أجدادنا العرب.. ما تدين به اللغة الفرنسية للعربية
توغُّل المفردات العربية في المعجم الفرنسي تحدث عنه بشكل واضح جون بريفو، بروفيسور تاريخ اللغة الفرنسية بجامعة سيرجي بونتواز، في كتابه «أجدادنا العرب.. ما تدين به لغتنا لهم»، والذي أكد فيه أن الفرنسيين لديهم العديد من الكلمات ذات الأصل العربي أكثر من الكلمات الفرنسية المنبثقة من لغة «الغاليين» وهم الأجداد الحقيقيون للفرنسيين. ويتفاخر الفرنسيون بانحدارهم من شعب الغال، الذي كان يعيش في فرنسا منذ أكثر من ألفي سنة، وبكون لغتهم الفرنسية خليطًا من اللاتينية والغالية، ولكن ما لا يدركه أكثرهم هو أن الكلمات ذات الأصل العربي أكثر في اللغة الفرنسية من الكلمات ذات الأصل الغالي، وفقًا للكتاب الصادر عن مطبوعات دار «لاتيس» في عام 2017، والذي يحلل فيه بريفو 400 كلمة ذات أصل عربي، ويسرد من خلاله تاريخ استعارة اللغة الفرنسية من العربية في مختلف الحقول اللفظية، ومن بينها كلمات دارجة ومعتادة يستخدمها الفرنسيون يوميًّا، ويعتزون بها كونها تمثل جزءًا من الثقافة الفرنسية. يقول المؤلف في هذا الشأن: «إننا باعتبارنا فرنسيين نستخدم يوميًا كلمات مقتبسة من اللغة العربية، بدءًا من فنجان القهوة، والجيبة القطن، والجيليه الساتان، إلى الجبر، والكيمياء، والفنون، والعطور، والمجوهرات، والمواصلات والحرب نتحدث جميعًا اللغة العربية من دون أن نعرفها منذ أن نستيقظ: بطلب فنجان من القهوة بسكر أو من دون سكر، أو عصير برتقال، وهي كلمات مأخوذة في مجملها من اللغة العربية».
كتاب بريفو، بروفيسور علم الألفاظ، يروي كيف يختلط التاريخ واللغة ببعضهما البعض بطريقة تثير الكثير من العجب، حيث كتب في الفصل الأول مستدعيًا تاريخ الحضارات، وهو يشرح كيف انتقلت اللغة العربية في البداية إلى فرنسا عبر الحروب الصليبية، والفتوحات العربية ثم غزو باريس للبلاد العربية، والتبادل التجاري في البحر المتوسط، انتهاء بتعيين فرنسا منفى أو بلد هجرة للعرب والأفارقة. كما يعزو أيضًا توغل المفردات العربية في اللغة الفرنسية إلى عامل حديث، وهو انتقال من كانوا يعرفون باسم «الأقدام السوداء» في الجزائر، وهم أشخاص فرنسيون سكنوا أو ولدوا في الجزائر خلال فترة الاحتلال الفرنسي ثم رحلوا إلى فرنسا بعد استقلال بلد المليون شهيد عام 1962، واصطحبوا معهم مفردات عربية كثيرة يرددها لسانهم الفرنسي. هناك أيضًا «قاموس الكلمات الفرنسية ذات الأصل العربي»، للروائي الجزائري صلاح غمريش (الذي أصدر بعد ذلك قاموسًا آخر للكلمات الفرنسية ذات الأصل التركي ثم الفارسي). والذي استعار منه بريفو في كتابه إحدى جمله في المقدمة وهي أن «هناك كلمات فرنسية من أصل عربي ضعف الكلمات الفرنسية من أصل غالي! وربما أيضًا أضعاف ذلك بكثير». وفي الصفحات الأولى من الكتاب يسخر بريفو من كتاب «أجدادنا الغاليين» لكاتبه أرنست لافيز، مشيرًا إلى أنه لم يتبق في اللغة الفرنسية إلا كلمات قليلة للغاية ذات الأصل الغالي، لا تتجاوز الخمسين كلمة، بينما تتضاعف الكلمات ذات الأصل العربي حوالي ثمانية أضعاف نظيراتها من الأصل الغالي.
من يتعلم العربية
لهذه الأسباب وغيرها، يرى المؤلف أنه كي يكون المواطن الفرنسي مثقفًا، يجب عليه معرفة وتعلم اليونانية واللاتينية، وأيضًا اللغة العربية، لما لها من رصيد كبير في القاموس اللغوي الفرنسي، بسبب الحروب العسكرية والعلاقات الثقافية بين فرنسا والعالم العربي عبر قرون طويلة، وهي علاقات اتسمت إلى حد كبير بالقوة والثراء، مما ساعد الفرنسيين على الاستفادة من ثراء اللغة العربية في كثير من الألفاظ والمصطلحات التي دخلت بقوة للغة الفرنسية. وهنا يعلن المؤلف بكل صراحة: «يجب ألا نندهش من هذه المعلومات وتلك الحقائق، كما يجب أن لا نخجل من أن نعلن أمام الطلاب في مستعمراتنا السابقة بشمال أفريقيا هذه الحقيقة، وأن نؤكد لهم العوامل التي ساعدت على تلقيح اللغة الفرنسية من الحضارة العربية ولغتها الثرية، إن أجدادنا بالغرب لم يشعروا قط بالخجل أو الخزي من أجدادهم العرب». ويشير بريفو بذلك إلى ما دونه الكاتب الفرنسي أرنيست لايس في كتابه «أجدادنا»، الصادر عام 1920، والذي تحدث فيه عن تاريخ فرنسا بشكل عام، وخصص فيه فصلًا كاملًا عن العرب وحضارتهم أوضح فيه كيف أسهمت اللغة العربية وحضارتها في إثراء اللغة الفرنسية؟
رحلة عبر الكلمات
وعبر ستة فصول من الكتاب، قام هذا الباحث بالتنقيب في الكثير من المعاجم والقواميس، ليبدأ السير في رحلة عبر مفرادت عالم الحدائق والطبخ (أرز، قطن، تمر هندي، ياسمين، كمون)، والحرفيين والتجار، وأيضًا الأحجار الكريمة والجبر والكيمياء والبحرية، والحلي والملابس، التي تستعمل يوميًّا كلمات مستعارة من اللغة العربية. لذلك ظل هذا العالم الفرنسي لفترة طويلة معجبًا بالعالم العربي ولغته، وبهذا الإعجاب تحدث في كتابه عن آنطوان فورتريير الذي مدح اللغة العربية قبل ثلاثة قرون، وتحديدًا في عام 1690، الذي كتب فيه بإسهاب عن وفرة مفردات لغة الضاد وإبداع علمائها. كما أشار أيضًا إلى ما كتبه آلان راي في كتابه المهم «رحلة كلمات الشرق العربي والفارسي إلى اللغة الفرنسية».
وهناك أمثلة كثيرة للكلمات العربية التي يستخدمها الفرنسيون دون أن يعلم الكثيرون منهم أصلها العربي، ومن بين تلك الكلمات
كلمة Coton، وأصلها قطن، كان يسمى في العهد الوسيط في فرنسا بحرير الشجر ثم انتقلت الكلمة من الأندلس إلى اللغة الفرنسية وغيرها من اللغات.
كلمة chimie وأصلها كيمياء، ولم يعرف الأوروبيون علم الكيمياء إلا بعد أن وصلهم عن طريق علماء الإسلام.
كلمة Algorithme وأصلها خوارزم، نسبة إلى العالم الخوارزمي، وترتبط الكلمة ببعض القواعد المتصلة بالعمليات الحسابية.
كلمة Caïd، بمعنى القائد، أو حاكم الإقليم، وكانت تستخدم في القرن السابع عشر الميلادي، لوصف المسؤول المسلم الذي يرأس القضاة ومدير الشرطة.
كلمة canapé، وهي الكنبة أو الأريكة التي توضع في المنازل.
كلمة Guitar، المحرفة من كلمة القيثارة ، والتانبور tambour، وهي في العربية لطمبورة، بمعنى آلة موسيقية ذات أحبال، لكن تم تحريفها إلى tabir» في القرن التاسع عشر، ومعظم الآلات الموسيقية تعود إلى النطق العربي لها، ما يشير إلى أن الموسيقى والموهبة الشعرية وصلتا لأوروبا من العرب عبر الأندلس.
كلمة alcohol أصلها العربي كحول، وهي كلمة قديمة في اللغة العربية قبل أن تنتقل لاحقًا إلى المعجم الفرنسي.
كلمة sucre تعنى السكر في اللغة العربية، كما تأتي الكلمة اللاتينية Siropus المحرفة للفرنسية من الكلمة العربية شراب.
كلمة chiffre ومعناها رقم، وأصلها صفر، من المعروف أن العرب هم أول من استخدم الصفر في الحساب وقد تطورت الكلمة في الفرنسية لتصبح دالة على جميع الأرقام.
كلمة chemise وتعني قميصًا، انتقلت من العربية إلى الفرنسية منذ قرون طويلة. والآن تعتبر كلمة شوميز كلمة سائدة الانتشار في الأوساط التجارية دون أن ينسبها أحد لأصلها العربي.
كلمة pateca المتداولة في اللغتين الفرنسية والبرتغالية أصلها العربي بطيخة، لكنها تحولت في اللغة الفرنسية إلى pasteque، وقد أضيفت هذه الكلمة للغة الفرنسية في بداية القرن السابع عشر، وتحديدًا في عام 1762.
كلمة Bougi، وهي الشمعة، وسميت بوجي لأن أجود أنواع الشموع كانت تجلب من مدينة بيجاية الجزائرية، حيث كانت مركزًا لصناعة الشموع وتصديرها إلى أوروبا، واستخدم هذه اللفظة الأديب الفرنسي موليير في كتاباته.
كلمة Risque وأصلها رزق، وريسك بالفرنسية معناها المجازفة أو الخطر، وقد تحولت الكلمة عن معناها الأصلي العربي.
كلمة Safari وأصلها سفرية، وتعني الرحلات الاستكشافية وخاصة التي تكون للصيد أو في الصحراء.
كلمة Girafe، إنها الزرافة ذلك الحيوان طويل الرقبة الذي لم يكن مألوفًا للفرنسيين في العصور القديمة، ويرجع استخدام لفظ جيراف في الفرنسية إلى الزرافة في العربية.
كلمة Mage المأخوذة من اللفظة العربية: مجوسي، والتي حُرفت وصارت تدل على كل من هو ساحر.
كلمة Magasin وأصلها مخزن، وصارت الكلمة تستعمل للحديث عن أي محل تجاري.
كلمة Mascarade وأصلها مسخرة، وهي تعني الآن نفس المعنى وتدل على كل شيء يدل على السخرية وتستعمل الكلمة أيضًا لوصف الحفلات التنكرية.
كلمة Assassin وأصلها حشاشون، تعني منفذ الاغتيال، وأصلها من الحشاشين وهي طائفة إسماعيلية كانت تقوم بعمليات اغتيال ضد السلاجقة والأيوبيين تحت تأثير تعاطيهم الحشيش.
كلمة lcool في الفرنسية تعنى الكحل، وهي المادة التي تستخدم في تلوين العيون، وقد استخدم هذه الكلمة كثير من الكتاب والروائيين الفرنسيين، وانتهى المطاف بالكلمة بأن استخدمها الصيادلة.
كلمة jupe، وهي مشتقة من كلمة جيب باللغة العربية.
كلمة baroudeur تعني في اللغة الفرنسية بأنها مادة البارود، وهي المادة المتفجرة الشهيرة.
هناك أيضًا هذه الكلمات
Abricot: البرقوق
Alezan: الحصان
Algèbre: علم الجبر
Aman: أمان
Ambre: العنبر
Amiral: أميرال، أمير البحر
Arsenal: دار الصناعة
Bédouin: بدوي
Café: قهوة
Califa, khalife: الخليفة
Camelot: شملة
Caroube: ثمرة الخروب
Casbah: القصبة
Chott: الشط
chemise : القميص
Dahabieh: ذهبية، وهو قارب لنقل المسافرين في النيل
Dahir: ظهير أو مرسوم سلطاني
Darbouka: دربوكة
Djebel: جبل
Douane: الجمارك، وأصلها من العربية الديوان
Douar: دوار أو قرية في شمال إفريقيا
Drogman: ترجمان
gazelle : غزالة
mesquin : مسكين
mosquée : مسجد
Falaque: فلقة، وهي ألة للضرب على القدمين
Fanfaron: متشدق، متبجح و أصلها من العربي ثرثار.
Fatwa: فتوى
Fedayin: فدائيون
Fellaga: فلاق، وهو لقب يطلق على كل تونسي وجزائري حارب ضد فرنسا
Fellah: فلاح
Goudron: القطران
Goule: غول
taboulé: تبولة
tarif: تعريفة
toubib : طبيب
truchement : ترجمان
Laisser un commentaire