تجدد الصراع القديم بين جماعة الإخوان المسلمين والأزهر
أصدر مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف بيانا، رد فيه على بيان جماعة الإخوان المسلمين الذي حمل عنوان « رسالة الإخوان المسلمين عزاءٌ مؤجلٌ وقصاصٌ مستحق » بعد تنفيذ أحكام الإعدام في المتهمين باغتيال النائب العام، اعتبر فيه جماعة الإخوان تسير على خطى تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات المتطرفة التي تسعى إلى نشر الفوضى وتحقيق أجندات خفية وتحاول تهديد الأمن والأمان في مصر. ورصد بيان الأزهر ما وصفه بالتناقضات الواردة في بيان الجماعة، متسائلا عن هوية من يدعمونها بالمال والسلاح لتقوم بـ » سفك دماء الأبرياء والمدافعين عن أمن أوطانهم والواقفين على الثغور ظلماً وعدواناً »، معتبرا أن حديث الإخوان يشكل إعلاناً صريحاً عن خيانة الجماعة واعترافاً بعمالتها. ولكن بيانا ثالث صادر باسم الإخوان المسلمين نفى علاقتهم بالبيان الذي نسب للجماعة بعنوان « عزاء مؤجل »، مؤكدا أنه « مدسوس عليه ومكذوب جملة وتفصيلا ولا يمت إليها بأي صلة »، ونافيا ما ورد فيه من اعتماد الجماعة خيار الجهاد بعد تنفيذ عمليات الإعدام الأخيرة. في الوقت ذاته، أصدرت محكمة القضاء الإداري في مصر حكما ألغت به قرار امتناع شيخ الأزهر أحمد الطيب عن إحالة كتابي « مذكرات الدعوة الداعية » و »تاريخ الإخوان المسلمين » إلى هيئة مجمع البحوث الإسلامية؛ لبيان حكم الشرع في محتواهما، وألزمته بذلك. وقالت المحكمة في حيثيات الحكم، « إن جماعة الإخوان المسلمين اتخذت لنفسها تنظيما هيكليا هرميا ابتدعت فيه ما يسمى بـ(مرشد الجماعة) و(مكتب شورى الجماعة) وغيرها من الترتيب المتدرج، حتى أصبحت كالخلايا السرطانية في جسد المجتمع » مطالبة ببيان رأي الشرع في الجماعة. ويرى بعض المراقبين في الأمر تجددا للصراع القديم بين جماعة الإخوان المسلمين والأزهر، الذي بلغ ذروته بتأييد شيخ الأزهر لخلع الرئيس الأسبق محمد مرسي، ولكنهم رصدوا أيضا أنها المرة الأولى التي يهاجم فيها الأزهر الجماعة ويصفها بالإرهابية منذ عزل مرسي في 30 يونيو/حزيران 2013
Laisser un commentaire