الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية يرقى لمستوى جرائم الحرب
أكدت منظمة العفو الدولية اليوم أن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية ينتهك القانون الدولي ويرقى لمستوى جرائم الحرب. واستنكرت المنظمة إعلان الولايات المتحدة أنها « لم تعد ترى في بناء المستوطنات في الضفة الغربية انتهاكا للقانون الدولي ». وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تخلي واشنطن عن سياسة تنتهجها منذ أربعة عقود وتفيد بأن هذه المستوطنات « لا تتسق مع القانون الدولي ». وفي حين نأى الاتحاد الأوروبي بنفسه عن قرار واشنطن؛ رحب نتنياهو بالقرار ووصفه بأنه « تصحيح للظلم التاريخي » بشأن المستوطنات. وقالت المنظمة، على حسابها على موقع تويتر، : »الحكومة الأمريكية أعلنت لبقية العالم أنها تعتقد أن الولايات المتحدة وإسرائيل فوق القانون: وأن إسرائيل يمكنها أن تستمر في انتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان الخاصة بالفلسطينيين وأن الولايات المتحدة ستدعمها بقوة في ذلك ». وأضافت : »إعلان الليلة الماضية لا ولن يغير القانون شديد الوضوح: بناء وتجهيز المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، ينتهك القانون لدولي ويرقى إلى مستوى جرائم الحرب ». وعاود مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التأكيد على موقفه المعلن منذ فترة طويلة بأن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تمثل انتهاكا للقانون الدولي، رافضا بالتالي موقف الإدارة الأمريكية المعدل في هذا الصدد. وقال المتحدث باسم المكتب روبرت كولفيل في إفادة صحفية بجنيف « إن تغير الموقف السياسي لدولة لا يعدل القانون الدولي القائم ولا تفسير محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن له ». ومن جهتها قالت وزارة الخارجية الروسية إن القرار الأمريكي بدعم حق إسرائيل في بناء مستوطنات يهودية على الأراضي المحتلة يقوض الأساس القانوني لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأدانت وزارة الخارجية الروسية هذا التغيير في بيان أصدرته وحذرت فيه من أن هذه الخطوة ستزيد التوتر في المنطقة. وأضاف البيان أن موقف روسيا هو أن المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية غير قانونية وتتعارض مع القانون الدولي. واعتبر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن اسرائيل « ليست فوق القانون الدولي » وكتب الوزير التركي على تويتر « ليس هناك أي دولة فوق القانون الدولي. التصريحات التي تأخذ شكل فرض الأمر الواقع ليس لها أي صلاحية في نظر القانون الدولي ». وأدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات كلام وزير الخارجية الأمريكي. وحذر أبوالغيط من أن هذا « التغيير المؤسف في الموقف الأمريكي من شأنه أن يدفع جحافل المستوطنين الإسرائيليين إلى ممارسة المزيد من العنف والوحشية ضد السكان الفلسطينيين، كما أنه يقوض أي احتمال ولو ضئيل لتحقيق السلام العادل القائم علي إنهاء الاحتلال في المستقبل القريب ». فيما أكد رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي رفضه القاطع لإعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. واعتبر السلمي في بيان صحفي ، أن « هذا الإعلان يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي، خاصةً القرار رقم 2334 بشأن رفض الاستيطان، والذي نص على عدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967، وطالبها بوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس باعتبارها أراضٍ محتلة ». وكانت السلطة الفلسطينية قد نددت بموقف واشنطن وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة في بيان إن واشنطن « غير مؤهلة أو مخولة بإلغاء قرارات الشرعية الدولية، ولا يحق لها أن تعطي أي شرعية للاستيطان الإسرائيلي ». وحمل أبو ردينة الإدارة الأميركية « المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات لهذا الموقف الخطير
Laisser un commentaire