الانتخابات الفرنسية : ماكرون الاوفر حظا
رشاد العلي – باريس – ان البيانات الخاصة بنوايا التصويت في الجولتين الأولى (10 أبريل) والثانية (24 أبريل) من الانتخابات توفر خطوط اتجاه واضحة جدا للمرشحين الرئيسيين،والواضح ان ماكرون يتقدم بفارق كبير في الجولة الأولى، لكن هذا التقدم تقلص بشكل طفيف، كما اجتذبت مرشحة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبن ناخبين من منافسها الجديد الأكثر تطرفا منها إريك زمور، الذي يبدو أن حملته متعثرة وقد أظهر أحدث استطلاع للرأي أن ماكرون سيفوز في الجولة الأولى من الانتخابات بنسبة 27.5 في المئة بانخفاض بمقدار 0.5 نقطة عن الاستطلاع السابق، بينما حصلت لوبن على 22 في المئة، بزيادة نصف نقطة عن الاستطلاع السابق، كما أظهر الاستطلاع أن مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون سيحل في المركز الثالث في الجولة الأولى بـ15.5 في المئة بزيادة نصف نقطة مئوية. أما زمور ومرشحة الجمهوريين فاليري بيكريس فسوف يأتيان في المرتبة الرابعة بالحصول على 10 في المئة من الأصوات. وبحسب الاستطلاع سيتقدم ماكرون على لوبن في الجولة الثانية بنسبة 53 في المئة مقابل 47 في المئة والاكيد ان مناصري ميلونشون لن تصب اصواتهم لصالح اليمين التطرف
إن الناخبين الفرنسيين يعطون إجابات مختلفة جدا عند مطالبتهم بتسمية التحدي الأكبر الذي تواجهه البلاد وأهم قضية بالنسبة لهم قبل تصويتهم، فهناك قلقا عاما من أن الهجوم الروسي على اوكرانيا يمثل تهديدا للأمن والاستقرار، وبالتالي يتم منح هذا الأمر أولوية عالية من حيث التحديات التي تواجهها فرنسا، ويشير التاريخ إلى أن هذا من شأنه أن يصب في مصلحة ماكرون، لاسيما أنه حاول، وإن كان عبثا، التحدث للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإقناعه بعدم الذهاب إلى الحرب ويبدو أن التحدي الوحيد الجدي أمام حملة ماكرون هو الامتناع عن التصويت، الذي يقول عدد أكبر من الناخبين إنهم يخططون للقيام به. وحذر ماكرون مؤيديه من التفكير في فوزه بأنه صفقة محسومة، وشجعهم على المشاركة، في الوقت الذى حذر وزير الداخلية جيرالد دارمينين من أن لوبن خطيرة ويمكنها أن تفوز. وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة إبسوس فان 35 الى 31 في المئة من الناخبين إنهم يخططون للامتناع عن التصويت، وهو ما سيكون أقل نسبة مشاركة خلال سنوات.فالديموقراطية التمثيلية ينقصها الحيوية وأن نتيجة الانتخابات، أمر مفروغ منه، ومع ذلك فإن الامتناع عن التصويت يمكن أن يكون في حد ذاته عملا سياسيا. وتركز تقارير أخرى على عقبة ثانية محتملة قد يواجهها ماكرون في طريقه المضمون الى الإليزيه، مشيرة الى أن الرئيس الحالي يحتاج إلى أصوات المسلمين الفرنسيين
Laisser un commentaire