رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل : نرى اليوم صراعا بين منطق الدولة ومنطق الميليشيا
بيروت – خاص الفجر – اقام « التيار الوطني الحر » احتفالا لمناسبة ذكرى 7 آب ووضع حجر الاساس للمقر العام له في ضبية، بحضور رئيس التيارالوطني الحر الوزير جبران باسيل ووزراء التيار ونوابه وعدد كبير من مناصريه وكوادره ومحازبين. بعد باقة من الاغاني الوطنية و النشيد الوطني وكلمة الوزير السابق بيار رفول تحدث الوزير باسيل فأكد « اننا في 7 آب حملنا الظلم لوحدنا ولا زلنا، والبرهان اننا نحتفل بهذه الذكرى لوحدنا. نحمل شعار حرية وسيادة واستقلال بوجه قوى سياسية. نحن نستذكر الماضي الذي نفتخر به. في 7 آب ضربنا وحبسنا وانتصرنا، ولذلك اخترنا 7 آب لوضع حجر أساس لبيتنا ». اضاف : »العماد عون كان يقول اننا أحجار الزاوية في البيت اللبناني، ومصرون على سياسة التفاهمات مع كل الناس، ولن نتخلى عن احد نريد ان نبني بيتا لبنانيا ومع كل اللبنانيين أي دولة وليس مزرعة، وهذا جوهر الخلاف في البلد. بيت التيار نريد ان نبنيه بفلس الارملة، لذلك نحن بحاجة إلى مساعدتكم ». اضاف: « نبني بيتنا من تبرعات الناس. ستسمعون الكثر من الانتقادات ممن لديهم قصور بنوها من الخوات التي فرضت على الناس، ومن مشاريع الدولة ومن أموال الخارج، ومن بيع السلاح وبيع المخدرات ويبقى شرفنا بالتيار أننا لا نمد يدنا على جيوب الناس ولا على اموال الدولة، ولا نمد يدنا إلى الخارج لنبيع القضية ويعيبون علينا فقرنا، ويتم وصفنا بالفاسدين ». وقال : »نحن نبني صرحا وطنيا ليكون نموذجا للعمل السياسي وسيكون هناك نصب للحقيقة في بيت التيار، لأن الحقيقة تحررنا وهي أعلى قيمة في حياتنا العامة، سقف الحرية هو الحقيقة. قررنا دفن الكذبة والاشاعة هناك، ونعطي درسا لكل الكاذبين. عهدي لكم أن لا يتم اعفاء أي شخص من الذين يكذبون عنا، وان نلقنهم درسا في الاخلاق ». وتابع: « هذا البيت حلمنا وسنحققه مهما كان صعبا، ولا شيء يوقفنا عن أحلامنا، هذا البيت نبنيه في قلب لبنان ونرى منه كل لبنان، كي نكون دائما شفافين ومنفتحين. سنبقى لبنانيين وطنيين ومشرقيين، وسنحافظ على هذه الارض ونبني البيت على صخرة الاستقلال لنقول ان لبنان صخرتنا. لا بديل لنا عن هذا الكيان برسالته وتنوعه، ولا يوجد بقعة أرض في العالم تعطينا عنه بديلا، لا بديل عن لبنان طالما فينا نبض، وسنبقى هنا من أجل الدفاع عن لبناننا ». وقال باسيل: « وفيت بعهدي وعلى عهدي سأكمل، التيار رسالة ومشروع لوطن، وهذا التيار، من دون التذرع بأوضاع استثنائية في البلد سيقوم بالعملية الانتخابية رقم 7، وسينتخب رئيسا له من القاعدة الشعبية، وسنؤمن المشاركة للجميع كي نظهر اننا نقوم بما لا تستطيع الدولة ان تقوم به ». واردف: « نتعرض لنفس 7 آب السياسي بعد 17 عام. 7 آب نتيجة ما سمي مصالحة الجبل، وتم اعتقالنا جماعيا مع تلفيق التهم، اليوم مازلنا وحدنا نعمل، لأننا نريد المصالحة العميقة لا السطحية. العودة بدأناها سياسيا وأتينا بنوابنا. عودة المهجرين أردنا انهاءها من خلال وضع خطة تهدف لاقفال الوزارة، المصالحة العميقة عبرنا عنها بقداس دير القمر وظهر لاحقا الرفض لنفس كميل شمعون في الجبل ». اضاف: « أهلنا في الجبل لهم الحق بالانماء الحقيقي من دون أي تمييز. ردة فعلنا عدم الوقوع في الكمين والشرك السياسي، ولن نسمح بمشكل درزي – مسيحي في الجبل، ونعمل بثبات من أجل الشراكة ولا تراجع مهما كذبوا. قطع الطريق والاعتداء حصل على وزراء ونواب يزورون مناطقهم وناسهم، الوقائع واضحة ولن يستطيع ان يتهرب منها أي قضاء عسكري أو عدلي أو جنائي ». وتابع: « لن نستأذن أحدا لندخل إلى بيوتنا في الجبل، ولن نسمح بالاقطاعيات السياسية والجيش من واجبه أن يحمينا. تعاطينا ما قبل الحادثة هو مفهوم الدولة مقابل اللادولة. ترون اليوم منطق الميليشيا مقابل منطق الدولة، الميليشيا مرتبطة بالخارج، أما نحن فدولة القانون التي نريدها محصنة ضد الخروقات من الخارج، وسنبقى عابرين للطوائف ونعمل من أجل المصالحة العميقة بالنفوس مهما عرقلوها ». واعتبر باسيل ان 7 آب 2001 كذبة كبيرة باتهامنا بالعمالة لاسرائيل ، لا يهم ما هي الكذبة ،المهم ان يكذبوا عنا وعن حقيقتنا والكذبة ما تزال مستمرة لتشويه صورتنا والمس بمصداقيتنا وقضيتنا، الفرق اليوم ان الذي يتصدر حفلة الكذب هو اخونا لانه منشغل بالتنافس الداخلي في ما بيننا ولا تهمه قضايا حقوقنا ووجودنا وكياننا ». وقال باسيل : »انا اتعهد ان لا أمس يوما بالمصالحة المسيحية – المسيحية، لذلك تحملت الظلم والكذب اعتقادا مني أنني أحميها، وتبين انني أسيء إليها لانه بسكوتي اساهم بالاستمرار بالغرز فيها، وأعتقد انه لا زال ممكنا انقاذ اتفاق معراب، واتفاق معراب هو غير المصالحة التي حصلت في الرابية عندما اعلن التفاهم السياسي.ولن نمس بهذه المصالحة ولن نعود مهما حصل للاقتتال الداخلي، أما اتفاق معراب اتفاق سياسي طالب به سمير جعجع كبدل سياسي مقابل تأييد العماد ميشال عون للرئاسة، وتم تعميم جو أننا أخلينا بالاتفاق، ولم ندفع ما علينا بعدما قبضنا ما هو لنا، والحقيقة ان جوهر الاتفاق أن نكون معا بدعم الرئيس، وأن نتفاهم على التعيينات والانتخابات، وما حصل انه اراد أن يأخذ التعيينات والحكومة اي ان يأخذ حصته في السلطة ويعارض بالحكومة وبالانتخابات واكتشف ان ربحه بالمعارضة والشعبية وبالرأي العام هو باتهامنا بالفساد، وراح يمعن بشن الحملات الكاذبة علينا ويحصل مردودها الشعبي وبدل أن يكون معنا ونتشارك بالحمل كما هو الاتفاق لنؤمن حلولا للناس، ذهب ليعرقل الحلول بحجة الفساد، وبات عمله محاربة الرئيس ورئيس الحكومة، وصولا إلى دعم علني لاختطاف رئيسها ». اضاف: « نبهته مرارا مباشرة وعبر ممثلينا بأن هذا السلوك سيؤدي إلى إيقاف تنفيذ الاتفاق بيننا، إنما هو اختار الاستمرار بسياسة الكذب والافتراء بدل الحفاظ على الاتفاق، وبات استسهال الافتراء من دون ملف ولا قرينة ولا حتى شبهة بل ترداد للشائعات .وعلى هذا الاساس أقول اليوم امام الجمهور اللبناني كله ان سياسة السكوت وتحمل الظلم انتهت، وأنا أعطي فرصة أخيرة للعودة إلى روحية الاتفاق وتطبيقه، واليوم هي الفرصة وغدا نعود إلى الاتفاق إذا أوقفوا الكذب والافتراء علينا « . واشار باسيل الى ان « القاتل بالكلمة والشائعة هو أبشع من القاتل بالسلاح والرصاصة، بقيت ساكتا لكن إلى متى. متى طرحوا مشروعا ولم نقف معهم؟ لا تقفوا معنا بمشاريع انقاذ البلد واستعادة الحقوق ولا بالميثاقية ولا الشراكة بالجبل، على الاقل لا تقفوا ضدنا من أجل حسابات لا تستأهل.الرئاسة أرخص من حقوقنا وأرخص من الشراكة في الجبل ومن الكرامة في الجبل ولا شيء اغلى منها، لا نقبل الانتقال من المناصفة إلا إلى دولة مدنية مع مجلس شيوخ ومركزية ادارية موسعة، والغاء الطائفية السياسية وحدها لا يكفي ». وقال: « ان المادة 95 من الدستور واضحة ومن يعدلها يعدل الطائف، من يرفض المناصفة ويحاول المس بها يمس بالطائف فاما المناصفة ضمن النظام الطائفي واما الدولة المدنية مع مجلس شيوخ ولا مركزية ادارية ومالية موسعة،ان الغاء الطائفية السياسية وحدها لا يكفي، نريد الغاء الطائفية بحسب المادة 95 من الدستور وهي واضحة، لكن الموضوع ليس هنا الموضوع اننا اعتبرنا ان كل اللبنانيين خرجوا من منطق العد الديمغرافي، ويبدو ان البعض يريد العودة إليه. الطائفي هو الذي يضرب التوازن الوطني. نريد ان نعرف من هو يهوذا الاسخريوطي، ونريد ان نعرف اذا كان لبنان كيانا نهائيا ام لا، واذا كان العيش المشترك كذبة أو حقيقة.نحن تعهدنا في العام 2005 بعد خروج الجيش لسوري بالالتزام باتفاق الطائف وما زلنا عند تعهدنا، واليوم نحن لن نقبل بحصار أو بالغاء أو حتى باحباط أي مكون، نتيجة خسارة طرف في المنطقة أو ربح طرف آخر، نحن لا نربح على بعضنا بل نربح لبعضنا وللبنان ». وقال باسيل : »صحيح ان الظروف تغيرت بين 7 آب 2001 و7آب 2019 ولكن مبادئنا لم تتغير وحلمنا ببناء التيار القوي ولبنان القوي لم يتغير، انتم الاساس الذي سنبني عليه التيار وبيت التيار، انتم النبع الذي نستقي منه والحلم الذي نبني على اساسه، ونحن نضع خططنا للبنان واحلامنا بان يكون مصدرا للنفط والغاز وليس مستوردا لهما وبدأنا بذلك وان يكون بلدا منتجا للكهرباء من الماء والهواء والشمس ومصدرا للكهرباء وليس مولدا لها من المولدات الخاصة وان يكون بانيا لسدود المياه ويبيعها لدول الجوار ولا يكون حافرا لآبارها ويشتري من صهاريجها وان تكون لنا منظومة بشرية وتشريعية لمكافحة الفساد عبر كشف السرية المصرفية عن المسؤولين ورفع الحصانة عنهم واستعادة الاموال المنهوبة وان يكون تيارنا عابرا للطوائف ويكون معبرا للطائفية وللمواطنية وبدأنا بكل ذلك « . وختم : » ذهنية 7 آب ما تزال ذاتها، ففي 7 آب مارسوا علينا سياسة القمع الجسدي واليوم يمارسون علينا سياسة القمع السياسي، انتقلنا من حجز الحرية في 7 آب ال 2001 إلى حجز الوطن والحكومة في 2019، لن نخاف من اغتيالنا المعنوي وسننتصر وتنتصر معنا الحقيقة مهما طال حبل كذبهم. سننتصر وتعود الحكومة إلى العمل. لا يريدونها ان تنتج وان يحكم الرئيس، نحن لدينا نقطة ضعف هي حرصنا على البلد وخوفنا في هذه المرحلة على اقتصاده ووضعه الصعب، لذلك لم نضع شروطا. وأطمئنكم اننا سننقذ هذا البلد وسننقذ اقتصاده لكن ليس على حساب الوجود والحقوق
Laisser un commentaire