انتقادات للتنظيم الفاشل في مباراة ليفربول وريال مدريد
حضت وزيرة الثقافة البريطانية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على إجراء تحقيق رسمي في المشاهد « المقلقة للغاية »، التي أخرت انطلاق نهائي دوري أبطال أوروبا.وتعرضت الشرطة الفرنسية لانتقادات لإطلاقها الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل على بعض مشجعي ليفربول، الذين كانوا في انتظار الدخول إلى الملعب في باريس يوم السبت. وقالت وزيرة الثقافة البريطانية، نادين دوريس، إنه من مصلحة الجميع « تعلم الدروس ».وقال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إنه « سيراجع هذه الأمور على وجه السرعة ».ودعت وزارة الرياضة الفرنسية إلى اجتماع مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الفرنسي لكرة القدم ومسؤولي الملعب والشرطة يوم الإثنين، « لاستخلاص الدروس » من الحدث.
أفسدت الأحداث الأمنية التي وقعت في محيط « ستاد دو فرانس » العرس الكروي الأوروبي الذي احتضنته العاصمة باريس السبت خلال نهائي دوري أبطال أوروبا الذي جمع ريال مدريد ونادي ليفربول. حتى أن مشاهد تدافع الجماهير والصدام مع قوات الأمن طغت على فوز الفريق الملكي باللقب وجلبت انتقادات واسعة للسلطات الفرنسية قبل عامين من موعد تنظيم الألعاب الأولمبية في باريس 2عرف نهائي دوري أبطال أوروبا السبت بين ريال مدريد ونادي ليفربول مشاهد فوضى مؤسفة في مداخل جماهير « الريدز » في « ستاد دو فرانس » بالعاصمة الفرنسية باريس. حيث أظهرت صور ومقاطع فيديو قوات الأمن تلاحق الجماهير فيما قفز آخرون من السياج ما أجبر الشرطة على إطلاق الغاز المسيل للدموع. وصدمت هذه المشاهد المعلقين والجماهير… على حد سواء. ويعتبر ما حدث ليلة 28 أيار/مايو نادرا جدا في نهائي مسابقة بحجم دوري أبطال أوروبا الذي انطلق بتأخير 36 دقيقة بسبب الحوادث التي جدت في محيط الملعب. وحاول عدد كبير من المشجعين القفز فوق الحواجز للدخول إلى المدرجات. وهو ما أدى إلى صدامات مع قوات الأمن التي لم تجد بدا من استعمال الغاز المسيل للدموع لإبعادهم.
من جهته، قرر محافظ شرطة باريس ديدييه لالمان اللجوء إلى القضاء لاشتباهه في « عمليات تزوير واسعة لتذاكر الدخول » للمباراة النهائية مؤكدا أن ذلك كان يمكن أن يتسبب في تداعيات خطيرة على أمن المشاهد. أما وزير الداخلية الفرنسية فقد وجه الاتهام لآلاف الجماهير الإنكليزية بالقدوم دون تذاكر أو بتذاكر مزيفة للملعب ومحاولة الدخول بالقوة و »الاعتداء في بعض الأحيان ». عثمان طايبي، الصحفي الرياضي في فرانس24 كان حاضرا لتغطية المباراة يشير إلى أن المشكلة بدأت بتوافد عشرات الآلاف من مشجعي ليفربول على باريس في حين أن عدد التذاكر المخصصة للفريق لا تتجاوز 20 ألفا. ويضيف طايبي أن « الآلاف من غير حاملي التذاكر كان يأملون في الحصول عليها من السوق السوداء ولو بأسعار خيالية لكنهم سقطوا في فخ التذاكر المزورة. ما حدث هو أن حاملي التذاكر المزورة تم وقف تقدمهم في نقطة المراقبة الآلية أمام الملعب ومع تكدسهم أمام الحواجز بدأت الأمور بالتدهور وأخذت منحى تفاوضيا، الكثير منهم كانوا في حالة ثمالة ما أفقدهم السيطرة على أعصابهم ».ويرى طايبي أن ظروف التنظيم كانت كالمعتاد في الملعب الذي احتضن فعاليات محلية ودولية كثيرة بمدرجات ممتئلة دون وقوع مشاكل. مردفا « أرى أن الحل (في المستقبل) يكمن في إشراك الأندية في عملية تنقل الجماهير وإقامتها وحصولها على التذاكر ».
انتقاد االيويفا
ويقول سيلفان هنري المختص في الشؤون الرياضية الدولية إن مثل هذه الأمور « لا تحدث إلا في مباريات كرة القدم » مضيفا أن نهائي بطولة أوروبا للرغبي جرى في نفس التوقيت في ملعب مرسيليا بحضور الآلاف من المشجعين الأيرلنديين دون مشاكل تذكر. هناك مشاكل مع مشجعي كرة القدم والإنكليز منهم بالخصوص ». وذكّر هنري بالأحداث والصدامات التي رافقت نهائي يورو 2016 في نفس الملعب.لكن هذا الخبير يقدر أن المشكلة الكبيرة تتعلق باليويفا لأنها « الطرف المنظم للمباراة ولم تتخذ الإجراءات الأمنية اللازمة » مضيفا « هناك مشاكل في نقاط التثبت من المشجعين التي يجب ألا يقل عددها عن خمسة ولكنها لم تكن موجودة هذه المرة وهو ما يفسر هذه الأحداث. ولكن توجد أيضا مسؤولية الدولة الفرنسية التي كان عليها التنسيق جيدا مع يويفا ». وزارة الداخلية الفرنسية نشرت 6800 شرطي ورجل إسعاف وعددا كبير من أعوان الأمن تحسبا لمباراة السبت الماضي. وهي نفس الطريقة التي تخطط بها فرنسا أثناء استضافتها كأس العالم للرغبي في 2023 والألعاب الأولمبية باريس 2024 يرى المدير التنفيذي لشبكة « مشجعي كرة القدم في أوروبا » رونان إيفان أن هذه الأحداث شوهت السمعة التنظيمية لفرنسا وخلف هذا الفشل أسئلة بشأن قدرة البلاد على تنظيم أحداث بهذا الحجم مضيفا « في كل مرة، نكرر نفس طرق التنظيم التي فشلت في الماضي. هناك حاجة ملحة لتحديث طريقة تأمين مثل هذه المقابلات ». غداة هذا الجدل، انتقلت الانتقادات إلى الساحة السياسية الفرنسية في الوقت الذي تعرف فيه البلاد أوج حملة الانتخابات التشريعية المقررة في منتصف يونيو/ حزيران المقبل حيث لم تفلت أبرز وجوه المعارضة هذه الفرصة للتنديد بفشل تنظيمي للسلطات الفرنسية المسؤولة. أما قصر الإليزيه فذكر بسياق تنظيم المباراة في باريس بعد أن كان من المفترض تنظيمها في سان بطرسبورغ الروسية لكن الهجوم الروسي لأوكرانيا جعل فرنسا تنال فرصة تنظيم النهائي في حيز زمني لا يتجاوز ثلاثة أشهر.وسائل الإعلام الأوروبية استعملت أقسى العبارات في انتقادها لما حدث في ملعب « ستاد دو فرانس »، حيث نقلت شهادة شقيق مدافع ليفربول جول ماتيب الذي اضطر للجوء إلى مطعم مع زوجته هربا من دخان العبوات المسيلة للدموع التي أطلقت باتجاههم. فيما نشرت صحيفة تليغراف شهادة مخيبة لمدير قسم كرة القدم فيها جايسون بيرت الذي قال إن بعض مشجعي ليفربول كانوا ينتظرون الدخول بهدوء لمدة ثلاث ساعات مؤكدا أن عملية تفريق المشجعين بالغاز المسيل للدموع بمثابة « العار ». أما الصحافة الإسبانية المنتشية بفوز القلعة البيضاء فوجهت سهام نقدها لما وصفته بـ »همجية » مشجعي ليفربول الذين جاءوا للملعب دون تذاكر وكادوا أن يتسببوا بـ »كارثة ». صحيفة بيلد الألمانية وصفت بدورها ما حدث بـ »سهرة الفوضى » موجهة انتقادها لطريقة تنظيم يويفا للمباراة. أما صحيفة كوريري ديلو سبورت الإيطالية فتحدثت عن ليلة سيئة لفرنسا اختلطت فيها المشاكل الأمنية بالاضطرابات في وسائل النقل مذكرة بحدوث مشاكل مشابهة في مباريات الدوري الفرنسي هذا العام
Laisser un commentaire