المظاهرات اللبنانية : ثورة حتى النصر

حسن محفوظ – خاص الفجر – رأي اليوم – عندما وصلت الى مطار بيروت مشيا على الاقدام بسبب اغلاق الطرقات فاجأني احد عناصر الامن العام في المطار ضاحكا :(شو كنت مشارك بالمظاهرات وجهك كله اسود … فقلت له صحيح انا وجهي قد تلون بالسواد ولكن هذه هي المرة الاولى التي اسافر من بلدي لبنان وانا مفتخر بلبنانيتي ورأسي مرفوع اعتزازا وفخرا بما شاهدته من وحدة وانتماء وطني جمع كل فئات الشعب اللبناني تحت راية العلم اللبناني وتغلب على اي انتماء سياسي او مذهبي وكسر حواجز الخوف وفضح ما يسمون انفسهم زعماء وكسر هيبتهم وقدسيتهم  واغلبهم وصلو الى سدة الحكم عن طريق دول خارجية بعدما اثبتوا ولاءهم المطلق لها ومشاريعها في المنطقة واليوم قد حان الوقت ان يرتاحوا ويخلعون بدلاتهم الرسمية كما خلعوا سابقا بدلاتهم العسكرية ويفسحون المجال امام الجيل الشاب الذي يذخر بالطاقات العلمية والاقتصادية بادارة دفة الوطن ومحاربة الفاسدين والسارقين ازلام زعماء الحرب الاهلية في ادارات الدولة والذين يخرجون حتى الان على شاشات التلفزة او وسائل التواصل الاجتماعي يدعون الى محاربة الفساد وهم امراؤه وهم لا يدرون او لا يريدون ان يصدقوا ان ان رائحتهم النتنة قد فاحت ولم يعد اي لبناني شريف  يصدقهم او يثق بهم فالجوع والحرمان قد وحد جميع اللبنانيين ولم يعد امامهم الا الشارع والبقاء فيه حتى اعتزال زعماء الحرب الاهلية وتركهم السلطة واعادة الاموال المنهوبة واسترجاعها  من بنوك سويسرا وغيرها  وتنظيف الادارة اللبنانية من عناصر الميليشيات الذين ذرعوا في مختلف اجهزتهاومحاكمتهم امام الشعب اللبناني بعد تطهير القضاء ايضا .ما شاهدته في بيروت خلال اجازتي يختلف عن كل المظاهرات السابقة والتحرك قد جمع جميع الفئات العمرية وخاصة الجيل الشاب الرافض للذل اوالانتماء الى اي من الاحزاب السياسية والمذهبية كطريق للحصول على وظيفة او اي خدمة اخرى  في ادارات الدولة علما ان زعماء الطوائف لا مصلحة لهم بقيام دولة مدنية تؤمن كل حاجات المواطن لان في ذلك خطرا على زعامتهم الوهمية القائمة على افقار المواطن حتى يبقى بحاجة لهم ولجمعيات نسائهم الاجتماعية التي تسرق المال العام وتتسوق في اغلى المتاجر الاوروبية .التحرك لا يمكن ان ينطفئ ولكن يجب الحذر من استغلاله من قبل بعض الوصوليين ومن الواجب اختيار لجنة تضع خارطة طريق للمظاهرات واهدافها حتى الوصول الى الهدف المنشود المتمثل بادارة االوطن من قبل جيل الشباب واعادة بناء الادارة اللبنانية من جديد