أشهر المدن والمعالم الأثرية الغارقة تحت سطح الماء
يغطي الماء ثلثي الكرة الأرضية، وتتنوع مصادر المياه فتشمل البحار والمحيطات والأنهار والبحيرات.. وغيرها، تدب الحياة في البر والبحر وتسير الأمور على نحو جيد طالما كان المناخ مستقرًا والطبيعة رائقة البال، وما إن تحدث بعض التغيرات المناخية أو الجيولوجية العنيفة؛ يغمر الماء مكانًا جافًا بينما ينحسر عن مكان آخر مهددًا بذلك حياة الكائنات الحية في كلا الموضعين. وتعتبر المدن المندثرة تحت سطح الماء واحدةً من أبرز الأدلة المؤكدة على حدوث تغيرات مناخية أو كوارث طبيعية، وفي أحيان قليلة تكون مُتعمَدة لأسباب خاضعة لرغبات الإنسان كما سنرى، وهذا التغيُّر سواء كان طبيعيًّا أم مصطنعًا قادر على تغيير مصير شعوب وحضارات من بقاع مختلفة من الأرض. لم تخلُ الميثولوجيا (علم دراسة الأساطير) من قصص تُروى عن مدن وحضارات اندثرت تحت سطح الماء منذ زمنٍ سحيق، وغمرت معها قصص أخرى ربما لم تحكها الخرافات، فخلدت الآثار الباقية والأطلال الغارقة بعضها، ثم أكد لنا البحث المعاصر صحة هذه الأساطير عندما نقّب علماء الآثار والمستكشفون عن ما تبقى من أنقاض تحت سطح الماء وكشفوا لنا أسرار خفيّة وحقائق غامضة. إليك في هذا المقال معلومات نأمل أن تكون شيّقة بغموضها ومثيرة بأسرارها عن أشهر المدن والمعالم الأثرية الغارقة تحت سطح الماء وتنتمي إلى حضارات مختلفة.
باناجوريا- اليونان
كان لمدينة باناجوريا قصة مذكورة في المثيولوجيا اليونانية قبل أنْ يتم اكتشافها تحت سطح الماء، ليستحيل الخيال إلى واقع ملموس وذلك عندما اكتشف علماء الآثار مقبرة الملكة زوجة الملك
تقبع تلك المدينة الآن تحت مياة البحر الأسود وقد كانت منذ عهد طويل من أكبر مدن اليونان، وبعد إجراء المزيد من الاستكشافات عليها؛ وجد الغواصون طوابق رخاميّة، وأدوات من صنع الإنسان، وتلك المقبرة الخاصة بالملكة هيبسيكراتس وتقع المدينة الآن في مياه البحر الأسود بروسيا.
دواركا- الهند
تقع مدينة دواركا القديمة الآن أسفل دواركا الحديثة الموجودة حاليًا بالهند على عمق يقدر بحوالي ١٣٠ قدم تحت سطح البحر، عثر المستكشفون على أطلال وبقايا رائعة لتلك المدينة القديمة والتى كانت تحت حكم اللورد كريشنا تنتشر أسطورة محلية تزعم بأن مدينة اللورد كريشنا تلك تعج بالقصور المصقولة بالمجوهرات الثمينة والفضة والذهب. وقد تم اكتشافها في عام 2000 لترتبط الأسطورة بالواقع، وعثروا فيها على أدوات من صنع الإنسان، وربما تكون تلك القصور الذهبية والتي تقدر حتمًا بثروة حقيقية راقدةً في القاع منتظرةً من يكتشفها.
فيلا إيبيكوين في الأرجنتين
مساحة مهجورة من الأرض تخلو من كل شيء سوى الأنقاص البالية وهياكل الأشجار الفانية. في منتصف القرن العشرين كانت فيلا أشهر مناطق الجذب السياحي بالأرجنتين، وتم تطوير هذه القرية الخلَّابة في عشرينيات القرن الماضي؛ للاستفادة من القيمة العلاجيّة للماء المالح لبحيرة لاجو تقع على بعد ٣٤٠ ميل جنوب غرب ، وكان يسكنها حوالي ٥٠٠٠ شخص في سبعينيات القرن الماضي، وفي عام ١٩٨٥ حدثت ضربة مأساوية للمنطقة بهطول أمطار غزيرة تحطم إثرها سد تحت الأرض؛ فغرقت المدينة بفيضان أطاح بها وبمئات الأعمال التي كانت تتم على أرضها، وغمرتها المياه المالحة لحوالي ٢٥ عام، حتى بدأ الماء ينحسر بفعل المناخ تاركًا خلفه أشجار يكسوها الملح وهياكل لعربات ومباني محطمة.
يحاول المسؤولون المحليون في السنوات الأخيرة أن يستغلوا تلك البقايا للجذب السياحي، ومن الأمور المثيرة للدهشة أن جميع سكان هذه المدينة قد هجروها، ولم يمكث فيها أحدًا سوى رجل ثمانيني يدعى باولو نوفاك والذي احتمى بالبر عندما حدث الفيضان لكنه لم يهجر المكان قط.
الميناء الملكي-جامايكا
وهي واحدة من المدن التي لا تزال محتفظة بجمالها تحت سطح الماء، وتتكون من أربعة حصون قوية و٢٠٠٠ مبنى، وقد كانت المنبع الرئيسي لأنشطة القراصنة في القرن السابع عشر يتخذونها مقرًا لشن الغارات على السفن وسرقتها. استمر هذا الأمر حتى عام ١٩٩٢ عندما حدث زلزال عنيف أزهق أرواح حوالي ٢٠٠٠ شخص وأغرق المدينة بالبحر الكاريبي.
ثونيس-هركليون، مصر
معابد، تماثيل حجريّة، والكثير من حطام السفن، جميعها أدلة تثبت وجود مدينة كانت على اليابسة يومًا ما. هذه البقايا الغارقة هي كل ما يمكن رؤيته وما يمكن أن يبقى من ميناء مصري قديم اندثر تحت سطح الماء. لقد كانت مدينة هركليون الغارقة الميناء الرسمي للدولة منذ عهد طويل، ربما لم تكن هندسة المكان وبنيته التحتية قوية بالدرجة الكافية لتحمية من المخاطر؛ حيث غرق الميناء إثر وقوع زلزال عنيف ارتطم بقاعدة يرجح أنها غير مستقرة وضعيفة.
بافلوبيتري- اليونان
مدينة غامضة لم تذكرها الأساطير، غرقت منذ ٥٠٠٠ عام ولم يعرف أحد ماذا كانت تُدعى عندئذ، وبافلوبيتري هو اسم حديث لها، ولم يعرفوا كذلك من الذي شيدها أو إلى أي حضارة كانت تنتمي. يعتقد علماء الآثار أنها ذو علاقة بحضارة جزيرة اقريطش التي حكمتها السلالة المينوية ويُعتقد أنه تم تدميرها بواسطة زلزال عنيف.
ساموا، موليفانوا-
عند عثر علماء الآثار على آلاف القطع الفخارية المنتشرة على قاع بحر ساحل السامون، تأكدوا أنها تنتمي إلى حضارة ما. وبعد البحث في تاريخ المنطقة أدركوا أنها تنتمي إلى جماعة اللابيتا وهم مجموعة من المستوطنين ينتمون إلى شرق آسيا ورحلوا إلى ميكرونيسيا وبولينسيا عام ٢٠٠٠ قبل الميلاد. ترعرع أولئك في جزر المحيط الهادي لسنوات وعُرفوا ببراعتهم في صناعة الفخار، ويُعتقد أن جزيرة قد سكنها اللابيتا وأن هذه القطع الفخاريّة ترجع إليهم. وقد رجح علماء الآثار أن ارتفاع المد والجزر هو سبب غرق تلك المنطقة والتي غمرت معها التحف والأدوات الفخارية لأفراد اللابيتا.
شيتشنغ، الصين
هي مدينة قديمة تم تأسيسها منذ ١٣٠٠ عام، وتقع الآن على عمق ٢٦- ٤٠ متر تحت سطح الماء.تعرض الوادي للفيضان في عام ١٩٥٩ ليخلف وراءه بحيرة، وذلك عندما شرع البناؤون في مشروع بناء، وفي سفح جبل “وو شي” أو الأسود الخمس تقع المدينة القديمة المعروفة “بشي تشينج” أو مدينة الأسد، تم انشاؤها أثناء حكم سلالة هان الشرقية في الفترة ما بين (٢٥- ٢٠٠) بعد الميلاد، وأصبحت مقاطعة في عام ٢٠٨ بعد الميلاد.. واسم المدينة “شي تشينج” مأخوذ من لقب الجبل المجاور وهو “وو شي” والذي يقع خلفها مباشرة. وحاليا تقع بقايا المدينة على عمق ٢٦-٤٠ متر. وتقوم شركة الغطس الشهيرة في شنغهاي بعمل رحلات في أوقات العطلة على مدار السنة وبمعدل مرتين شهريًا لبحيرة كواندا، وبدأوا استكشاف المدينة الغارقة. وبحيرة كيانداو بحيرة من صنع الإنسان تقع في مقاطعةوالتي تكونت بعد الانتهاء من تشييد محطة الطاقة الكهرومائية عام ١٩٥٩.
لقد كانت المدينة مركزًا سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا للمقاطعة، وطبقا لخريطة “شي تشينج”، كان هناك خمسة مداخل للمدينة من جميع الاتجاهات، بالاضافة إلى برج عند كل مدخل وبالتالي هناك خمسة أبراج للمدينة، علاوة على ذلك، كان هناك ستة شوارع لربط ضواحي المدينة بأكملها، وكانت الشوارع حجرية مرصوفة بتناسق بالبلاطة والأحجار.
بالا- إيطاليا
أثناء العصور القديمة كانت هناك مدينة إيطالية اتخذها مشاهير ذلك الحين من الأباطرة والأسرة الملكية مقرًا جديدًا يقضون فيه أوقات العطلة، وقد كانت مستعمرة رومانية قبل أن يتم الاستيلاء عليها من قبل قوات محتلة أجنبية في القرن الثامن الميلادي فأصبحت مكانًا مهجور لا تطأه قدم. اندثرت المدينة تحت سطح الماء بسبب ارتفاع المد والجزر الذي تمكن بسهولة من إهلاكها نظرًا لضعف بنيتها التحتية، يمكنك أن تأخذ جولة على متن قارب لترى أنقاض المدينة الغارقة التي أصبحت واجهة سياحية مهمة.
كورون فينوستا-
إيطاليا تعرضت مدينة كورون فينوستا بإيطاليا إلى غرق غير متوقع بعد وقوع خطأ أثناء بناء إحدى السدود، تقع المدينة بالقرب من الحدود مع النمسا وسويسرا وهي الآن قابعة أسفل بحيرة ، الشيء الوحيد الذي يؤكد للعيان وجود مدينة تحت الماء في تلك المنطقة هو برج عالٍ لجرس الكنيسة والواقع
في منتصف الماء، وأثناء الشتاء يمكنك أن تحظى بتمشية على البحيرة وهي مجمدة لتحظي برؤية البرج بصورة أقرب
جال محل- الهند
هل يمكنك أن تتخيل تاج محل عائمة في حوض مائي صغير، هذا ما تبدو عليه جال محل بالفعل، قصر قديم يبلغ من العمر ٣٠٠ عام يقع في منتصف بحيرة مان ساجار الهندية، ارتكب الهنود خطأ فادح ببناءهم سد اغرق هذا القصر حيث وقع فيضان غمر المنطقة بأكملها، ويعد الآن واجهة سياحية مهمة، ويتنزه السائحون ليلًا ليحظوا بمشهد رائع بينما يرسل القمر الساطع ضوءه اللامع على القصر أسفله
عتليت يام، فلسطين
تعتبر مدينة “عتليت يام” من أكثر المدن الغارقة التي تحتوي على أنقاض فضلًا عن الأدوات والتحف التي صنعها الإنسان، وهي مستعمرة تعود إلى العصر الحجري بأدلة لا تحصى على وجود مدينة تعج بالحياة والصخب.. تحتوي على شوارع قديمة مازالت محتفظة بأشكال منازلها وبناياتها المختلفة، بالاضافة إلى الدوائر الحجرية وأدوات الصيد وبذور لزراعة المحاصيل. ومن أكثر الاكتشافات أهمية كان عثورهم على هياكل عظمية لرجال ونساء وأطفال، وعند إجراء الفحوصات عليها أدركوا أن أصحابها كانوا مصابين بداء الدرن الرئوي (السُل)، وبالتالي يمكن اعتبار المستوطنين القدماء لعتليت يام هم أول من أصيبوا بهذا المرض.
قصر كليوباترا- الاسكندرية، مصر
يقول علماء الآثار بأنهم عثروا على قصر الملكة المصرية ذائعة الصيت كليوباترا، علاوة على اكتشافهم لمقبرتها داخل القصر، الأمر الذي يعد اكتشافًا تاريخيًّا مهمًّا يعتبره البعض بمثابة متحف غارق. لم يكن قصر كليوبترا هو الشيء الوحيد المذهل الذي تم الكشف عنه، فقد وجدوا أيضًا فنار الاسكندرية ومعبد إيزيس isis، مما لاشك فيه أن هذا الموقع سيصبح واحدًا من أفضل أماكن الجذب السياحي حول العالم.
يوناجوني جيما- اليابان
تنفرد جزر ريوكيو باليابان بمشهد لم تحظ به أي جزر أخرى حول العالم؛ حيث يتواجد هرم غارق تحت سطح الماء يسمى “نصب يوناجوني وهو صخرة يبلغ طولها ٢٥٠ قدم على هيئة هرم، يزعم البعض أنه طبيعي وليس من صنع البشر وأنه يعود إلى العصر الجليدي المتأخر منذ حوالي ١٠٠٠٠ عام قبل الميلاد، لكنه على الأرجح مشروع قديم شيده اليابانيون القدماء، ولكن صُرفت عنه الأنظار عندما برع المصريون القدماء في بناء أهرامات الجيزة.
وعلى كلٍ يعد هذا الهرم الغارق تحت الماء مشهدًا يسحر هواة الغطس من جميع أنحاء العالم، والجدير بالذكر أن هذا الهرم يشبه هرمان أحدهما في المكسيك والآخر في وسط أمريكا، والمثير للدهشة هو عدم وجود أي آثار أخرى في المكان سوى هذا الهرم.
واناكو- بوليفيا
اُكتشفت هذه المدينة البالغة من العمر ١٥٠٠ عام في قاع بحيرة ببوليفيا تدعى “بحيرة تيتيكاكا”سوف تبدأ في رؤية أنقاض تلك المدينة المفقودة من على مسافة تقدر بحوالي ٢٠ متر من سطح البحيرة. عثر علماء الآثار والغواصون على شرفات، جدران، وشوارع بجانب إحدى المعابد، ويعتقد أن كل هذه الآثار والأنقاض تنتمي إلى مدينة واناكو. والجدير بالذكر أن تلك المدينة كانت مجرد أسطورة يتداولها الناس على أنها خرافة وهي الآن جزء من الواقع
Laisser un commentaire