم ضمن فوهة البركان النشط على أمل أن تجلب تضحيتهم عاماً سعيداً ومحظوظاً وخالياً من الأوبئة، يعتقد أن هذا المهرجان قد بدأ منذ قرابة 5 قرون مضت، وهو مستمر منذ ذلك الوقت حتى الآن.
معركة الطماطم (البندورة)
كل عام؛ يهبط قرابة 20 ألف شخص من سكان مدينة (بونيول) الإسبانية (التابعة لمقاطعة فالنسيا) إلى الشوارع، ويبدؤون برمي الطماطم على بعضهم البعض في معركة تبدو مسلية للغاية. يعود أصل هذا المهرجان السنوي إلى قتال بالأطعمة بدأ بشكل عرضي قبل أكثر من 7 عقود مضت، لكنه سرعان ما تحول إلى مهرجان سنوي منظم يتضمن اليوم قرابة 150 طناً من الطماطم التي يرميها المشاركون على بعضهم البعض.
إن كنت تظن أنك تكره الشتاء، فالأرجح أنك لا تكرهه بقدر سكان هنغاريا (المجر) في أوروبا الوسطى، ففي كل عام يحتفل سكان بلدة (موهاكس) بمهرجان خاص مع نهاية الشتاء. حيث يقومون بارتداء أقنعة تقليدية ومعاطف من الصوف الكثيف ويرقصون على أنغام الموسيقى الشعبية، في نهاية المهرجان يتم حرق تابوت فارغ فوق كومة من الحطب، كتجسيد لنهاية الشتاء و ”موته“.
أسبوع المرافع
كما هو الأمر بالنسبة لبلدة (موهاكس)، فالكثير من سكان شرق أوروبا يكرهون الشتاء على ما يبدو، ويقيمون احتفالاً سنوياً عند اقتراب نهايته. ففي الأسبوع السابق للصوم الكبير يقوم العديد من سكان القرى السلافية شرق الأوروبية بالاحتفال بأكل الحلويات وإقامة كرنفالات تتضمن ألعاباً للأطفال بالإضافة للقتال بكرات الثلج ومعارك قتال بالأيدي بشكل منظم، وفي اليوم الأخير من المهرجان عادة ما يصلي المشاركون للحصول على المغفرة ويقومون بإحراق دمية على شكل امرأة باسم (الماسلينيتسا) والتي تمثل الشتاء وفق المعتقدات المحلية.
يوم الموتى
أيام الرجل الميت المتجمد
مهرجان بيورنال
كل عام، وفي يوم القديس (سيباستيان) يحتفل سكان مدينة (بيورنال) الإسبانية بمهرجان ، حيث يقومون بالاجتماع في الشوارع ورمي اللفت على شخص يرتدي زي وحش يشبه الشيطان ويحمل اسم المهرجان نفسه. في الواقع فهذا المهرجان شعبي للغاية في المدينة، وهناك منافسة كبرى على من يحصل على دور الشيطان خلاله حتى أن البعض يقومون بتسجيل أطفالهم المولودين حديثاً للقيام بالمهمة، حيث عادة ما تطول قائمة الانتظار حتى 20 عاماً. في الواقع لا أحد يعرف السبب الأصلي لهذا الاحتفال حقاً أو جذوره التاريخية. لكن المعروف أنه مستمر منذ قرون على الأقل، ويعتقد أنه يجسد إخراج الشر من المدينة الإسبانية.
احتفال النار
ضمن العديد من المناطق في أوروبا؛ يوجد احتفالات سنوية تتضمن النار وإشعال كميات كبيرة من الحطب المتراكم، ومع أن هذه الاحتفالات عادة ما تصل إلى أحجام كبيرة للغاية، فأهمها ربما هو الاحتفال الذي يتم في منطقة في إنجلترا. حيث أن الاحتفال الذي يتصادف مع ذكرى «مؤامرة البارود» الشهيرة يتضمن حريقاً كبيراً للغاية، وخلال الاحتفال عادة ما يتم إحداث سباقات لدرحجة براميل مشتعلة، بالإضافة لحمل صلبان مشتعلة والتجول بها على الرغم من الموعد الذي يتزامن مع ذكرى مؤامرة البارود، فالسبب الحقيقي للاحتفال بعود لفترة الاضطهاد الديني في إنجلترا. فطوال أكثر من 50 عاماً خلال القرن السادس عشر كان هناك محاكم تقوم بملاحقة ”المهرطقين“ من البروتستانت وإعدامهم، وواحدة من الأساليب المتبعة حينها من قبل الكنيسة الكاثوليكية هي الإحراق على الصليب، حيث فقد 17 شخصاً حياتهم بهذه الطريقة ضمن Lewes. لاحقاً تحولت إنجلترا إلى البروتستانتية بشكل كامل تقريباً، لكن ذكرى تلك الفترة المشابهة لمحاكم التفتيش في إسبانيا لا تزال عالقة حتى الآن.
يوم الصمت
في جزيرة (بالي) الإندونيسية، يعتنق معظم السكان الهندوسية مما يعني أن رأس السنة الهندوسية هو احتفال مهم للغاية لديهم، لكن على عكس الأماكن الأخرى فالاحتفال في (بالي) يتضمن العديد من الطقوس الغريبة لعل أبرزها هو كون هذا اليوم ”صامتاً“ حيث يمنع استخدام الكهرباء أو إشعال النار أو قيادة السيارة أو العمل أو المتعة، بالمجمل يبدو هذا اليوم أشبه بأيام السبت لدى اليهود شديدي التدين حيث كل شيء ممنوع تقريباً في الواقع يعد الالتزام بهذه الأمور مهماً جداً لدرجة أن بعض الأحياء تتضمن دوريات تتفقد التزام الأشخاص بالأمر، وخلال يوم الاحتفال يتم تقليد حيث يصطف الشباب والفتيات العازبون بين أعمار 17 و30 عاماً في صفين متقابلين ومن ثم يتقدمان باتجاه بعضهما البعض حيث يقوم الشباب بتقبيل الفتيات.
مهرجان الخبز
ليلة الفجل
في شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام تقيم مدينة (أوكساكا) المكسيكية حدثاً يشتهر باسم ليلة الفجل، حيث يجتمع العديد من المتسابقين الهواة والمحترفين على حد سواء، ويتبارون في حفر الفجل والنقش عليه لصنع تحف صغيرة منه، ومع أن الفكرة تبدو مضحكة للغاية، فالنتائج مميزة للغاية، كما أن الحماس شديد على الرغم من الجائزة الصغيرة نسبياً (قرابة 650 دولاراً).وفق ما هو معروف، فقد بدأ هذا الحدث أصلاً كطريقة لجذب الزبائن إلى السوق السنوي الذي يقام في المدينة مع اقتراب عيد الميلاد، لكن مع الوقت بدأ الحدث بأخذ هويته الخاصة وبات حدثاً مستقلاً للتسلية والمنافسة بالدرجة الأولى.
مهرجان التاميل
في مجتمعات التاميل الهندوسية المنتشرة حول العالم، هناك مهرجان سنوي يقام كل عام عند اكتمال القمر في شهر وفق تقويمهم الخاص، عادة ما يتصادف موعد المهرجان ضمن شهر كانون الثاني/يناير أو شباط/فبراير، وخلال هذا اليوم المقدس يقدم المحتفلون الحليب والزهور والفواكه للإله (موروغان) الذي يعد إله الحروب وطارد الشياطين وفق الأساطير، كما أن المهرجان يتضمن الكثير من الزينة والمراسم الدينية بالطبع. الجزء الأغرب ربما هو تصرفات الأتباع الأكثر تفانياً في العبادة خلال المهرجان، حيث من الشائع قيامهم بثقب أجسادهم وجلدهم في العديد من المواضع ووضع أعواد أو خطافات في الثقوب التي أحدثوها، كما أن البعض يحاول أو يقوم بجر أشياء ثقيلة بسحبها من الخطافات المعلقة في الثقوب، النتيجة بالطبع تتضمن الكثير من الدماء عادة، ومناظر يفضل عدم مشاهدتها.
يوم حرق الشيطان
مع كون النزعة القومية الأسكتلندية لطالما كانت قوية نسبياً، فمن غير المستغرب كون الأسكتلنديين متمسكين بالعديد من العادات والتقاليد القديمة وبالأخص فيما يتعلق بالمناسبات المهمة مثل رأس السنة، وعلى الرغم من أن الاحتفال بحد ذاته لا يتضمن أشياء غريبة أو مستبعدة، فهناك بعض التقاليد الغريبة المرتبطة به، حيث يسبق الاحتفال تنظيف المنزل بشكل كامل، وبعد مشاهدة الألعاب النارية والاحتفال بمنتصف الليل الذي يعلن العام الجديد، هنا شروط محددة ليكون العام الجديد ”محظوظاً“.
وفقاً للأساطير الأسكتلندية؛ يجب أن يكون أول شخص يدخل المنزل بعد منتصف ليل العام الجديد هو رجل، ويجب أن يحمل في جيوبه قطعة من الفحم وقطعة من الخبز وبعض الملح وكعكة سوداء وقليلاً من الويسكي، وفي الكثير من المنازل الأسكتلندية لا يزال هذا التقليد متبعاً ومخططاً له مسبقاً أملاً بعام من الحظ السعيد.
مهرجان دب القش
يقام هذا الاحتفال في السنوي في العديد من القرى والبلدات الإنجليزية في شهر كانون الثاني/يناير من كل عام، ويتصادف في يوم الثلاثاء التالي ليوم ”اثنين المحراث“. ووفقاً للتقليد المتبع يقوم أحد الرجال المحليين بارتداء بدلة من القش تجعله يبدو كدب ضخم، ومن ثم يتجول في أنحاء القرية أو البلدة بمرافقة المحتفلين الذين يرقصون ويغنون حوله، حيث يفترض أن يجسد الاحتفال بداية الموسم الزراعي في كل سنة. وفي نهاية الاحتفال يتم إحراق بدلة القش التي تم استخدامها، وتصنع واحدة أخرى لاحقاً للاحتفال في العام التالي.
Laisser un commentaire