الرئيس اللبناني ميشال عون : يجب اعادة الوحدة الى الصف العربي واجراء مصالحات حقيقية
جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقوف لبنان الى جانب وحدة الدولة العراقية، ارضاً وشعباً ومؤسسات، ورفض كل ما يمكن أن يمس بهذه الوحدة، وتعريض وجود العراق ومستقبل شعبه للخطر. وشدد من جهة ثانية، على أهمية تبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بمكافحة الارهاب، وضرورة بذل جهود دولية موحدة في هذه المواجهة، ضمن مقاربة تنهي تهديدات الارهاب، وتعالج اسباب هذه الظاهرة البغيضة. وأكد الرئيس عون على وجوب اعادة الوحدة الى الصف العربي واجراء مصالحات حقيقية، مع الحفاظ على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وإذ اعرب رئيس الجمهورية عن استعداد الشركات اللبنانية بما تملكه من خبرات واسعة، والمستثمرين اللبنانيين، للمساهمة في ورشة اعادة اعمار العراق، فإنه لفت الى ان الآفاق بين لبنان والعراق تبدو واعدة لوضع خطط تعاون واتفاقيات تخدم مصالح البلدين. من جهته، دعا رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي توحيد الجهود من اجل القضاء على الارهاب بشكل نهائي، والتحرك باتجاه التنمية الاقتصادية والتعاون في مجالات التكامل الاقتصادي بين الدول والشعوب، أن نجاح العراق في كشر الارهابين أنقذ بلده والعالم لأن هذا التهديد وجودي لكل الدول. وأعرب العبادي عن الرغبة العراقية في مساعدة لبنان في مختلف الظروف التي يمر بها، مؤكداً حرص العراق على تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، واستعداد الحكومة العراقية لبذل أي جهود ممكنة يطلبها لبنان في سبيل ذلك. مواقف الرئيس عون ورئيس الوزراء العراقي جاءت خلال مؤتمر صحافي مشترك عقداه مساء اليوم عقب محادثات موسعة بين الجانبين اللبناني والعراقي في قصر سندباد، مقر رئاسة الحكومة العراقية في بغداد. وكان في استقبال الرئيس عون لدى وصوله الى الباحة الخارجية للقصر الحكومي مدير مراسم رئاسة الحكومة السيد حسنين الشيخ، توجه بعدها الى مدخل القصر حيث كان في استقباله رئيس الحكومة العراقية الدكتور العبادي مرحّباً به. وبعد انتهاء مراسم الاستقبال، والتقاط الصور التذكارية، انتقل الرئيس عون ورئيس الحكومة العراقية د.العبادي الى القاعة الملكية في القصر، حيث صافح رئيس الجمهورية اعضاء الوفد العراقي المشارك في المحادثات الموسعة، وضمّ وزراء الداخلية قاسم الاعرجي، الثقافة فرياد راوندزي، التخطيط سليمان الجميلي، الاعمار والاسكان آن العاني، النائب عباس البياتي، مدير مكتب رئيس الوزراء نوفل الحسن، رئيس ديوان الرقابة المالية د. صلاح نوري، السفير العراقي في لبنان علي العامري، ومدير مكتب الاعلام في رئاسة الوزراء وعدد من المسؤولين العراقيين. فيما صافح رئيس الوزراء العراقي اعضاء الوفد اللبناني الذي ضم وزراء: الصناعة حسين الحاج حسن، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، السياحة اواديس كدنيان، النائب اغوب بقرادونيان، السفير علي حبحاب، والمستشارين: الوزير السابق الياس بو صعب، السيدة ميراي عون الهاشم، إضافة الى المديرة العامة لوزارة العدل القاضية ميسم النويري ورئيس مجلس رجال الاعمال اللبناني-العراقي عبد الودود نصولي ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية الاستاذ رفيق شلالا. واستهل العبادي المحادثات بالترحيب بالرئيس عون في العراق مؤكداً أن هذه الزيارة ستعزز العلاقات الثنائية بين البلدين وتفتح المجال امام المزيد من التعاون، لاسيما وأن لبنان والعراق واجها ظروفاً مماثلة في مكافحة الارهاب، وحققا انتصارات وانجازات في هذا المجال. وتحدث العبادي ايضاً عن الرغبة العراقية في مساعدة لبنان في مختلف الظروف التي يمر بها، كما تطرق البحث الى المواضيع ذات الاهتمام المشترك، فأكد الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، واستعداد الحكومة العراقية لبذل أي جهود ممكنة يطلبها لبنان في سبيل ذلك. ورد الرئيس عون شاكراً الرئيس العبادي على عاطفته، مؤكداً على رغبة لبنان في ترسيخ اطيب العلاقات مع العراق وتطويرها خصوصاً وأن العلاقات التاريخية بين البلدين كانت دائماً علاقات مودّة وتنسيق في المجالات كافة. واشار رئيس الجمهورية الى ان الروابط الشعبية بين البلدين هي روابط متينة ايضاً وتحتاج الى مزيد من التفعيل لتمتينها أكثر فأكثر. ثم تم التطرق الى الوضع في المنطقة في ضوء التطورات القائمة، لاسيما في ما يتعلق بالازمة السورية والاستعدادات الجارية للوصول الى حل لهذه الازمة. كما تحدث الرئيس عون عن التهديدات والاطماع الاسرائيلية البحرية والبرية بلبنان والتحرك الجاري لمواجهتها وموقف لبنان الموحد والصارم إزائها ولاسيما خلال زيارة وزير الخارجية الاميركية ريكس تيليرسون للبنان ومساعده لشؤون الشرق الادنى دايفيد ساترفيلد. ثم تناول الجانبان العلاقات الاقتصادية، والتعاون في هذا المجال خصوصاً بالنسبة الى الصناعة اللبنانية، مع التأكيد على ضرورة تسهيل وصول المنتجات اللبنانية الى العراق كما أثيرت ايضاً خلال المباحثات الصعوبات التي تواجه نقل البضائع اللبنانية من لبنان الى الخارج بسبب اقفال المعابر البرية، والاتصالات الجارية بهدف فتح أحد هذه المعابر. ومن ثم تناول البحث موضوع العراقيين النازحين في لبنان وحقوق بعض الشركات اللبنانية التي قامت بأعمال في العراق ولم تتلق حتى الآن مستحقاتها،وأعطى الرئيس العبادي توجيهاته الى الوزراء المعنيين بمتابعة هذا الامر من النواحي القانونية والاقتصادية وايجاد السبل اللازمة للحل والتجاوب مع حاجات اصحاب هذه الشركات والمستثمرين اللبنانيين. وتلا المحادثات مؤتمر صحافي مشترك استهله د. العبادي بالكلمة الآتية
« أرحب بفخامة الرئيس ميشال عون والوفد المرافق له في بغداد. لقد بحثنا في هذا اللقاء في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مجالات الاقتصاد والتجارة والاعمار. وأكد أن كلا بلدينا تعرضا لهجمات ارهابية خطيرة ومحاولات زعزعة الامن من داعش وغيرها باستخدام الطائفية والخلافات لتهديم البلد ولكنهم فشلوا. لقد نجحنا في العراق في مواجهة الارهاب وفي كسر الارهابيين فأنقذنا بلدنا والعالم لأن هذا التهديد هو وجودي لكل الدول التي عانت من هذا الارهاب وللمنطقة جمعاء. وطرحنا رؤيتنا في ما يتعلق بالاستقرار في المنطقة وضرورة ملاحقة الارهاب مجتمعين، لأنه يقصد أن يخلّ بأمن مجتمعاتنا ودولنا وبالتالي يجب ان نتوحد من اجل القضاء عليه بشكل نهائي، والتحرك باتجاه التنمية الاقتصادية والتعاون في مجالات التكامل الاقتصادي بين الدول والشعوب وتعزيز المصالح بينها لتحقيق شراكة حقيقية تمكن هذه الدول من احتلال مكانة متقدمة. وختم العبادي بالقول: »أرحّب مرة ثانية بفخامة الرئيس ميشال عون والوفد المرافق له، وإن شاء الله الى مزيد من تعزيز وتكامل للعلاقات بين البلدين من اجل مصلحتنا جميعا ثم ردّ الرئيس عون بالكلمة التالية
سُعدت اليوم باللقاء بكم في زيارتي الرسمية الى العراق الشقيق، حيث أجرينا محادثات ودية ومثمرة، ستؤسس بلا شك لدفع العلاقات الثنائية بين بلدينا صوب مستويات جديدة، وتطوير تعاوننا في مختلف المجالات، وخصوصاً على الصعيدين الاقتصادي والانمائي. عرضنا مع الدكتور العبادي بشكل عملي امكانات هذا التعاون، لاسيما وأن بلدينا مرا بظروف مشابهة، وعاشا تحديات أمنية واقتصادية وسياسية أثرت على مسيرة الانماء والنهوض والازدهار لشعبينا. أما اليوم، وقد بدأ العراق يسير على طريق التعافي، ولبنان نجح على مسارات مختلفة في ترسيخ أسس الدولة، وتعزيز التفاف شعبه حول مؤسساته الدستورية، فتبدو الآفاق واعدة بين لبنان والعراق لوضع خطط تعاون واتفاقيات تخدم مصالح البلدين. وقد لمست من دولة الرئيس كل ترحيب وحماسة، واكدنا على ضرورة تفعيل نتائج هذه المحادثات بشكل عملي، وعبر الوزارات والمؤسسات المعنية في بلدينا في اقرب فرصة ممكنة وعلى الصعيد السياسي، جددت وقوف لبنان الى جانب وحدة الدولة العراقية، ارضاً وشعباً ومؤسسات، ورفض كل ما يمكن أن يمس بهذه الوحدة، وتعريض وجود العراق ومستقبل شعبه للخطر. كما جرى عرض لما حققه بلدانا في الحرب على الارهاب، بعدما شهدت الأشهر الأخيرة تسجيل انتصارات ساحقة على الارهابيين، وتنظيماتهم، وخلاياهم، ومواردهم، إن كان في العراق أو في لبنان. وشددنا في هذا السياق، على اهمية تبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بمكافحة الارهاب، وضرورة بذل جهود دولية موحدة في هذه المواجهة، التي يجب أن يتضافر لها عمل دولي مشترك ضمن مقاربة تنهي تهديدات الارهاب، وتعالج اسباب هذه الظاهرة البغيضة. وتطرقنا أيضاً إلى الوهن الذي اصاب العالم العربي برمته، نتيجة الحروب المشتعلة على أراضيه، والانقسامات والخلافات بين عدد من الأشقاء، مما افقد دولنا قدرتها على التأثير على مجريات الأحداث الاقليمية والدولية. وشددنا على وجوب اعادة اللحمة الى الصف العربي واجراء مصالحات حقيقية، مع الحفاظ على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وهنأت الدكتور العبادي على النتائج التي حققها مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق الذي عقد مؤخراً، والأثر الاقتصادي والانساني الكبير الذي يمكن ان يتركه على مستقبل بلاده. وابديت له استعداد الشركات اللبنانية بما تملكه من خبرات واسعة، والمستثمرين اللبنانيين، للمساهمة في ورشة البناء واعادة الاعمار. وكانت لي فرصة لتوجيه تحية الى الشعب العراقي، ولأتمنى له كل السلام والازدهار في المرحلة المقبلة التي تعد بصفحة جديدة في تاريخ العراق تعيد لهذا البلد دوره الحضاري والثقافي والسياسي في المنطقة والعالم. أختم بتوجيه شكري الى دولة الرئيس الدكتور العبادي على حرارة الاستقبال والضيافة، وتمنياتي له بالتوفيق في مسيرة النهوض والاصلاح والاعمار في بلده
Laisser un commentaire