الرئيس ميشال عون : احداث لبنان الاخيرة كسرت محميات وخطوطا حمراء
التقى رئيس الجمهورية اللبنانية وفدا طالبيا جامعيا يعمل على اعداد « الورقة الاصلاحية للشباب الطالبي الجامعي اللبناني ». وتداول معهم في عدد من الافكار المقترحة ولاسيما منها ضرورة انشاء « هيئة وطنية لشؤون الشباب » لها كيانها المعنوي والاداري المستقل تكون مسؤوليتها الاهتمام بشؤون الشباب وحاجاتهم وتطلعاتهم الى المستقبل. ورد الرئيس عون على اعضاء الوفد الطالبي فشدد على اهمية اعتماد الكفاءة في التوظيف بدلا من « الواسطة » « لان الكفاءة تؤمن استحقاقا ماديا ومعنويا في حين ان سياسة « الواسطة » المعتمدة شعبوية تبغي استقطاب اصوات الناس في صندوق الاقتراع اكثر من رفع مستوى العلم والانتاج في البلاد. ونأمل ان تتغير هذه السياسة فالاحداث التي حصلت لم تضر بل كسرت محميات كثيرة وخطوطا حمراء وستبدأ نتائجها بالظهور بدءا من اليوم ». اضاف: عندما خاطبت من كانوا يتظاهرون توجهت لهم بالقول بان مطالبكم محقة فابقوا في الساحات لانكم تساعدوننا اكثر كي نحقق ما نريد تحقيقه من اهداف. ذلك ان فكري يتوجه دائما نحوكم، نحوالشباب لانني اشعر بكم كاولادي الذين اراكم من خلالهم، وارى كم انتم راغبون ببناء مستقبل لكم فانتم ستؤمنون التواصل والاستمرارية. انكم ستضعون مدماكا جديدا يكمل ما بنيناه نحن، كما سيضع ابناؤكم مدماكا اخرا لتسليم الوطن بصورة افضل، وهذا هو القانون الطبيعي. لذلك اني مع الشباب ومع تحضيرهم ليس علميا فحسب بل تربويا واقتصاديا وسياسيا، لا سيما وان الاهم هو ان تكون القيادات السياسية نظيفة لبناء وطن نظيف
مافيات الفساد متضامنة
وتابع رئيس الجمهورية: ان الفساد موجود بكثرة في لبنان ومافياته متضامنة في ما بينها اينما وجدت بحيث انها تصطنع الخلافات في حين انها ليست كذلك على الاطلاق. فالخلافات تحمس الناس على الانقسام، والعصبية تؤمن للفاسدين الاستمرار، كذلك هناك خطأ احيانا في التعبير او في تحديد الفاسد، وهذا ما رأيناه اخيرا، لذلك فمن الضرورة ان يكون الشباب اكثر وعيا فيحددون الهدف بشكل دقيق. ان ما تقومون به اليوم يشجع من هم في الحكم ويعطيهم قوة التغيير. وان شاء الله سترون شيئا جديدا. وردا على سؤال، اعتبر الرئيس عون ان على الجامعات تعليم الطلاب السياسة من خلال فتح ابوابها لاستضافة المحاضرات لافتا الى انه في العام 2014 ارسل رسالة الى مدراء الجامعات من اجل التنشئة على التربية السياسية الا انه للاسف لم تقدم اي جامعة على التنفيذ، معتبرا انه عندما يتعرف الطالب على الاحزاب وعقائدها يستطيع اذذاك الاختيار ويتوفر له الحس النقدي فيميز بين ما خطأ وما هو صواب لا سيما لجهة ما يتم تداوله في الاعلام، مشجعا على توجيه الطلاب الى الاختصاصات المهنية. ولفت الرئيس عون إلى عدم قدرة البلد على استيعاب كامل اعداد المتخرجين من الجامعات في سوق العمل، وقال اذا اردنا تخريج شبيبة مثقفة ومتعلمة على مستوى عال، يجب تغيير تكوين الجهاز التعليمي في المدارس والجامعات، عبر اقفال بعض الجامعات ودعم الجامعة اللبنانية بشكل أكبر، وتغيير النظام التربوي وتحديث البرامج. اما بالنسبة الى فرص عمل الشباب، فالأوضاع الاقتصادية السائدة حاليا في البلاد تحول دون تأمين فرص للجميع في الوقت الحالي. ومع التغيير الذي نسعى اليه في النهج الاقتصادي، يمكن توفير فرص عمل للشباب ودعم طموحاتهم وابداعاتهم
Laisser un commentaire