…حزب الله يدعو للمقاومة في ظل عجز عربي امام الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان
قال سماحة السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله في خطاب متلفز بثته قناة المنار إن « الخيار الوحيد » أمام السوريين واللبنانيين لاستعادة أراضيهم المحتلة من إسرائيل، وأمام الشعب الفلسطيني للحصول على « حقوقه المشروعة » هو « المقاومة والمقاومة والمقاومة » في « زمن صنعت فيه المقاومة الكثير من الانتصارات وفي زمن محور المقاومة فيه أقوياء ». ووصف خطوة ترامب بأنها « حدث مفصلي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي » وتعكس « الاستهانة والاستهتار بالعالمين العربي والإسلامي. فقط من أجل إسرائيل ومصلحة إسرائيل ». وشدد نصرالله على أن قرار ترامب « يوجه ضربة قاضية لما يسمى بعملية السلام في المنطقة القائمة على أساس الأرض مقابل السلام »، معتبراً أن ذلك ما كان ليحصل لولا « سكوت العالم » عن اعتراف واشنطن العام الماضي بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقد توالت ردود الفعل الغاضبة في العواصم العربية بعد توقيع مرسوم اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان يوم الاثنين 26 مارس 2019 في البيت الأبيض بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. لكن فضلا عن الاحتجاج الرسمي، فإن القرار بشأن الجولان وهو مسالة ما زالت تعتبر حساسة لدى العرب، يعكس مزيدا من الإحراج أمام أمر واقع. فالأنظمة العربية الحليفة للولايات المتحدة تشعر بالحرج أكثر من غيرها لأنها بذلت أقصى ما يمكنها للتقرب من دونالد ترامب وإعطاء الانطباع بأنها في معسكره، لم يعد بإمكانها القيام بشيء » في مواجهة قرار الرئيس الأميركي. خلافا لذلك، فإن إيران التي تشعر بالقوة إثر نجاح تدخلها في سوريا، تسجل نقطة جديدة أمام ضعف القوى العربية. وإزاء فكرة عدم توقع أي شيء من هذه الإدارة الأميركية وفي طهران، ردّ الرئيس حسن روحاني متهما ترامب ب « الاستعمار ». ونقل موقع الحكومة الرسمي عن روحاني قوله « خلال حقبة الحكم الاستعماري، قامت بعض القوى الاستعمارية بأمور كهذه ووهبت أجزاء من دولة ما إلى أخرى (…) لكنه أمر لم نشهد له مثيلاً في القرن الحالي منذ إعلان ترامب الأسبوع الماضي عن نيته توقيع المرسوم، أعادت مصر التذكير بقرار الأمم المتحدة رقم 497 الذي يرفض ضم إسرائيل للجولان بدورها أكدت السعودية أن الجولان « أرض عربية سورية محتلة »، وكذلك فعل العراق والكويت والأردن ولبنان . كما اعتبرت جامعة الدول العربية، بلسان أمينها العام أحمد أبو الغيط أن قرار ترامب « باطل ولاغٍ من حيث المضمون والشكل ». ومن المتوقع مناقشة قضية الجولان أثناء قمة جامعة الدول العربية الأحد في تونس. ومع ذلك، على غرار الأزمة التي حدثت في 2017-2018 بسبب الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، فان « الإدانات العربية الرسمية تبقى غير وازنة. تعاني الدول العربية من خلل وظيفي. ولكن في الواقع ان البلدان العربية مصابة بهشاشة بالغة ولن يخوض أي منها الحرب من أجل سوريا ». هذا هو حال السعودية التي بدأت دبلوماسيتها تقاربا هادئا مع واشنطن حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بهدف مواجهة نفوذ إيران. فولي العهد الأمير محمد بن سلمان « يشجع إدارة ترامب على الاعتقاد بأن القضايا الجوهرية في القانون الدولي مثل القدس والأراضي السورية يمكن الدوس عليها ». بعد القرارات المتعلقة بالقدس والجولان، يبدو أن مبادرة السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي يتولاها جاريد كوشنر، مستشار ترامب وصهره، محكوم عليها بالفشل. فرغم معرفة الجميع بأن خطة كوشنر هذه صفقة القرن، كانت لذر الرماد في العيون على نطاق كبير، فإن هذا الاعتراف بالجولان، الذي يأتي بعد الاعتراف القدس، يدق آخر مسمار في نعش خطة السلام
Laisser un commentaire