التطرف اليميني هو الخطر الأكبر في ألمانيا
يبدو أن هجوم مدينة هاناو دون لن يمر دون تداعيات، وفي هذا الشأن أعلنوزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر عن زيادة الحراسات الأمنية على « المنشآت الحساسة » ولا سيما على المساجد. إضافة إلى تكثيف تواجد الشرطة في محطات القطارات والمطارات والمناطق الحدودية. ولم يستبعد وقوع هجمات مشابهة وردود فعل انتقامية على هجوم هاناو، خاصة في ظل الفعاليات الكبرى التي تشهدها البلاد حاليا والمتواصلة أيضاً في الأيام المقبلة، ومنها احتفالات الكرنفال. من جهتها دعت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج أنيته فيدمان – ماوتس إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد العداء للمسلمين. وقالت في مقابلة مع صحف مجموعة « فونكه » الألمانية إنها ستتحدث إلى جميع زملائها من الوزراء المعنيين، حول ما إذا « كنا نفعل ما يكفي ضد التطرف اليميني وجرائم الكراهية ». يتعرض المسلمون والأشخاص ذوو الأصول المهاجرة للتهديد والهجوم بشكل متكرر ولديهم مخاوف مبررة. وتقول فيدمان- ماوتس « من المهم للغاية الآن بذل كل جهد ممكن لحمايتهم ». ولتحقيق ذلك تقترح تشكيل لجنة خبراء ونقاط اتصال موثوقة للأشخاص المهددين في جميع أنحاء ألمانيا وتمويل إجراءات الحماية بشكل مستدام. وتحذر من أنه « لا يمكننا انتظار الهجوم التالي ». من جهته أيد المتحدث باسم مجلس التنسيق الإسلامي، زكريا ألتوغ، اقتراح مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج حول تشكيل لجنة خبراء. كما دعا ألتوغ إلى إعادة النظر في النقاش العام. وقال إنه يجب الاعتراف بمشكلة الإسلاموفوبيا وأن يوضع هذا الملف على جدول أعمال مؤتمر الإسلام في ألمانيا. كما اقترح أن تتابع لجنة الخبراء تنفيذ مقرراته. وطالب المتحدث باسم مجلس التنسيق الإسلامي أن يشكل ممثلو المساجد أساس هذه اللجنة، كما دعا إلى تحسين حماية المساجد. لكن الجالية المسلمة تشعر أن الإجراءات أتت متأخرة للغاية وقد حذر ممثلوها من زيادة التطرف اليميني منذ مدة. و قبل أيام قليلة من هجوم هاناو، كانت هناك أسباب تدعو للقلق. ففي حملة مداهمات على ولاية شمال الراين – وستفاليا، تم إلقاء القبض على 12 شخصاً من أعضاء خلية إرهابية يمينية متطرفة، والتي قيل إنها خططت لهجمات على مساجد. كما كانت هناك تهديدات بالقنابل ضد مساجد في أربع مدن بولاية شمال الراين – وستفاليا قبل يومين. ورغم أنه لم يتم العثور على متفجرات، إلا أنه كانت هناك أدلة قوية لدرجة أن تنفيذ الهجمات ووقع ضحايا من المسلمين كان مسألة وقت. لكن حتى بعد هذه الأحداث، تعاملت سلطات الولايات بحذر شديد مع المطالب بتشديد الأمن على المؤسسات الإسلامية. فيما أعلنت بعض الولايات أنه لا يوجد حالياً أي خطر واضح. وهذا ما يمكنه تفسير رد فعل أمس الحاد من قبل المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا على هجوم هاناو، كما بدا من تصريح رئيسه، أيمن مزيك في برلين، والذي قال بنبرة صوت محبطة، إن الإرهابيين اليمينيين شعروا « بالتشجيع بعد عقود من خمول السياسيين والسلطات الأمنية في حماية المسلمين والأقليات من مثل هذه الأعمال القاتلة ». ودعا مزيك مرة أخرى المسلمين لاتخاذ « إجراءات الحماية الخاصة بهم وبأسرهم وأماكن عبادتهم ومؤسساتهم » على مستوى البلاد بعد « الإرهاب » الذي ضرب مدينة هاناو. وفي هذا السياق، انتقد التقارير الإعلامية عن الإسلام والمهاجرين، والتي وصفها « بالتشهيرية ». كما حذر مزيك عدة مرات من أن المساجد غير مؤمنة بما فيه الكفاية، وقال « هذا ليس خطرا مفترضا، إنه خطر حقيقي ». يرحب المسلمون في ألمانيا بتوفير المزيد من الحماية للمساجد – على غرار الكنس اليهودية، التي تحصل على حماية خاصة بسبب الماضي الألماني المظلم. عمل الشرطة هنا يعد واجباً وطنياً في ألمانيا. في ولاية شمال الراين – وستفاليا، على سبيل المثال، كانت درجة حماية الشرطة للكنس وغيرها من المؤسسات اليهودية مثل المدارس أو دور المسنين « عالية » دائما، حسبما صرحت متحدثة باسم وزارة الداخلية بعدالهجوم على كنيس هاله في من العام الماضي، تم « حراسة المؤسسات اليهودية على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع ». ولاية شمال الراين وستفاليا لا ترسل عناصر الشرطة فقط في مهمة حراسة المؤسسات اليهودية، وإنما وقعت الحكومة معاهدة مع الجالية اليهودية. ووفقا لذلك، تنفق الحكومة الألمانية ثلاثة ملايين يورو سنويا لتوفير أمان أكثر للمؤسسات اليهودية. ومن إجراءات الأمن على سبيل المثال توفير سيارات الشرطة أمام المباني أو أبواب أكثر صلابة أو كاميرات مراقبة أو ما يسمى بغرف الخوف، حيث يمكن للمرء أن يلجأ إليها في حالة الخطر. يبقى أن نرى ما هي الإجراءات الملموسة التي ستتخذ لضمان أمن المسلمين والتي قد يتم الكشف عنها خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبل
Laisser un commentaire