شهر العسل الروسي.. وزواج الإكراه…
سعد الله فواز حمادة – خاص الفجر – الازمة السورية بتشعباتها وتعقيداتها دخلت في مرحلة مختلفة كليا عما بدأت. ان التفاهمات التي تحصل والمصالحات ليست سوى دليل على ان الحل اصبح قاب قوسين. الدور الروسي يسعى هنا، الى ارساء هذه المصالحات، ان هذا يدل على شيء، فإنه نتيجة سياسة مدروسة لدمج هؤلاء الذين لا بد منهم في اتمام اي مصالحة، لما يشكلون من اطياف واطراف يكون الحل بهم وعليهم… فالمرحلة تقتضي جمع الوان الطيف السوري من جميع مشاربه، في مؤتمر جامع، قد بدأت (بسوتشي) ولا تنتهي به.. ان الدور الروسي له تأثير كبير في مجريات الاحداث التي تحصل من حين لآخر على الحدود الجنوبية لسوريا. فمنطقة خفض التوتر هذه ليست سوى صنيعة روسية وبإيعاز من اميركا كي يتم لجم الاندفاعة الاسرائيلية وتهوره نحو أي حرب تكون نتائجها غير محسوبة، وتأتي في وقت يتم التنسيق وعلى اعلى المستويات كي يتم وضع أسس للحل في سوريا فالتناغم هذا أودى بشكل او بآخر الى الاقرار بأن الروس هم من يتحكمون باللعبة على الارض، ومن يضع قواعدها، حتى ولو ادى ذلك الى ارضاخ الحليف الايراني ويرى مراقبون ان الجفاء الآن الحاصل بين ايران وروسيا الآن ليس سوى باكورة هذا التعارض، وخصوصا بكف يد ايران عن المشاركة بخطة السلام المنوي عقده ويلحظ هؤلاء ان الحصار الاقتصادي اتى حتى يضعف كذلك اي دور ايراني في المشاركة بعملية الاعمار هذه، وعدم الافساح لحلفائها على الارض بمكاسب تكون كضمانة في المستقبل لهم. ومن المؤشرات في هذا المجال، الطلب من لبنان رسميا وعبر مبعوثين من الولايات المتحدة لوضع ضوابط، وترسيم حدود بين لبنان وسوريا، وكل هذا يصب لمصلحة تشديد الخناق على المناطق الحدودية التي تعتبر الشريان والممر للحليف الايراني في سوريا.. ان اقدام القوات الخاصة الروسية في فترة غير بعيدة على التمركز في منطقة جوسيه ومناطق في ريف القصير لهو اكبر دليل على ان الروسي يبعث بإشارات ان الامور ذاهبة حتما الى تصادم وفراق، بل طلاق في القريب العاجل، ولكن الشهر العسل الروسي حتما سيستمر ورغم الطلاق… عندما قام الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالغاء الاتفاق النووي الايراني بدأت الماكينات الاسرائيلية بالترويج لمسألة القضاء على النفوذ الايراني في المنطقة وساندها الكثير ممن يناصبون العداء للايراني، وهنا من يراقب تصاعد الضربات الاسرائيلية بعدها، يعي بأن الامور ليست وليدة صدفة، بل هي منسقه مع الشريك الامريكي وبتواطؤ روسي، حتى تستطيع تلك الجهات الاطباق كليا على الملف وردع أي خطر يتشكل، وخصوصا من الجهة الجنوبية لسوريا، حيث مرتفعات الجولان والحدود الاسرائيلية والتي نعلم جميعا ان اليد الطوله فيها الآن للجماعة الموالية لإيران، وتستطيع حينما تريد تحريكها، وقد رأينا وليس ببعيد الستين صاروخا وهم يضيئون سماء الجولان… الروسي قد حزم أمره وهو يريد ان يكون اللاعب الوحيد على الارض! ويسانده بذلك الاميركي والاسرائيلي، فهل يكون الطلاق الايراني بالثلاث من دون رجعة ام ان شهر العسل الروسي مستمر
Laisser un commentaire