كيف هي دمشق عشيّة « احتمال » ضربات أميركية على سوريا
ماهر المونس – خاص الفجر – بين ليلة وضُحاها، بدأ عشراتُ الأصدقاء في خارج البلاد، وقليلٌ منهم في الداخل يسألني عن احتمال بدء « حرب » في سوريا، (وكأنّنا نعيش الغرام خلال كل السنوات الماضية)، عشيّة تهديدات أميركية بضربات محتملة على مواقع في سوريا.
• ليس لدي -بكل تأكيد – جوابٌ عن هذا السؤال، ولا أعلم إذا ما كان هنالك حقّاً ضربات أم لا، ولا أدري أين ستكون هذه الضربات، ومتى، وما هو سببها المباشر، وما هو أثرها، ولا أعتقدُ أن أحداً لديه إجابة حتمية، لجدلية تحمل الكثير من التعقيد، وباتت ترتبطُ مباشرة بالصراع الإقليمي، بين قطبي العالم، أميركا وروسيا، بالإضافة إلى أنّي لا أتقن مَلكة التحليل والتنبؤ الميداني والسياسي، في وقت تختلطُ فيه الأوراق كل دقيقة.
• لكن ما أعلمه أن الشارع الدمشقي ينقسم إلى ثلاثة أجزاء:
• جزء، لم يسمع بعد بأن هنالك ضربة محتملة، ولا يقرأ تصريحات الرئيس الأميركي عادة، ولم يشاهد جلسة مجلس الأمن يوم أمس (الثلاثاء)، وهي شريحة لا بأس فيها، تشمل من يعمل من الصباح حتى المساء، أو الطلاب، أو من حمى نفسه ولا يُتابع الأخبار أصلاً أو عزف عنها.
• جزء ثان، سمع بالأنباء، كما يسمع بأخبار ريف حماه، كما يسمع أخبار الانتخابات اللبنانية، يقرأ القشرة السطحيّة من الخبر، ويتابع مسيره وحياته وتمضية وقته بعد أن أنهكته الحرب.
يقول هذا الجزء « لن يمرّ علينا أقسى ممّا مر، ولن يكون هنالك أصعب من الأيام التي عشناها وعايشناها »
• جزء ثالث، مُهتم، ومتابع، ويشمل شريحة كبيرة من الصحافيين والإعلاميين، أو التجّار أو أصحاب « الأرزاق »، ومن يهمّه سعر صرف الدولار، بالإضافة لشريحة لا زال فيها رمق ملاحقة الأخبار، ومتابعة آخر الأحداث، وبعضُ الأمّهات.
• ليس لدي إحصائيات أو نسب دقيقة حول نسبة كل شريحة، لكن الوضع في دمشق بشكل عام، روتيني للغاية، لا شيء تغيّر عن الأيام الماضية، بمعنى: أنني لم ألحظ أن عوائل -على سبيل المثال- سافرت أو تنوي السفر إلى خارج البلاد، لم أشاهد أحداً اشتري « 10 ربطات خبز » أو مونة إضافيّة، وبحكم سكني في دمشق القديمة، لاحظتُ أن أماكن السهر « مولعة » هذه الليلة، كما الليالي التي سبقتها، ولا حواجز إضافية، ولا استنفار أمني، ولا أصوات سيارات إسعاف…. الخ.
• لا أدري هل هو استسلام، أو تكيّف ميداني، أو عدم اكتراث.. الخ، لكن لا شيء أكثر من الكلام والكتابة عن الموضوع، دون أثر ملموس أو مخاوف حقيقية لها انعكاسات على الأرض.
• الموضوع أخذ أبعاداً إعلامية أكثر بكثير من الأبعاد الميدانية (حتى اللحظة) وكثرت الإشاعات والأقاويل (كالعادة)..
• عموماً، الصباح رباح، و »يا خبر اليوم بفلوس.. بكرا ببلاش »
Laisser un commentaire