نبذة عن الجيش اللبناني في عيده الرابع والسبعين
منذ عام 1916 تاريخِ إنشاء فرقة الشرق، إلى يومنا هذا، مرَّ الجيش بتجاربَ عدّة، ومع كلّ مرحلة أو تجربة كان لبنان الدولة مهدَّداً بالزوال. بدأت مسيرة الجيش مع الاستقلال إثر تطوّع مجموعات من الشباب اللبناني في فرقة الشرق، التي أنشأها الحلفاء في المنطقة العربية في العام 1916 كأحد وجوه النضال الوطني، وقد اشترط هؤلاء الشباب في حينه أن يدوَّن على عقود تطوّعهم شرطان: الأول، أنهم يقاتلون ضد القوات العثمانية من دون غيرها، والثاني أنهم انخرطوا في القوات الحليفة بهدف تحرير لبنان. وفي العام 1918، أصبحت فرقة الشرق تضمّ في صفوفها أوّلَ سرّية من سرايا الجيش اللبناني وهي السرّية 23، وتوالى تشكيل السرايا التي راحت تمدّ يد العون إلى اللبنانيين وتناضل معهم جنباً إلى جنب ضد قوى الانتداب
وثيقة 26 تموز 1941
من جهة ثانية، برز تطوّرٌ جديد على صعيد الجيش تمثّل بوثيقة 26 تموز1941، التي شكّلت موقفاً صريحاً لمجموعة من الضباط اللبنانيين في قوات الشرق الخاصة، بعد محاولة الفرنسيين تشكيل وحدة لبنانية تحارب الى جانبهم في أوروبا، إذ اجتمع عدد من الضباط في زوق مكايل في التاريخ المذكور، وأقسموا اليمين بعدم القبول بالخدمة، إلّا في سبيل لبنان وتحت عَلَمه وبقيادة حكومته الوطنية. وبتاريخ 17 حزيران 1944، وتنفيذاً للبروتوكول الموقّع بين الحكومة اللبنانية والسلطة الفرنسية بتاريخ 15 حزيران من العام نفسه، والقاضي بوضع وحدات من القنّاصة اللبنانية معزَّزة بمفرزة مصفّحات بتصرّف هذه الحكومة، أقيم في الملعب البلدي- بيروت عرضٌ عسكري حضره رئيس الجمهورية والوزراء والجنرال “بينيه” وأركان حربه، تسلّم خلاله الزعيم فؤاد شهاب العلمَ اللبناني من الرئيس بشارة الخوري. إلّا أنّ التطوّرَ الأبرز حصل في الأول من آب 1945 تاريخ تسلّم الوحدات العسكرية وتكريس عيد الجيش. فقد اجتمعت اللجان اللبنانية والسورية والفرنسية في 12 تموز من العام 1945 في فندق مسابكي شتورة، وأفضت الاجتماعات إلى إعطاء الإشارة ببدء عملية تسلّم الوحدات على الشكل الآتي
تسلّم الثكنات وسائر المنشآت في 20 تموز العام 1945.
تسلّم القوات العسكرية البالغ عديدها 20000 عنصر في سوريا و5000 عنصر في لبنان بتاريخ 25 تموز من العام نفسه.
تسليم قيادة هذه القوات وإدارتها في الأول من آب العام 1945، وقد تمّ تكريس هذا اليوم عيداً وطنياً للجيش.
حرب المالكيّة 1948
ما بين15/ 5 و 6/6 من العام 1948، خاض الجيش اللبناني وهو لم يزل فتيّاً، ثلاث معارك ضارية ضد القوات الإسرائيلية، التي أقدمت على احتلال بلدة المالكية – شمال فلسطين، فتمكّن من تحريرها وتسليمها إلى جيش الإنقاذ العربي المشكّل في حينه. وقد استشهد آمر الوحدة اللبنانية المهاجمة النقيب محمد زغيب إلى جانب 8 عسكريين خلال هذه المعارك، فيما تكبّدت قوات العدو خسائر فادحة في العديد والعتاد، وأظهر العسكريون اللبنانيون شجاعة فائقة في القتال على الرغم من عدم التكافُؤ في موازين القوى
إتفاقية الهدنة آذار 1949
وبنتيجة تدخّل الأمم المتحدة لوقف القتال بين العرب من جهة والعدوّ الإسرائيلي من جهة أخرى، جرى التوافق في العام 1949 على توقيع اتّفاقية هدنة، شملت كل دولة عربية على حدة، فيما وقّع لبنان هذه الاتّفاقية في 23 آذار من العام نفسه، لكنّ الجانب الإسرائيلي لم يتقيّد بها، ما أدّى إلى استمرار المناوشات على الحدود بين الجيش وقوات العدو
أحداث 1958
في العام 1958، اندلعت أحداث مسلّحة في عدد من المناطق اللبنانية، بسبب انقسام موقف اللبنانيين تجاه حلف بغداد، فتدخّل الجيش بقيادة اللواء فؤاد شهاب، وتمكّن من وقف انتشار الأحداث وجمع السلاح من المواطنين حفاظاً على النظام العام وحماية السلم الأهلي
حرب 1967
في الرابع من حزيران العام 1967، أقدمت إسرائيل على شنّ حرب واسعة ضدّ الدول العربية المجاورة (سوريا، مصر، الأردن). وعلى الرغم من عدم شمول هذه الحرب لبنان، إلّا أنّ ذلك لم يُثنِ الدولة اللبنانية والجيش، عن تقديم المساعدات اللوجستية والصحّية إلى الدول العربية، كما أقدمت إسرائيل بعد وقف إطلاق النار على احتلال مزارع شبعا اللبنانية وتلال كفرشوبا في منطقة العرقوب الجنوبية، ولا يزال هذا الاحتلال قائماً حتى تاريخه
أحداث 1975
في 13 نيسان من العام 1975، اندلعت أحداث الفتنة في لبنان لأسباب عديدة، أبرزها انعكاسات الصراعات الإقليمية على الساحة الداخلية والإنفلاش الفلسطيني داخل لبنان. وإزاء فقدان القرار السياسي الموحّد للدولة، غُيِّب دورُ الجيش بمفهومه الوطني الشامل، ولم يتمكّن من ردع الفتنة. وهكذا استمرّت الأحداث الدامية لسنوات طويلة. إلّا أنّ هذه الأحداث، وعلى الرغم من قساوتها، لم تحل يوماً دون التواصل والتلاقي بين أخوة السلاح في الجيش، وبقي اللبنانيون يراهنون على دوره الوطني الجامع. وهذا ما حصل مع مطلع التسعينيات، من خلال وثيقة الوفاق الوطني التي وضعت حدّاً للأحداث الداخلية، وأعادت للجيش دوره المنشود في إرساء عهد جديد من الأمن والاستقرار، الأمر الذي مكّن المقاومة الوطنية من تصعيد كفاحها ضدّ العدو الإسرائيلي وصولاً إلى التحرير
إجتياح 1978
في 14 آذار العام 1978، إجتاحت القوات الإسرائيلية قسماً من جنوب لبنان، تحت إسم عملية الليطاني التي استمرّت لمدة 7 أيام وانتهت بصدور قرار مجلس الأمن الرقم 425، الذي قضى بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلّتها، في حين خلّف هذا الاجتياح خسائر بشرية ومادّية هائلة، وقد تصدّى الجيش اللبناني ببسالة للطائرات المغيرة وللوحدات المتقدّمة، وسقط له العديد من الشهداء والجرحى خلال المواجهات
إجتياح 1982
وبتاريخ 6 حزيران العام 1982، قامت إسرائيل باجتياحٍ آخر للبنان تحت اسم “عملية سلامة الجليل” حيث وصلت قواته إلى العاصمة بيروت والبقاع الغربي وجبل لبنان، وقد أدّت العملية إلى سقوط نحو 50 ألف شهيد وجريح، فضلاً عن حصول دمار هائل في البنى التحتية. تصدّى الجيش لهذا العدوان بكلّ الإمكانات المتوافرة، فيما تعرّضت مراكزه لغارات عنيفة أدّت إلى تدمير العديد من الثكنات والمراكز العسكرية أبرزها: ثكنتا محمد زغيب في صيدا وعصام شمعون في النبطية، كما سقط له عشرات الشهداء والجرحى في المواجهات
فجر الجنوب 1991
إثر توقيع وثيقة الوفاق الوطني بين الفرقاء اللبنانيين والتي بموجبها تمّ وضعُ حدٍّ للأحداث الداخلية، صدر قرار عن الحكومة اللبنانية يقضي بحلّ جميع الميليشيات، وبسط سلطة قواتها المسلّحة على كامل الأراضي اللبنانية، إلاّ أنّ بعض التنظيمات الفلسطينية رفض الانسحاب من قرى تقع شرق مدينة صيدا والعودة إلى مخيم عين الحلوة التابع للاجئين الفلسطينيين، ما دفع الحكومة اللبنانية الى تكليف الجيش اللبناني بإنهاء هذا الوضع الشاذ، وقد تمكّن الجيش من تنفيذ قرار الحكومة بالقوّة، بعد مواجهاتٍ قاسية مع تلك التنظيمات، قدّم خلالها عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى
تصفية الحساب 1993
في تموز العام 1993، قامت إسرائيل باعتداء كبير على لبنان استمرّ لمدة سبعة أيام أُطلق عليه اسم “تصفية الحساب”، مستهدِفاً المنشآت والجسور ومحطات الكهرباء والمناطق السكنية، موقعاً مئات الضحايا وآلاف الجرحى، فضلاً عن إلحاقه دماراً كبيراً في البنية التحتية والممتلكات، ما سبّب موجة نزوح واسعة عن المناطق المستهدَفة باتّجاه الداخل اللبناني. فكان الجيش مرةً أخرى حاضراً في مواجهة العدوان، فتصدّى للطائرات المغيرة، ووقف إلى جانب مواطنيه يشدّ أزرهم، ويحمي تنقّلاتهم، ويساعدهم على إزالة آثار هذا العدوان بعد انتهائه
عناقيد الغضب 1996
في نيسان العام 1996 قام الجيش الإسرائيلي بعمليةٍ استمرّت لمدة 16 يوماً وأُطلق عليها اسم “عناقيد الغضب”، متّبعاً فيها سياسة “الأرض المحروقة”، وبالغاً ذروة إجرامه بارتكاب مجزرة قانا الشهيرة، حيث قصف مركزاً لقوات الطوارئ الدولية كان قد التجأ إليه مواطنون أبرياء عزّل، ما تسبّب بوقوع مئات الضحايا. وقد تصدّت وحدات الجيش المنتشرة في الجنوب للعدوان الإسرائيلي بمختلف الوسائل المتوافرة لديها، على الرغم من استهداف مراكزها بصورة مباشرة، وكان لصمودها وتشبّثها بمواقعها الأثر الكبير في تعزيز صمود المواطنين وعودة النازحين منهم فور انتهاء العملية
معركة الضنّية 2000
بتاريخ 31/12/1999، تعرّضت دورية تابعة للجيش لاعتداء من قبل جماعة مسلّحة، تابعة لتنظيم “التكفير والهجرة الإرهابي” في منطقة الضنية – شمال لبنان. فنفّذ الجيش عملية عسكرية واسعة ضدّ هذا التنظيم، أسفرت عن القضاء عليه خلال أيام معدودة، مقدِّماً ضابطاً وسبعة عسكريين شهداء خلال المعركة. ويُعتبر هذا التنظيم الإرهابي النواة التأسيسية لتسلّل الفكر التكفيري إلى لبنان، نظراً إلى تنوّع جنسيات أفراده، وحجم عديده وسلاحه، والأفكار والإيديولوجيا والأهداف التي كان يعتنقها ويسعى إلى تحقيقها
إغتيال الحريري 2005
بتاريخ 14 شباط من العام 2005، تعرّض موكب رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري لانفجار كبير قرب فندق السان جورج- وسط بيروت، أدّى إلى استشهاده والنائب باسل فليحان وعدداً من مرافقيه، بالإضافة إلى مواطنين كانوا في المنطقة المذكورة، كما تضرّرت مبانٍ وسيارات كثيرة في منطقة الانفجار. وترافق ذلك مع إنتفاضة الإستقلال التي أدّت الى انسحاب الجيش السوري من لبنان في نيسان 2005 ليفتح مرحلة جديدة من تاريخ لبنان
حرب تمّوز 2006
مرَّةً جديدة دفع الجيش الإسرائيلي بأسلحته المدمِّرة باتجاه لبنان في حرب مفتوحة بدأت من الجنوب في 12 تموز العام 2006، وما لبثت أن امتدَّت إلى مختلف المناطق اللبنانية، فلفَّت لبنان من البر والبحر والجو بزنَّار من الحمم في عملية تدميرٍ منهجي لبُناه التحتية ومنشآته، واستهدافٍ متعمَّد للمواطنين الأبرياء في بيوتهم وأماكن عملهم وأثناء تنقلاتهم، كما استهدف العدوان مواقعَ الجيش على كامل رقعة الوطن، مرتكبًا مجازر بشعة، لا سيّما في فوج الأشغال المستقل في الجمهور وفي مركزَي وجه الحجر والعبدة التابعين للقوات البحرية في منطقة الشمال، حاصدًا 47 شهيدًا وعدداً كبيراً من الجرحى، لتمتزجَ دماء هؤلاء العسكريين بدماء المواطنين الأبرياء. ىوخلال هذه الحرب كان الجيش في ساحة المواجهة يعكس صورةَ الوطن المقاوم، إذ قامت وحداته في أماكن انتشارها بأداء دورها الدفاعي بكل القدرات المتاحة لديها، من خلال التصدِّي للطائرات المعادية وإحباط العديد من محاولات الإنزال والتسلل، كما استمرَّت بأداء مهامها الأمنية والإنمائية على مساحة البلاد، والظروف والمتغيّرات المستجدّة. وعند الثامنة من صباح 14 آب توقَّف العدوان الإسرائيلي تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 الصادر بتاريخ 11/8/2006، الذي نصَّ على وقفِ جميع العمليات الحربية، لتنطلق رحلة عودة النازحين إلى أرضهم وبيوتهم، ويسارع الجيش اللبناني في التوجّه إلى حدوده الجنوبية بعد غيابٍ جاوَز ثلاثة عقود، وذلك تنفيذًا لقرار الحكومة اللبنانية القاضي بتكليفه الانتشار في منطقة جنوب لبنان وصولاً إلى الخط الأزرق، وبسطِ سلطةِ الدولة في تلك المنطقة أسوةً بباقي المناطق اللبنانية، ودعم صمود المواطنين ومواكبة إعادة إعمار قراهم. وقد تزامنَت هذه المهمّة مع مهمّة انتشار وحداتِِ من الجيش على امتداد الحدود البرية والبحرية اللبنانية لضبطِ المعابر ومنعِ أعمال التهريب على أنواعها.
حرب البارد 2007
بتاريخ 20/5/2007، قام إرهابيّو تنظيم «فتح الإسلام» الذي كان متمركزاً بشكل أساسي في مخيّم نهر البارد للّاجئين الفلسطينيين – شمال لبنان، بهجوم مفاجئ وغادِر على بعض مراكز الجيش في محيط المخيّم المذكور، وضواحي مدينة طرابلس، وذلك في محاولةٍ هدفَت إلى النيل من هيبةِ الدولة ومؤسساتها، وإرهاب الجيش، وصولاً إلى إنشاء إمارة دينية في منطقة الشمال. وانطلقت المعركة بين الجيش والإرهابيين فجر ذلك اليوم المشؤوم بغدر 35 عسكريا في خيمهم.
لكنّ الجيش استعاد زمام المبادرة فوراً، حيث قامت وحداته بردّة فعلٍ سريعة، تمكّنت خلالها من استرجاع مراكزها والقضاء على الإرهابيين وتوقيفِ بعضهم الآخَر، كما أحكمت الطوقَ حول المخيّم. ثمّ اتّخَذت قيادة الجيش القرار بالحسم العسكري التدريجي. وبعد استعادة المراكز العسكرية كلها التي كان قد اقتحمها الإرهابيون في الساعات الأولى من 20 أيار وسيطرة اللواء الخامس وفوج المغاوير على الوضع، بدأ الجيش بحشد وحدات النخبة حول المخيم استعداداً للمعركة الفاصلة، حيث استحضرت الفوج المجوقل من بيروت، وفوج مغاوير البحر من قضاء جبيل، وأنشأت غرفة عمليات متقدِّمة في منطقة الشمال. وطوّق الجيش المخيم من الجهات كلها، وبدأ بالتعامل مع مواقع الإرهابيين تحضيراً لبدء الهجوم من عدة محاور من أجل اقتلاع تنظيم «فتح الإسلام» من المواقع المتحصن فيها داخل المخيم. وفي الثاني من أيلول من العام نفسه، تحقّقَ الوعد الذي قطعَه الجيش للشعب اللبناني، بإكمال سيطرته الميدانية على آخِر معقل من معاقل الإرهابيين في المخيّم، ليتمكّن من اقتلاع أكبر تنظيم إرهابي عرَفه لبنان، مقدّماً 171 شهيداً ومئات الجرحى في هذه المعركة القاسية. وتُعتبر معركة مخيم نهر البارد أكبر وأشرس معركة خاضها الجيش اللبناني منذ تأسيسه، فأثبت خلالها قدرته على خوض غمار معركة تُعتبر من أصعب أنواع القتال في الحروب الحديثة حيث تجمع ما بين قتال العصابات المتحصِّنة في المدن والقتال ضد التنظيمات الإرهابية وأساليبها غير التقليدية في القتال. ويُسجل في هذه المعركة الاستخدام الكثيف للمدفعية اللبنانية من اجل القضاء على الانتشار الكبير لقناصي فتح الاسلام. وكان لسلاح الهندسة في الجيش اللبناني اداء عالى المستوى، وإن استخدام المدافع و تسليح الطائرات كان له الاثر البارز في تقليص عمر المعركة. وأظهرت وحدات الجيش التي اشتركت في معركة مخيم نهر البارد جهوزية عالية سواء من خلال عملية الحشد أو من خلال الأداء الميداني. وكانت الروح المعنوية عالية، وأثبت الجيش مناعة وحدته وقوة تماسكه. كذلك، أظهرت معركة مخيم نهر البارد مدى جهوزية الجيش في التحرك وحشد القوى، وإعادة نشرها على الأرض وفق متطلبات الأوضاع الأمنية ومتغيراتها. فبـ105 أيام انتصر الجيش اللبناني على الإرهاب بتسجيله انتصاراً ساحقاً على تنظيم «فتح الإسلام» بزعامة شاكر العبسي. ولقد افتدى الجيش بهذا الانتصار لبنان وأزاح عنه شبح الفتنة. وقد وحّد الجيش اللبنانيين حول ضرورة الانتصار والقضاء على الإرهاب وتحقيق السيادة على جميع الأراضي اللبنانية.
معركة عبرا 2013
بتاريخ 23/6/2013، قامت مجموعات مسلّحة تابعة للإرهابي أحمد الأسير بمهاجمة حاجز للجيش بشكلٍ مفاجئ، ما أدّى إلى استشهاد ضابطين وأحد العسكريين وإصابة عددٍ آخر بجروح، وكان هدف الجماعة ضرب هيبةِ الجيش وإشعال الفتنة في منطقة الجنوب. وخلال يومين من المواجهات الشرسة، تمكّنت قوى الجيش من القضاء نهائياً على هذه الجماعة، وتوقيفِ عددٍ كبير من أفرادها. وقدّم الجيش في المحصّلة النهائية للمعركة، عشرين شهيداً بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
مواجهة طرابلس 2014
بتاريخ 24/10/2014، وعلى أثر توقيفِ أحد العناصر الإرهابية في منطقة الضنّية، عمد عددٌ من المسلحين المناصرين له، إلى الاعتداء على مراكز وعناصر الجيش، ما تسبَّب باستشهاد عددٍ من العسكريين، بينهم ضابطان. على أثر ذلك، قام الجيش بعملية عسكرية واسعة لحسمِ الوضع على الأرض وإنهاء ظاهرةِ المسلحين في بعض مناطق مدينة طرابلس وعكّار، انتهت بطردِ المسلحين وقتلِ وأسرِ عددٍ كبير منهم، فيما سَقط للجيش 11 شهيداً بينهم 3 ضبّاط. تميّزَت هذه المعركة بالسرعة والحِرفية العالية اللتين تجلّتا في إنهاء الوضع الشاذ (خلال 24 ساعة)، وإعادة فرضِ سلطة الدولة على جميع مناطق الاشتباكات.
معركة عرسال 2014
بتاريخ 2/8/2014، وعلى أثر قيام حاجز الجيش في منطقة عرسال بتوقيف الإرهابي السوري عماد جمعة، ظهرَت فجأةً تجمّعات لأعداد ضخمة من المسلحين، الذين بادروا إلى شنّ هجومٍ واسع على جميع المراكز العسكرية المتقدّمة في المنطقة، وذلك بالتزامن مع استهداف فصيلة قوى الأمن الداخلي في البلدة المذكورة، لكنّ قوى الجيش قامت بردٍّ سريع ومباشر، ونفّذت عملية هجومية مُحكمة، استطاعت خلالها فكَّ الطوقِ عن المراكز العسكرية ومِن ثمّ دحر المعتدين باتجاه جرود المنطقة، وإيقاع عددٍ كبير منهم بين قتيلٍ وجريح. قدَّم الجيش خلال هذه المواجهة المفصلية أربعةً وعشرين شهيداً وستّة وثمانين جريحاً، فيما اختَطفت الجماعات الإرهابية 21 عنصراً من الجيش و15 عنصراً من قوى الأمن الداخلي، ولاحقاً استشهد 5 من هؤلاء المخطوفين، 4 عناصر من الجيش وعنصر واحد من قوى الأمن الداخلي على أيدي الإرهابيين. وبتاريخ 31/8/2014، تمّ تحرير 4 عسكريين من الجيش، كما جرى بتاريخ 1/12/2015 وبناءً على مفاوضات سياسية وميدانية، تحريرُ 3 عناصر من الجيش و 13 عنصراً من قوى الأمن الداخلي.
فجر الجرود
بتاريخ 19 / 8 / 2017 أعلن بدء تنفيذ عملية “فجر الجرود” ضدّ تنظيم داعش الإرهابي في جرود رأس بعلبك والقاع بقيادة قائد اللواء السادس انذاك العميد فادي داوود، وقد استمرّت العملية حتى تاريخ 27/8/2017، واستخدمت فيها مختلف أسلحة الجيش الرشّاشة والصاروخية والمدفعية الثقيلة والطائرات، وأسفرَت عن انتصارٍ حاسم على الإرهابيين وتحرير جرود رأس بعلبك والقاع.
Laisser un commentaire