حملة جديدة لإنقاذ مهاجرين قبالة السواحل الليبية
اعلنت منظمة « اس او اس ميديترانيه » غير الحكومية بالاشتراك مع منظمة « أطباء بلا حدود » الأحد إطلاق حملة جديدة لإنقاذ المهاجرين قبالة سواحل ليبيا، وذلك بعد سبعة أشهر على منع سفينتها « أكواريوس » من الإبحار وحرمانها من رفع أي علم. وقالت المنظمة في بيان نشر في باريس إن السفينة النروجية « أوشن فايكينغ » تتوجه « حاليا إلى المتوسط للقيام بحملة جديدة للبحث والإنقاذ في وسط البحر » الذي بات أكثر طريق بحرية قاتلة في العالم. وأوضح مدير العمليات في المنظمة فريديرك بينار أن « السفينة ستتجول في وسط البحر المتوسط الذي يصدر منه الجزء الأكبر من نداءات الاستغاثة، لكنها لن تدخل أبدا المياه الإقليمية الليبية ». وأضاف أن « وجودنا في البحر يهدف إلى إنقاذ الأرواح، ونأمل أن تتفهمنا الدول وتنضم إلينا، لأن لا حلّ آخر في منطقة وسط البحر المتوسط ». ورأى أن من « الخطأ القول إن سفن الإنقاذ تشجع على الهجرة، فحتى بدون هذه السفن، الهجرات تتواصل، . ويبلغ عن عدد كبير من حالات الغرق ». ولقي 426 شخصاً على الأقل حتفهم خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط منذ بداية العام بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية. وأسفر آخر حادث غرق معروف قبالة سواحل تونس عن 60 قتيلاً على الأقل. وبعد حملة استمرت ثلاث سنوات أنقذت خلالها ثلاثين ألف مهاجر مهددين بالغرق، اضطرت « اكواريوس » السفينة السابقة للمنظمة لوقف نشاطها في كانون الأول/ديسمبر 2018 وحرمت من علم جبل طارق ثم بنما. ويأتي إطلاق هذه الحملة الجديدة بعد نحو شهر على احتجاز سفينة « سي ووتش 3 » التابعة لمنظمة « سي ووتش » الألمانية غير الحكومية وتوقيف قبطانتها كارولا ريكيت في صقلية، في خطوة جاءت بمثابة تحذير واضح من السلطات الايطالية للمنظمات الإنسانية التي تتهمها بأنها تشجع الهجرة إلى اوروبا. ورست ريكيت، التي غادرت إلى ألمانيا السبت، في 29 حزيران/يونيو في جزيرة لامبيدوسا الايطالية لإنزال 40 مهاجراً كانوا على متن السفينة منذ إنقاذهم قبل 17 يوماً. وتقول إيطاليا إن أحد الأسباب الرئيسية لإغلاقها موانئها أمام السفن الإنسانية هو عدم « تقاسم أعباء » استقبال المهاجرين داخل دول الاتحاد الأوروبي. ولا تزال أوروبا حتى الآن غير قادرة على الاتفاق على « آلية تضامن » تتيح بديلاً لسفن الإنقاذ. ولم يتمكن وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في هلسنكي الخميس من الاتفاق حول المسألة. ومن المقرر أن يجتمع الاثنين في باريس وزراء خارجية وداخلية « نحو 15 دولةً » لمناقشة الموضوع. وفي هذا السياق، قال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني في رسالة لنظيره الفرنسي كريستوف كاستانير الأحد إنه « لا يمكن لفرنسا وألمانيا أن تقررا بمفردهما سياسات الهجرة مع تجاهل مطالب الدول الاكثر عرضةً لها » مثل إيطاليا ومالطا. وكتب سالفيني في منشور مرفق بالرسالة على فيسبوك « الخيارات تناسب باريس وبرلين فقط، هذا يكفي. إيطاليا غير مستعدة بعد اليوم لاستقبال جميع المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا ». وقال إن العديد « من الزملاء » في اجتماع هلسنكي « أبدوا تأييدهم لضرورة إعادة النظر بقواعد البحث والإنقاذ لتجنب الانتهاكات التي تشجع على الهجرة غير الشرعية والتي لا يمكن السيطرة عليها كما أوردنا في وثيقة أعددناها مع مالطا ». وتابع بينار أنه منذ أن « عهد الاتحاد الأوروبي بتنسيق عمليات الإنقاذ في البحر إلى السلطات الليبية التي لا تملك كل الوسائل اللازمة لذلك، يجري هذا التنسيق بحالة فوضى ولا يتم الابلاغ عن النداءات ». وأضاف « الرهان بالنسبة لنا كان امتلاك قدرة حقيقية في عمليات البحث لأننا نعرف أن هذه النداءات لا تصل إلى المراكز الرسمية »، مشيرا إلى أن المنظمة كانت تبحث عن سفينة جديدة « منذ 7 أشهر ». ويرى رئيس مهمة عمليات منظمة أطباء بلا حدود في البحر وفي ليبيا سام ترنر أن المسؤولين الأوروبيين « يتجاهلون عمداً الأزمة الإنسانية التي تتسبب بها سياساتهم في ليبيا والبحر ». وتندد المنظمات الإنسانية أيضاً بالأوضاع في مخيمات احتجاز المهاجرين في ليبيا التي تشهد معارك. وأدت غارة على معسكر قرب طرابلس الشهر الماضي إلى مقتل نحو 60 مهاجراً. ويتعرض مهاجرون آخرون للتعذيب والعمل القسري والاستغلال الجنسي وأشكال أخرى من سوء المعاملة. وترى منظمة أطباء بلا حدود أن « الحكومات الأوروبية تخرق التزاماتها الإنسانية التي تعهدت بها عبر زيادتها الدعم لخفر السواحل الليبي من أجل إعادة أشخاص مستضعفين إلى ليبيا ». ويبلغ طول « أوشن فايكينغ » التي استأجرتها « اس او اس ميديتيرانيه » بالاشتراك مع منظمة « أطباء بلا حدود » غير الحكومية 69 مترا وعرضها 15 مترا. وقد بنيت في 1986 لتكون سفينة مساعدة للمنصات النفطية في عرض بحر الشمال. وترفع علم النروج ويقودها طاقم من تسعة أشخاص، إلى جانب فريق لعمليات البحث والإنقاذ وطاقم طبي، أي أكثر من ثلاثين شخصا. وتتكلف المنظمة كل يوم في البحر 14 ألف يورو، وتطلب مساعدات
Laisser un commentaire