جمال بلماضي قائد الجزائر الى عرش كرة القدم الإفريقية
أثنت وسائل الاعلام الجزائرية على المنتخب الوطني لكرة القدم لاسيما مدربه جمال بلماضي الذي « دخل التاريخ » بعد قيادة « محاربي الصحراء » الجمعة 19 من الشهر ذاته إلى لقب ثانٍ في كأس الأمم الإفريقية بعد انتظار 29 عاما وذلك بالانتصار على المنتخب السنغالي بهدف مقابل لا شيء. جاد، حاد، صارم… صفات يوصف بها مدرب المنتخب الجزائري لكرة القدم جمال بلماضي، لكن الشاب في عرف المديرين الفنيين، هو « نعمة » أعادت بث روح في قلوب محاربي الصحراء، أوصلتهم الى نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية، وربما أبعد. جمال بلماضي 43 عاما يصفه الذين يعرفونه عن كثب بأنه نادرا ما يبدي ارتياحه أمام الكاميرات. يبدو شاردا، مفكرا، وغالبا ما يرد على من يسأله عن تشكيلته، بسرد تشكيلة المنافس، وبدقة. عانى المنتخب الجزائري منذ عام 2015 حين بلغ ربع نهائي أمم إفريقيا، بعد أشهر من بلوغ دور الـ16 لنهائيات كأس العالم 2014، والخروج بصعوبة بعد التمديد أمام ألمانيا التي توجت بطلة للمونديال. بعدها، خرجت الجزائر من الدور الأول لأمم إفريقيا 2017، ولم تتأهل لمونديال 2018. بعد مونديال البرازيل، ترك المدرب البوسني الفرنسي وحيد خليلودزيتش الإدارة الفنية، وتناوب على خلافته البلجيكي جورج ليكنز، الصربي ميلوفان رايفاتش، الفرنسي كريستيان غوركوف، الإسباني لوكاس ألكازار، ورابح ماجر، الاسم الأشهر من أن يعرّف في تاريخ الكرة الجزائرية. لم يجد أي من هؤلاء التركيبة الناجحة لمنتخب بلاد لا تبخل بالمواهب الكروية. نهل رئيس الاتحاد الجزائري خير الدين زطشي من هذا المنبع، وانتقل الى باريس حيث اتفق مع بلماضي مطلع آب/أغسطس 2018. منذ بداية بطولة إفريقيا لكرة القدم عام 2019، قلل جمال بلماضي من شأن اعتبار الجزائر مرشحة، مذكّرا دائما بالمرحلة السابقة الصعبة. في أحاديثه، بقيت حسرة الغياب عن المونديال الأخير حاضرة، لاسيما عندما قارن بين منتخب بلاده والمنتخبات الثلاثة الأخرى في نصف النهائي الإفريقي (تونس، نيجيريا، والسنغال)، مذكرا بأن الجزائر هي الوحيدة بينها التي غابت عن نهائيات روسيا 2018. يوم تعاقد الاتحاد الجزائري مع بلماضي، كان المدرب المتحدر من ولاية مستغانم (شمال) خارجا من تجربة قطرية. اللاعب الذي عرف في مسيرته أندية مثل باريس سان جرمان ومرسيليا الفرنسيين وساوثمبتون الإنكليزي، دافع عن ألوان الغرافة ولخويا.ومع هذا النادي، بدأ مسيرته كمدرب في 2010. حقق لقبي الدوري المحلي في موسميه الأولين، ووصل الى المنتخب القطري الأول الذي فاز معه بكأس الخليج 2014، وبعدها إلى الدحيل (النادي الناشئ من دمج لخويا والجيش)، فقاده إلى ثلاثية الدوري المحلي وكأس قطر وكأس الأمير. وحتى يسهل بلماضي مهمة المنتخب الجزائري للفوز مجددا بكأس إفريقيا لكرة القدم عول على تشكيلة موهوبة يقودها رياض محرز، وضمت في صفوفها أسماء مثل فغولي وبغداد بونجاح ويوسف بلايلي، إضافة الى اسماعيل بن ناصر (21 عاما) الذي اختير أفضل لاعب في البطولة، وحارس المرمى الصلب رايس مبولحي الذي اختير الأفضل أيضا في مركزه. وعنونت صحيفة « الخبر » الجزائرية على صفحتها الأولى غداة حصول المنتخب الجزائري على كأس إفريقيا « جابوها الرجّالة (الرجال) » و »كتيبة بلماضي تهدي الثانية للجزائر »، مرفقة ذلك بصورة جماعية للمنتخب بعد تسلمه الكأس، وأخرى للاعبين يحتفلون مع بلماضي. ورأت الصحيفة أن الجزائريين آمنوا « بقدرة بلماضي على قيادة الجزائر الى تتويج طال انتظاره، ما جعلهم ينتقلون بقوة الى مصر في النهائي من أجل مساندة المنتخب وتقاسمه فرحة التتويج »، في إشارة الى آلاف المشجعين الذين سافروا خصيصا الى العاصمة المصرية لمتابعة المباراة النهائية
Laisser un commentaire