موجة حر تجتاح أوروبا : أعلى درجات حرارة منذ 70 عاما
تجتاح القارة الأوروبية موجة حر شديدة، حيث وصلت درجات الحرارة في بعض البلدان إلى أكثر من 45 درجة، ما أدى إلى ذوبان قمة جليدية في السويد، وإيقاف أربعة مفاعلات نووية فرنسية عن العمل، فيما لجأ المواطنون والسياح إلى الأنهار والبحار للتخفيف من حدة القيظ. وتصدرت البرتغال القائمة مسجلة 45.2 درجة في ألفيغا قرب لشبونة، وهي درجة حرارة قياسية تاريخية، في حين تجاوزت الحرارة في أماكن أخرى في البلاد 40 درجة، وفق هيئة الأرصاد الجوية.وفي البرتغال وإسبانيا وفرنسا، لا تزال الأرصاد الجوية تتوقع ارتفاع درجات الحرارة السبت. واستعدادا ليوم أصعب في البرتغال، وضعت11 منطقة من الشمال إلى الجنوب في حالة تأهب قصوى
وفاة شخصين في إسبانيا وحرائق مستعرة في كاتالونيا، والحرارة قد تصل إلى 45 درجة مئوية في فرنسا: موجة القيظ الاستثنائية التي تجتاح أوروبا تستنفر خدمات الطوارئ لليوم الخامس نظراً لشدتها وحلولها أبكر من المعتاد. في جنوب فرنسا، حيث يتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 45 درجة مئوية، حرص كبار السن على الخروج قبل الثامنة صباحًا للتبضع في مونبلييه. وتقول سوزيت ألاغر الثمانينية التي وضعت قبعة ونظارات شمسية وهي تمشي بصعوبة وتحمل بيدها شبكة التسوق: أذهب مع افتتاح المتجر. الشمس حارقة حتى في هذا الوقت وأشعر بثقل التلوث ». وتضيف المرأة التي تصف نفسها بأنها « ابنة الجنوب » وتؤكد أنها لطالما كانت « قادرة على تحمل الحر »، أنها تخشى « هذا القيظ الجهنمي ». وتقول، بعد التسوق « أعود إلى المنزل وأبقى في الداخل بعد أن أغلق النوافذ وأشغل المروحة ». في المتجر، حيث خلت رفوف عبوات الماء ولم تبق ولا مروحة، عبرت سونيا تافيرنييه عن استيائها وهي تستعد للتوجه لقضاء الإجازة بعد الظهر مع طفليها الصغيرين في سيارة قديمة غير مكيّفة. قادمة من الصحراء الكبرى، قد تدفع الرياح الحارة درجات الحرارة إلى أكثر من 45 درجة مئوية « وهو أمر لم يسبق له مثيل في فرنسا »، وفق الأرصاد الجوية الفرنسية، باستثناء المناطق الفرنسية خارج القارة. وخشية من تكرار ما حصل خلال موجة الحر عام 2003 التي قتل بسببها 15 ألف شخص، وضعت السلطات أربع إدارات في جنوب فرنسا لأول مرة في حالة التيقظ الحمراء، وهي الأشد قسوة، وتستدعي تعبئة خدمات الطوارئ وتعزيز التدابير الاحترازية مراعاة للأكثر ضعفا. في إسبانيا، حيث تتعدى درجات الحرارة 40 درجة مئوية في أغلب الأيام، توفي شاب في السابعة عشرة من عمره كان يحصد في الأندلس جراء « ضربة شمس »، وفق السلطات. وفارق رجل يبلغ من العمر 93 عاماً الحياة مساء الخميس حينما كان يسير في وسط مدينة بلد الوليد (شمال إسبانيا). وسبب الوفاة « ضربة شمس »، حسبما أكد متحدث باسم الشرطة المحلية لوكالة فرانس برس. ووضعت 34 من بين 50 مقاطعة في إسبانيا في حالة تأهب تحسباً من الحرائق، لا سيما في كاتالونيا حيث يكافح رجال الإطفاء حريقًا اجتاح بالفعل 6500 هكتار ولا يزال خارجاً عن السيطرة. ويحاول عناصر الإطفاء السيطرة على الحريق لكن العمل يواجه صعوبات بسبب وصول درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية « والانخفاض الشديد لمعدلات الرطوبة »، بحسب مدير الإطفاء في كاتالونيا ديفيد بوريل. وفي فرنسا، أصيب طفل سوري يبلغ من العمر ست سنوات بجروح خطيرة مساء الخميس بسبب ضغط المياه المنبعثة لدى فتح صنبور لإطفاء الحريق في إحدى ضواحي باريس. والخميس، توالت درجات الحرارة القياسية المسجلة في جزء كبير من أوروبا: 38,9 درجة في جمهورية تشيكيا و38,6 في ألمانيا و38,2 في بولندا و43,5 في جنوب فرنسا وفي إيطاليا، يتوقع أن تكون الحرارة على أشدها في الشمال الغربي حيث تصل درجة الحرارة إلى 40 في بييمونتي أو 39 درجة في جنوة وتوسكاني. وعثر على مشرد سبعيني ميتًا صباح الخميس في ميلانو، بسبب الاعياء الناجم عن الحر. وقال الرئيس إيمانويل ماكرون إن موجات الحرارة هذه يتوقع أن تتكرر جراء الاحتباس الحراري. وأضاف من طوكيو أنه « سيتعين علينا تغيير تنظيم أنفسنا وطريقة عملنا (…) وطريقة بناء منازلنا »، مشددًا على « ضرورة تكيف المجتمع وممارساته » تبعاً لتغير أحوال الطقس. لكن رأت منظمة الصحة العالمية في مذكرة أن من « المبكر » نسب « موجة الحرارة غير المعتادة هذه إلى ظاهرة الاحتباس الحراري ». وأوضحت المنظمة أن موجة الحر هذه في المقابل « تتماشى مع سيناريوهات مناخية تقدّر حصول موجات حر أكثر وأقوى
Laisser un commentaire