لنفكر بمداخل مغايرة للعمل
د . نهوند القادري – رأي اليوم – كي لا نوهم انفسنا. ان التغيير يحصل في بلدنا ، في حال تحركت الطبقة الفقيرة والمعدمة ، وهجرت زعاماتها ، والتحقت بالمحتجين والمنتفضين على شاشات التلفزة ، وكي نكف عن وصم الفقراء بالجهل والتخلف ونطلق عليهم اوصاف مهينة ، وننتظر منهم ان ينزلوا الى الشارع بكثافة لازاحة الطبقة الفاسدة عن بكرة ابيها ، من الاجدى ربما ان نعي مسألة اساسية تتمثل بالآتي : الطبقة المترفة لا يعنيها التغيير وليس من مصلحتها ان يتحقق ذلك ، تكتفي باللعب على التناقضات لتبقى المستفيد الوحيد من كل ما يجري .والطبقة المعدمة هاجسها واولوياتها تأمين لقمة العيش ، وسد الرمق ، بما تيسر وكيفما كان ،ومن اية جهة اتت. تبقى الطبقة الوسطى الوحيدة المؤهلة لقيادة التغيير ، . وبما انه في لبنان ، تآكلت منذ زمن هذه الطبقة واجهضتها طبيعة الاقتصاد اللبناني القائمة على الوساطة والسمسرة والترانزيت والخدمات وخدعة الفوائد العالية ، والاعانات والقروض والديون ، وغياب التصنيع والانتاج. الخ فإن التغيير الجذري المنشود يبدو ضربا من ضروب الخيال لست في وارد اشاعة الاحباط ، كما تفعل شاشات التلفزة ، انما دعوة لنفكر بمداخل مغايرة للعمل ، بعيدا من الصراخ ومن الشكاوى ومن الاهانات للبسطاء والمعدمين ومن موضه الدعاء على المسؤولين بالهلاك.
Laisser un commentaire