كلمة للنائب جبران تنضح بالوطنية والعنفوان
رشاد العلي – بيروت – خلال كلمة متلفزة، تساءل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل « هل يصدق احد ان اللبنانيين يأتمنون رئيس الحكومة لوحده على انّه هو، من خلال حكومة يؤلّفها وحده، يأخذ لوحده هكذا قرارات مهمّة بالبلد؟ كلّنا نعرف انّ الجواب هو لا! ». وأضاف « نحن أقلّه، لا نأتمن سعد الحريري لوحده على الإصلاح. نحن نحمّل نهجه السياسي مسؤولية السياسة الإقتصادية والمالية. فكيف نأتمن للشخص ذاته، مع نفس الأشخاص الذين لا يقبل ان يغيّر احدا منهم، وبنفس سياسة التسعينات… انّه وحده يصلّح البلد؟ وبدّنا نعمل له وكالة على بياض ونسلّمه البلد؟ ». وقال « منطلب، مندّعي، منبادر لطلب عقد حوار وطني بينتج عنه تصوّر لبناني مشترك لنظام سياسي جديد بيضمن الإستقرار بالبلد. القفز فوق المشاكل البنيوية بالنظام والتذرّع بأنّو حزب الله هو وحده سبب سقوط الدولة يعني انّو في حدا ما بدّو يحلّ المشكلة بعمقها ». وأضاف « طبعاً قضية السلاح والاستراتيجية الدفاعية ووضعيّة لبنان وعلاقاته بالدول ومسألة حياده او تحييده، هي مسائل كيانيّة وأساسيّة بصلب الحوار المطلوب. ونحن لا نقبل ان تكون أرضنا مسرحا لصراعات الآخرين ولا السلاح المقاوم يكون لخدمة أي مشروع غير مشروع حماية لبنان ». وتابع « اتفقنا مع حزب الله على اطلاق حوار ثنائي لاعادة النظر بعلاقتنا ومراجعة وثيقة التفاهم على محاور أساسيّة ومنها المحور الخارجي ومحور بناء الدولة لأن « مش ماشي الحال ». ولكن هيدا الحوار الثنائي لا يكفي ونحن وحزب الله لا نختصر كل البلد ».
باسيل اعتبر أن « الحصار المفروض على لبنان هو نتيجة خيارات أخذتها البلاد في مواجهة إسرائيل، ولذلك أعلنت إسرائيل عن نفسها دولة يهودية »، مشيرا إلى أن » إسرائيل تريد أن ترى حولها دولا مذهبية، وتريد أن يترك المسيحيون المنطقة »، وسأل « كيف يمكن أن يكون هناك لبناني واحد واعيا يفكر في الخضوع لاسرائيل؟ ». وأضاف: « المطروح علينا استسلام وليس سلما، المطروح وصفة لحرب داخلية، وتفتيت الدول المحيطة، وعلى رأسها لبنان، بسبب التعايش الإسلامي المسيحي« .
وحول نظرته تجاه السلام، أوضح باسيل قائلا: « من الذي يقول أننا لا نريد سلاما؟ نحن أبناء عقيدة السلام، والسلام بلا عدالة تكريس للظلم، ونحن مع السلام العادل، والشامل، والدائم، وفقا لمبادرة الملك عبدالله ». وأضاف « الحصار المفروض علينا هو ورقة ضغط، نحن كلبنانيين ساهمنا داخلياً بزيادة ثقلها علينا بفعل ادائنا وفسادنا ونقص الوعي عند البعض وزيادة العمالة عند البعض الآخر؛ الحصار هو ورقة ضغط لنسلّم ببقاء النازحين واللاجئين، ولنمشي بالتطبيع من دون استعادة الحقوق ومن دون حماية مواردنا وثرواتنا، وخاصة الغاز في البحر… وهذه هي الحقيقة التي يحاول البعض، بفعل عمالته، التغاضي عنها ووضع المشكلة فقط بإطارها الداخلي ».
باسيل رأى أن « الرهان على الصراعات في المنطقة لم يأت الاّ بالخراب والضرر للبنان وأملنا هو التفاهم والتصالح لصالحنا وليس على حسابنا ». وأضاف « أميركا المتصارعة مع إيران حقّقت لإسرائيل بزمن ترامب ما لم تحصل عليه على مدى سبعين عاما بينما أميركا المهادنة مع إيران، جلبت في عهد أوباما بعض الإستقرار، ونأمل في عهد بايدن، ان ترجع لسياسة التحاور وليس العزل والعقوبات لأن فيها مصلحة للبنان والمنطقة »، معتبرا أن « هذه السياسة الجديدة نأمل ان تنعكس في لبنان توازنا أكبر للعلاقات الداخلية، وليس تقوية فريق على آخر ».وتابع قائلا « الخليج المتصارع يضرّ بلبنان وبتوازن علاقاته مع دوله، بينما الخليج المتصالح يريح لبنان ولا يضعه بمحور ضد آخر وبقدر ما نفرح لعودة الوئام بين دول الخليج، نتمنى ان يعود بين الدول العربية لنكون بمحور واحد هو استعادة الحقوق العربية واحتضان القضية الفلسطينية ومساعدة لبنان ». وأشار باسيل إلى أن « لبنان المتصارع مع سوريا هو ضرر للبنان وليس ربحا كما يسوّق البعض… لبنان المتصالح مع سوريا له مصلحة اجتماعية بين الشعبين، وماليّة بين الاقتصادين، وعسكرية بين الجيشين وسياسية بين الدولتين؛ وأكيد هناك مصلحة للبلدين بعودة النازحين ». وقال :عندما يصاب الكابيتول هيل في أميركا، رمز التوازن الديمقراطي في العالم، لبنان يخاف على ديمقراطيّته… « وبيناتنا، لمّا شفت كيف ادارة عم تعمل مع شعبها، قلت بسيطة قصة العقوبات علي »! »، مضيفا « عندما يصاب التعايش بفرنسا، رمز العلمانية، لبنان يخاف على تنوّعه، من الفرحانين بضرب فكرة مدنيّة الدولة، عندما تضعف روسيا والصين، لبنان يخاف على فقدان التوازن العالمي وعلى فقدان التوازن بداخله ». كما أضاف « عندما تصاب دول الخليج، لبنان يخاف ليس فقط على اللبنانيين هناك، ولكن على اي محاولة لاستضعاف السنة فيه، وعندما تصاب إيران، لبنان يخاف على محاولة لمحاصرة الشيعة فيه ». وأردف قائلا « عندما يضعف الفاتيكان، لبنان يدفع فاتورة انخفاض منسوب التسامح بين البشر وعندما تضعف أوروبا، لبنان بيخاف على جواره المتوسطي، وعندما تضعف سوريا، لبنان يخاف على جواره المشرقي ». واعتبر أن « لبنان يقوى بقوّة أصدقائه وهم كثر، ويضعف بضعفهم… « ويلّي بيشوف غير هيك بيكون قصير النظر والرؤية »، ويدفع لبنان غاليا ثمن رهاناته
رئيس التيار الوطني الحر رأى أن السياسة الأميركية ستشهد تغييرات كبيرة تعنينا
مع الاتحاد الأوروبي سياسة تقارب تقدر ان تكون لصالحنا بإعطاء أوروبا وفرنسا دورا أكبر عندنا
مع روسيا سياسة توزيع أدوار ومصالح بشرق المتوسط
سياسة مختلفة فيها اتجاه تمايز عن إسرائيل وتركيا والخليج واتجاه تفاهم مع ايران
Laisser un commentaire