دلالات التصعيد الاسرائيلي وجنون نتنياهو
سعد الله حمادة – خاص الفجر –شاهدنا جميعا خلال الايام الماضية كيف ان اسرائيل صعدت اعتداءاتها على مساحة واسعة في محيطها، بحيث لاول مرة في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي تتمادى في قصف العمق العراقي، وتضرب قواعد الحشد الشعبي! واللافت هنا ان هذا التزامن يأتي في انعقاد قمة تجمع عمالقة دول العالم واقواها. ان هذا التصعيد ياتي في وقت اخذت المفاوضات مع ايران منحى تسووي وقارب ان يؤتى اوكله، بعد ان تيقن الكثيرون من اصحاب القرار في البيت الابيض وعلى رأسهم الرئيس ترامب نفسه، بأن الكباش الحاصل مع ايران لن يصل الى نتيجة سوى باعادة تفعيل الاتفاق النووي ولجم الاندفاعة الايرانية بشروط جديدة يأخذ الجانب الايراني زمام المبادرة بكف يده عن دعم فصائل المقاومة في غزة والمقاومات التي تمانع سياسة اميركا في المنطقة. ان استشعار اسرائيل بان الحملة على ايران لربما قد دخلت في تسوية قد اصاب نتنياهو بالجنون وادرك بأن ما كان يصبو اليه من اقدام اميركا على حملة عسكرية كانت قاب قوسين او ادنى لضرب كل الوجود الايراني في المنطقة قد اصابه بخيبة وذهبت ادراج الرياح… هنا دخل العامل الاوروبي في كبح جماح الاميركي وقد دخلت السياسة الفرنسية وبحنكة رئيسها ماكرون خط فتح قنوات اتصال مباشر مع الجانب الايراني، مما استدعى ظريف السياسة الايرانية، والذي له باع طويل في فك عقد التفاوض كما فعل من قبل في ابرام الاتفاق النووي. هنا ربما نشهد نزاع اللحظات الاخيرة لهذا الاتفاق قبل ابرامه، ولا شك وحسب مراقبين هناك الكثير من التضارب في اروقة البيت الابيض ومركز القرار حول هكذا اتفاق. فمنهم من يراه بأنه لا شك سيعطي جرعة انعاش للاقتصاد الايراني وستخرج منه منتصرة على حصار كان الرهان عليه كبير.. الرأي الآخر يرى بأن اي اتفاق سيكبل ايران ويضعها في زاوية شروط قاسية تعادل الحصار الاقتصادي! لا بل يعتبر كصك استسلام بمصوغ قانوني وشرعي.. بالرجوع الى الضربات الاسرائيلية واستشراس اسرائيل ورفع درجة الصدام الى مستويات غير مسبوقة منذ انتهاء حرب تموز واقرار وقف اطلاق النار، ومن خلال هذه الضربات تريد اسرائيل بالاستمساك بزمام المبادرة، وارسال رسائل، وربما اولها لامريكا بأن اي اتفاف لن يمر دون توقيع الاسرائيلي والرضى عنه! نتنياهو يدرك ان اللعب بالنار احيانا يأتي على صاحبه، لكنه يدرك ايضا ان تفلت ايران سيكون عليه وبالا! فالفرصة التي انتظرها ها هي تكاد تفلت من يديه وخصوصا ان اسرائيل كانت تعول على اميركا كثيرا في حرب لا تبقي ولا تذر
Laisser un commentaire