الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020
ستكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 3 نوفمبر من عام 2020 هي الانتخابات الرئاسية الأمريكية الـ 59 التي تجرى كل أربع سنوات. سيختار الناخبون ناخبين رئاسيين، سيقومون بدورهم بانتخاب رئيس جديد ونائب رئيس جديد من خلال الدائرة الانتخابية أو إعادة انتخاب المرشحين المنتهية ولايتهم. ومن المرجح أن تعقد سلسلة الانتخابات التمهيدية الرئاسية والتجمعات الانتخابية الرئاسية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2020. وعملية الترشيح هذه هي أيضا انتخابات غير مباشرة حيث يدلي الناخبون بأصواتهم باختيار مجموعة من المندوبين لمؤتمر ترشيح الحزب السياسي الذي سينتخب بعد ذلك بدوره مرشح حزبه للرئاسة. أطلق دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الحالي الـ 45 ، حملة انتخابية للانتخابات التمهيدية الجمهورية؛ ألغت عدة مؤسسات رسمية تابعة للحزب الجمهوري حملاتها الانتخابية دعمًا لترشيح ترامب.[2] أصبح ترامب مرشح الحزب الجمهوري الافتراضي في 17 مارس 2020، بعد حصوله على غالبية أصوات النواب المضمونة. أطلق 29 مرشحًا رئيسيًا حملاتهم الانتخابية للترشح عن الحزب الديمقراطي، وهو ما أفضى إلى أكبر ميدان للمرشحين لأي حزب سياسي في حقبة ما بعد إصلا النظام الانتخابي في تاريخ السياسة الأمريكية.ستجرى الانتخابات الرئاسية بالتزامن مع انتخابات مجلس النواب، ومجلس الشيوخ، ضمن عدة انتخابات على مستوى الولايات وعلى المستوى المحلي. أصبح جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، المرشح الافتراضي للحزب الديمقراطي بعد ما علّق السيناتور بيرني ساندرز حملته في 8 أبريل 2020، وقد كان آخر مرشح في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي قدّم الحزب الليبرتاري الأمريكي البروفيسورة جو جورغينسين مرشحة للحزب خلال مؤتمره المنعقد على الإنترنت في 23 مايو 2020، ما يجعل البروفيسورة جو جورغينسن أول امرأة في تاريخ الحزب الليبرتاري الأمريكي تترشح لمنصب الرئاسة. يُعد بايدن وترامب على التوالي أكبر المرشحين الافتراضيين سنًا للأحزاب الرئيسية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية؛ وفي حال فوز بايدن وتنصيبه رئيسًا، سيكون أكبر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية سنًا في منصب الرئاسة. إضافة إلى ما تقدم، سيكون كلًا من المرشحَين، في حال فوز أحدهما، أول شخص من ولايته الأم يفوز في الانتخابات الرئاسية؛ بايدن عن ولاية ديلاوير، وترامب عن ولاية فلوريدا (إذ قد غير مكان إقامته إلى فلوريدا من نيويورك – محل إقامته عند فوزه في انتخابات العام 2016 الرئاسية
ينص البند الثاني من دستور الولايات المتحدة الأمريكية أنه لا يحق لأحد أن يتبوأ منصب الرئاسة ما لم يكن مواطنًا مولودًا في الولايات المتحدة، ويبلغ من العمر 35عامًا على الأقل، ومقيمًا في الولايات المتحدة لما لا يقل عن 14 عامًا. بشكل اعتيادي يسعى المرشحون لمنصب الرئاسة إلى الحصول على ترشيح أحد الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، في عملية تقتضي اتباع الأحزاب وسائل (مثل الانتخابات التمهيدية) لاختيار المرشح الذي يعتبره الحزبُ الأنسب للترشح للمنصب. عادة ما تكون الانتخابات التمهيدية انتخاباتٍ غير مباشرةٍ يُدلي فيها الناخبون بأصواتهم لقائمة من نواب الحزب الذين يتعهدون باختيار مرشح معين. بعد ذلك، يسمّي نواب الحزب مرشحًا لخوض الانتخابات الرئيسية نيابة عن الحزب. جرت العادة أن يختار مرشح الحزب نائب الرئيس رفيقًا في الترشيح لتشكيل بطاقة الحزب الانتخابية، ويقرّه النواب لاحقًا (باستثناء الحزب الليبرتاري، الذي يسمّي المرشح لمنصب نائب الرئيس عبر انتخابات النواب بغض النظر عن تفضيل المرشح لمنصب الرئاسة). الانتخابات العامة في نوفمبر هي انتخابات غير مباشرة بدورها، يُدلي فيها الناخبون بأصواتهم لاختيار قائمة من أعضاء المجمع الانتخابي؛ يختار هؤلاء الأعضاء المنتخَبون بشكل مباشر الرئيس ونائب الرئيس.إذا لم يحصل أي مرشح على الحد الأدنى من الأصوات الانتخابية الـ270 للفوز بالانتخابات، يختار مجلس النواب الأمريكي الرئيس من بين المرشحين الثلاثة الذين حصلوا على أكبر عدد من الأصوات الانتخابية، ويختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس من بين المرشحَين اللذين حصلا على أكبر نسبة من الأصوات. في 26 أغسطس من العام 2019، أقر كونغرس ولاية مين مشروع قانون الاقتراع التراتبي في كلّ من الانتخابات الرئاسية التمهيدية وللانتخابات العامة.في 6 سبتمبر 2019، سمحت الحاكمة جانيت ميلز لمشروع القانون أن يصبح قانونًا دون توقيعها، وهو ما أدى إلى تأخير تنفيذه إلى ما بعد الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي 2020 في مارس، ولكنه يضع ولاية مين في صدارة الولايات التي تلجأ إلى الاقتراع التراتبي للانتخابات العامة الرئاسية. يواصل القانون توظيف طريقة الدائرة المؤتمرية لتقسيم الناخبين، مثلما فعلت ولايتا مين ونبراسكا في الانتخابات الأخيرة. من المحتمل أن يؤخر هذا التغيير معرفة الفائز(ين) بأصوات ولاية مين الانتخابية لعدة أيام بعد يوم عقد الانتخابات، وسيفضي إلى تعقيد تفسير الانتخاب المباشر الوطن يفيد التعديل الثاني والعشرون للدستور الأمريكي أنه لا يجوز للفرد تبوء منصب الرئاسة أكثر من فترتين رئاسيتين. يحظر هذا التعديل انتخاب الرؤساء السابقين بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش، وباراك أوباما لمنصب الرئاسة مرة أخرى. أما الرئيس السابق جيمي كارتر، فهو غير ممنوع دستوريًا من الترشح لفترة رئاسية ثانية في انتخابات العام 2020، ولكنه لا ينوي فعل ذلك، قائلًا: «كوني في سن الـ95 يجعل التفكير في أمر الترشح مستحيلًا، إذ أجد صعوبة في مجرد المشي. أعتقد أن أيام انخراطي الفاعِل في السياسة قد ولّت، ناهيك بترشحي لمنصب الرئاسة
أن الفئة العمرية التي ستكون ضمن شريحة البالغين بين 18-إلى-45 من العمر ستمثل أقل من 40% من ناخبي الولايات المتحدة الأمريكية الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية في العام 2020. ويُعتقد أن نسبة 30% من الناخبين الأمريكيين المؤهلين ستكون من غير البيض. أظهر تقرير حزبي ثنائي أن التغيرات الحاصلة في ديمغرافية الناخبين منذ انتخابات العام 2016 قد تؤثر على نتائج انتخابات العام 2020. من المتوقع أن تزداد نسبة الناخبين المؤهلين للتصويت في انتخابات العام 2020 من الأقليات الأمريكية الأفريقية، والهسبانية، والآسيوية، إضافة إلى «البيض من حملة الشهادات الجامعية»، في حين ستنخفض نسبة «البيض من غير حملة الشهادات الجامعية». المولودون بعد العام 1996، فستزيد نسبة مصوّتيه إلى أكثر من 10% من نسبة الناخبين الذين يحق لهم التصويت بشكل نمطي، ساد اعتقاد باحتمال كون هذه التغييرات ستصبّ في صالح المرشح الديمقراطي، نظرًا إلى تاريخ تصويت جميع الفئات متزايدة الحجم للديمقراطيين بأعداد أكبر كثيرًا من أصواتهم للجمهوريين، وهو اتجاه يستمر ليومنا هذا. رغم ذلك، فإن معدل تصويت هذه المجموعات، وخصوصًا الجيل زي، للديمقراطيين في تناقص ملحوظ، إذ راح غير البيض والناخبون الأصغر سنًا يصوتون ويدعمون الجمهوريين في معدلات أعلى من تلك التي جاءت قبل انتخابات العام 2016. ومما يزيد الأمور تعقيدًا، فقد قُوبل هذا التوجه بتوجه مضاد لدى البيض والناخبين ممن هم فوق سن الـ65 الذين أخذوا يصوتون ويدعمون الديمقراطيين بمعدلات أعلى من ذي قبل. رغم صِغر هذه التغييرات على المستوى الوطني، ولكنها ذات أثر عميق في الولايات المتأرجحة انتخابيًا مثل ويسكونسن، وميشيغان، وآيوا. تميل هذه التغييرات إلى الحدوث في الولايات التي تسقط في حجر الجمهوريين لا الديمقراطيين وهكذا، فقد يتمكن ترامب من الفوز بتصويت المجمع الانتخابي، رغم خسارته في التصويت المباشر، وحتى بهامش خسارة أكبر مما شهدته انتخابات العام 2016
وستجرى الانتخابات الرئاسية بالتزامن مع انتخابات مجلس الشيوخ ومجلس النواب. كما ستُجرى انتخابات حاكمي الولايات والانتخابات التشريعية في عدة ولايات. بعد الانتخابات، سيُعيد كونغرس الولايات المتحدة توزيع المقاعد بين الولايات الخمسين بناءً على نتائج تعداد الولايات المتحدة للعام 2020، كما ستعيد الولايات تقسيم دوائر الكونغرس وتسمية الدوائر التشريعية. في معظم الولايات يُجري الحاكم والمجلس التشريعي للولاية إعادة تقسيم الدوائر (على الرغم من أن بعض الولايات لديها لجان إعادة تقسيم)، وغالبًا ما يمرّ الحزب الذي يفوز في الانتخابات الرئاسية بتجربة تأثير الفوز بالاستقواء، وهو ما يساعد أيضًا المرشحين الآخرين لذلك الحزب على الفوز بالانتخابات وهكذا، يمكن للحزب الذي يفوز في الانتخابات الرئاسية للعام 2020 أن يتمتع أيضًا بميزة كبيرة في تحديد الدوائر التشريعية الجديدة في الكونغرس وتسمية الدوائرالتي ستبقى سارية حتى انتخابات العام 2032
Laisser un commentaire