لتدق الأجراس في الهرمل ولتصدح المآذن في عيد مار مارون .. وبارك يا سيد
صبحي منذر ياغي – كنت صغيراً عندما كنت أرى جدتي « الحاجة المسلمة المؤمنة « ، كل صباح وبعد أن تنهي صلاتها ، تقترب من صورة السيدة العذراء وبحضنها الطفل يسوع والمعلقة على حائط غرفتها ،لتبدأ بالدعاء والابتهالات قائلة بعفويتها ( دخيل اجريك يا ستنا مريم).. وكنت أسمع أحد أقاربي يردد عبارة ( الله يكبر الصليب بهالبلد)..وكان يقصد أن يظل المسيحيون اللبنانيون متجذرين في أرضهم وتظل نعمة التعايش ميزة لبنان …أكتب هذا الكلام وأنا العلماني ( ولست متديناً) ولا من باب المجاملة ولا التملق، بل بكل قناعتي التي اجاهر بها دوماً ، و من باب قهر الطائفيين والمذهبين والحاقدين وصغار النفوس ، وايضا بعد أن قرأت خبراً أفرحني عن سعي أمين سر الرهبانية المارونية، الأب الصديق ميشال ابو طقا لاقامة الذبيحة الالهية، يوم السبت ٩ شباط المقبل في ذكرى عيد مار مارون في دير مار مارون العاصي، بعد أن عاد جرس الدير يقرع لأول مرة منذ ١٠٠٠ عام. نعم لتقرع الاجراس في جرود الهرمل ، وفي هذا الوسط الاسلامي الذي ينتظر هذه اللحظة ، ردأ على اؤلئك المتطرفين الذين شوهوا مفاهيم الاديان ونشروا حقدهم وتعصبهم ، و كدلالة على حقيقة هذه الطبيعة اللبنانية، التي لا نعرف أهميتها ، ولا ندرك سرها وقوتها ، لترتفع الصلبان، وتقرع الأجراس ، لتتلاقى مع أصوات المآذن، لتكون سمفونية الخالق . هذا هو لبنان الذي نعرفه ونحلم أن يظل كما هو، وهذا سر لبنان وميزته بين باقي الدول… حلمنا أن يظل هذا الخليط الجميل في قرانا ومدننا ، وهذه ميزة ايضاً من ميزات البقاع الجميل … الذي وقف فيه الامام السيد موسى الصدر مدافعاً خلال الحرب عن المسيحيين في المنطقة، مؤكداً ان كل رصاصة تطلق على دير الاحمر وعيناتا، انما تطلق على عمامتي ومحرابي وأولادي .. انه بقاع سيدة بشوات التي يحج اليها المسلمون قبل المسيحيين فتجدهم يستظلون الصليب، ويضيئون الشموع لنيل البركة ، بقاع سيدة زحلة التي تبارك كل أهل المنطقة بكل طوائفهم وباتت مزارا للجميع..بقاع الكنائس والمساجد في كل مكان ..بقاع العائلات اللبنانية الأصيلة … طوبى للساعين للسلام ، طوبى للودعاء الذين سيرثون الأرض، طوبى للتلاقي ، للتآخي للوحدة الاجتماعية للمحبة، طوبى للمحترم الجليل الاب ميشال أبو طقة، وبارك يا الله وبارك يا سيد
Laisser un commentaire