يا خبراء الاقتصاد والسياسة ارحمونا ….

حسن محفوظ –  رأي اليوم – خاص الفجر – خلال عطلتي الاخيرة في لبنان وبسبب الحجر الصحي  امضيت معظم وقتي امام شاشة التلفزة اتنقل من محطة تلفزيونية الى اخرى وقد لفت انتباهي العدد الكبير من البرامج التي تستضيف ضيوفا اراهم للمرة الاولى بوصفهم اما خبراء اقتصاديين او اصحاب مراكز ابحاث جيو سياسية …. والحقيقة بعد ان استمعت الى اغلبهم وهم يتنقلون  من شاشة الى اخرى وعلى كل شاشة يحللون ويظهرون مواهبهم وخبرتهم في استقراء الاخطار الخارجية والداخلية  واسباب الوضع السيئ  الذي يمر به  لبنان حسب الجهة السياسية التي تتبع لها هذه المحطة او تلك  ففي احدى الحلقات اكدت احدى السيدات وفي اطار تأكيدها على وجود الغاز في بحر لبنان ان شركة توتال انسحبت بسبب الضغوطات وان العاملين اخبروها انهم شموا رائحة الغاز على السفينة خلال عملية التنقيب ….ويطل اخر ليخبرنا ان معلوماته الاستخباراتية تؤكد  ان نتنياهو طلب من الرئيس الاميركي ترامب خلال مكالمته التلفونية ان يواصل الضغط على اللبنانيين لتركيعهم …. وهناك امثلة كثيرة من هذه الحوارات  القائمة على الخيال واستغباء المشاهد والتي اجزم ان الكثير منهم يدفعون لهذه المحطات حتى تستضيفهم او انها  توافق وتضع شروطها  بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي انعكس  انقطاعا للاعلانات على شاشاتها  وبالتالي عدم قدرتها على انتاج برامج ذات قيمة وتضطر لاستضافتهم من اجل ملء الهواء وعلى المواطن اللبناني ان يتحمل قرفهم ودجلهم اضافة الى زعمائهم مع المصاعب المعيشية الصعبة التي يعاني منها والتي تنذر لاسمح الله بانفلات الوضع الامني وتهديد كيان ما تبقى من دولة