إهانات واتهامات متبادلة خلال مناظرة حامية بين ترامب وبايدن

شهدت المناظرة التلفزيونية الأولى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائب الرئيس السابق جو بايدن تبادلا للاتهامات والإهانات بين المرشحين للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني. ووفقا للبروتوكول الصحي المتّبع بسبب كوفيد-19، لم يتصافح الرجلان السبعينيان عند وصولهما إلى منصّة المناظرة بل توجه كل منهما إلى مكانه. بدأت المناظرة بتوتر شديد بين المرشحين، وكان السؤال الأول حول ترشيح ترامب للقاضية إيمي كوني باريت للمحكمة العليا، وبعد أن أجاب ترامب عن السؤال مدافعا عن قراره المثير للجدل، قام بمقاطعة بايدن أكثر من مرة ليقوم الأخير بوصف الرئيس بالمهرج أكثر من مرة، ويسأله « هلا خرست يا رجل؟ وقال ترامب في دفاعه عن مرشحته « سأقول لكم بكل بساطة إننا فزنا في الانتخابات، والانتخابات لها عواقب. لدينا مجلس الشيوخ ولدينا البيت الأبيض ولدينا مرشحة استثنائية يحترمها الجميع ». لكن بايدن قال إن مقعد الراحلة روث بادر غينسبرغ يجب شغله بعد انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، عندما يتضح من سيكون الرئيس. وأكد بايدن « يجب أن ننتظر، يجب أن ننتظر ونرى نتيجة هذه الانتخابات »، وأضاف أن محكمة عليا تضم محافظين أكثر ستعرض قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة المعروف باسم « أوباما كير » للخط

إهانات

وقال بايدن عن منافسه إنّ « كلّ ما يقوله حتى الآن كذب. أنا لست هنا لأبرهن أكاذيبه. الكلّ يعلم أنّه كذّاب ». وأضاف « من الصعب أن يحظى المرء بفرصة لقول كلمة واحدة بوجود هذا المهرج، عفوا هذا الشخص ». وتابع « أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة ». ووصفه بـ »جرو بوتين ». من جانبه قال ترامب من على منصّة المناظرة في كليفلاند بولاية أوهايو مخاطبا نائب الرئيس السابق « أنت لا تمتّ إلى الذكاء بصلة، جو. 47 عاما ولم تفعل شيئا ». واعتبر بايدن أن الانتخابات الرئاسية قد بدأت لأن عددا من الأمريكيين قد قاموا بالتصويت المبكر، لذا فلا يجب أن يقوم ترامب بتسمية مرشح للمحكمة العليا. ورأى بايدن أن ترامب فشل في إدارة أزمة فيروس كورونا، بينما أكد ترامب أنه نجح في ذلك وقال إنه لو كان الديمقراطيون في الحكم لمات مليون شخص. وانتقد ترامب خطط الديمقراطيين لإتاحة التأمين الصحي لجميع الأمريكيين، واصفا بايدن بأنه دمية في يد « اليسار الراديكالي ».

اتهامات

وسعى بايدن، الذي يتصدّر استطلاعات الرأي، إلى ربط ترامب بشكل مباشر بجائحة كوفيد-19 التي أودت بأرواح أكثر من 200 ألف شخص في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تسجيلا للوفيات الناجمة عن الجائحة في العالم أجمع. وقال المرشح الديمقراطي مخاطبا الناخبين الأمريكيين « كم منكم استيقظ هذا الصباح وكان لديه كرسي فارغ على طاولة المطبخ لأنّ أحدهم مات بسبب كوفيد-19؟ ». واستهزأ بايدن بترامب غامزا من قناة أحد أكثر تصريحاته شهرة بقوله « ربّما يمكنك حقن مبيّض الملابس في ذراعك وهذا كفيل بعلاج » فيروس كورونا. واعتبر بايدن أن ترامب دمر الاقتصاد الأمريكي، ومنح امتيازات ضريبية للأثرياء، وأنكر ترامب هذا الأمر واتهم أوباما وبايدن بتسليمه اقتصادا ضعيفا. وفي الملفات الدولية اتهم ترامب ابن بايدن بتقاضي 3,5 مليارات دولار من زوجة عمدة موسكو، ورد بايدن بالقول « أنا واجهت بوتين وجها لوجه، وأوضحت له أنّنا لن نقبل أيّا من هذه الأمور »، متّهما ترامب بأنّه « جرو بوتين. هو يرفض أن ينبس ببنت شفة عن المكافآت التي وضعت لقتل جنود أمريكيين » في أفغانستان. ووفقا لوسائل إعلام أمريكية عديدة فقد دفع عملاء للاستخبارات الروسية أموالا لمقاتلين « قريبين من طالبان » لقتل جنود أمريكيين.

عنصرية

كذلك اتهم بايدن ترامب بالعنصرية ودعم جماعات اليمين المتطرف، وانتقد تعامله مع المظاهرات ضد عنف الشرطة، ورد ترامب باتهام منافسه باعتزام خفض تمويل الشرطة. وطالب بايدن منافسه بإدانة العنصرية والحركات المؤيدة لتفوق العرق الأبيض، ولكن ترامب تهرب من ذلك. وأنكر ترامب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا بأنه لم يدفع سوى 750 دولارا من الضرائب الاتحادية، وقال إنه دفع « الملايين ». وبينما نشر بايدن إقراراته الضريبية قبل ساعات من المناظرة، لا يزال ترامب يتمنع عن القيام بهذه الخطوة منذ الانتخابات الماضية، ويحاول الحفاظ على سرية سجلاته الضريبية. واعترف ترامب خلال المناظرة بأنه استغل « ثغرات » قانونية لتقليل ما يدفعه من ضرائب. وكان النقاش بين المرشحين أيضا حاميا عند الحديث عن التصويت عبر البريد، إذ اتهم ترامب الديمقراطيين بنية تزوير الانتخابات عبر هذا النوع من الاقتراع. بينما أكد بايدن أنه لا دليل على كلام ترامب. وفيما تعهد بايدن بالاعتراف بنتيجة الانتخابات أيا كانت، تهرب ترامب. واعتبر ترامب أن نتيجة الانتخابات الرئاسية قد لا تُعرف « قبل أشهر » وذلك بسبب عمليات التصويت عبر البريد. وقال ترامب « ستحصل عمليات تزوير بشكل لم تروا مثيلا له من قبل »، مضيفا « قد لا نعرف (نتيجة الانتخابات) قبل أشهر ». وانطلقت المناظرة على مرأى من جمهور صغير كان في عداده زوجتاهما ميلانيا ترامب وجيل بايدن وقد وضعتا كمامات. لكنّ عشرات ملايين الأمريكيين تابعوا المناظرة خلف شاشاتها