أيادي خارجية تحرك اصحاب القمصان البيضاء في مظاهرات ايران
علاء الرضائي – في رصد مهني لعوامل الشغب التي شهدتها بعض المدن الايرانية والتي بثتها بعض وكالات الانباء الايرانية هناك اشخاص يرتدون نفس الملابس ويدخلون المظاهرات السلمية، لكن هؤلاء المندسين وفي لحظة ما يتحولون الى الاعنف ويبدأون باعمال مثيرة وعدائية مثل تحطيم زجاج مواقف الباصات وواجهات المصارف واقتلاع السياجات وتدمير الممتلكات واشعال حاويات النفايات ولربما قتل المتظاهرين.. انهم اصحاب القمصان (سويت شيرت) البيضاء الذين ينتمون الى فئة عمرية واحدة (25 ـ 30 سنة).. والتي تذكر بوحدات الخوذ البيضاء التي أنشأها داعمو الارهاب في سوريا! لقد كان واضحا جدا ان العجز الاميركي والغربي في المواجهة العسكرية مع ايران سيقودهم نحو التخريب الناعم والعمل الاستخباري والارهابي، فهؤلاء اساتذة في التخريب والارهاب واثارة المشاكل.. وهو ما تعرفه ايران جيدا منذ قيام ثورتها ومع تباشير النصر. الامر الاخر، هو هستيريا الفشل التي اصابت اركان المشروع الاميركي الصهيوني في المنطقة، من السعودية والامارات وتركيا في كل من العراق وسوريا ولبنان.. وسقوطها في مستنقعات لن تخرج منها بهذه البساطة بسبب العدوان على اليمن واحتلال البحرين والصلف الصهيوني في المضي بتهويد القدس وهرولة الرجعيين العرب نحو التطبيع… هذا الفشل الذي يرون ان سببه الاساس هو ايران والنموذج المقاوم والواعي الذي تبثه بين شعوب المنطقة. الى ذلك اثبتت تجربة العقوبات الذكية ان الوضع الاقتصادي هو المنفذ الاساس الذي يمكنهم من خلاله الوصول الى الداخل الايراني من اجل استنهاض فتن ومشاكل اخرى، لانهم جربوا موضوعين
الاول، الفتنة القومية منذ بداية الثورة في كرىستان وخوزستان لكنها فشلت بسبب حنكة قيادة الثورة ووعي الايرانيين الذين يجهلون هذه المفاهيم العرقية في فهمهم القومي، نعم الايراني يعتز كثيرا بايرانيته، لكن فهمه لايرانيته يشتمل على أسطورتي رستم، السيستاني في شرق ايران، وفرهاد الكرمانشاهي في غرب ايران.. ابطاله ينتمون الى مختلف القوميات من الاذريين في شمال غرب ايران حتى المكرانيين في جنوب شرق البلاد.. والثاني، الفتنة الطائفية التي رفضها الاخوة السنة قبل الشيعة حتى كان السني الايراني يذهب للدفاع عن المراقد المقدسة في سوريا، وذلك رغم كل الدعاية الوهابية والتكفيرية وضعف الاعلام الايراني في هذا المجال… لذلك كان المدخل هو الوضع الاقتصادي، طبعا ضمن مشروع حرب ناعمة واسع جدا ومحاولات لاخلاء البلاد من عقولها ورؤوس اموالها، وتغيير القيم المجتمعية وخاصة الاسلامية منها بدعوى ان الاسلام دخيل على هذه البلاد الضاربة في القدم والتي كانت قواتها وثقافتها تحكم وتسيطر على نصف العالم القديم.. هذا المشروع التخريبي متداخل ومعقد جدا.. فالسعودية التي تدعي خدمة الحرمين الشريفين والتوحيد الخالص من الشرك!.. ومعها الامارات التي ترفع شعارات العروبة رغم انها اكبر المهرولين للتطبيع مع الصهاينة، تدعم الاتجاهات الالحادية والقومية الشوفينية في المعارضة الايرانية والدعايات التجارية التي تبث من القنوات المناوئة للثورة في الولايات المتحدة تأتي معظمها ان لم نقل جميعها من الامارات!! واضح ان العمل تخريبي بامتياز لانهم يدعمون الشيء ونقيضه في آن واحد.. التكفيريون السنة والخرافيون الشيعة والشوفينيون الايرانيون والآذريون والعرب والاكراد!! الاحداث الاخيرة وطريقة بعض الافراد في جرّ قوى الامن الداخلي الى الصدام، والاساءة الى المقدسات الدينية والوطنية وسرعة استخدام العنف يبين بوضوح من هي الجماعة التي تقف وراءه.. والتي تعتبر الى جانب التكفيريين في حدود سيستان وبلوشستان والانفصاليين المسلحين على حدود كردستان أهم مجموعة ارهابية يمكن ان يعوّل عليها آل سعود والصهاينة والغرب.. لكن لسوء حظ هؤلاء فان هذه الجماعة منبوذة في ايران، لاسباب متعددة: اولا، انتهازيتها فهي بدأت شيوعية وانتهت في احضان الامبريالية الاميركية والرجعية السعودية!، ثانيا، قتلت في اعمالها الارهابية 17 الف مواطن، بعضهم من الشباب قتلوا وجرى اغتيالهم لمجرد انهم كانوا ملتحين او بيدهم مسبحة او خارجين من مسجد بعد الصلاة!، ثالثا، وهذه التي لا يغفرها العقل الايراني ولا تنمحي من الذاكرة الايرانية القوية، هو تعاونها مع صدام حسين خلال حربه وعدوانه على ايران، وبالتالي مشاركتها في دماء الشباب الذين سقطوا على جبهات الحرب دفاعا عن تراب وطنهم والمدنيين الذين سقطوا في الهجمات الجوية والصاروخية وحتى الكيماوية التي شنها طاغية العراق المقبور. هذه الجماعة المنافقة هي الحليف الرئيس اليوم لعصابات تركي الفيصل وثامر السبهان وخالد بن محمد بن زايد ومن ورائهم محمد بن سلمان ومحمد بن زايد.. ومداخلها ومراكزها معروفة لقوى الامن والمخابرات الايرانية، التي استطاعت في اغرب عملية استخبارية الامساك بمتزعم ما يسمى بجيش العدل عبد المالك ريغي وانزال طائرته بعد اقلاعها من دبي!.. وهي جميعا مخترقة امنيا حسب العديد من الشواهد والاحداث. لايمكن انكار المشاكل الاقتصادية الموجودة وسوء الادارة في بعض القطاعات وخاصة في قطاع المال والمصارف.. كما انه لا يمكن وصف جميع المحتجين بالمشاغبين والمخربين، فالدستور يكفل التظاهر السلمي للمطالبة بحقوقهم وهو ما نشاهده باستمرار امام العديد من مؤسسات الدولة وفي بعض الساحات على مدى ايام السنة، حتى من يقوده الانفعال الى بعض الاعمال قد لا يكون يشعر بخطورة ما يقوم به.. لكن المتصيدين في الماء العكر ومن يقف وراءهم يجب ان يختلف حسابهم. ما دامت الحرب امنية واستخبارية وتدميرية، يجب قص اجنحة الشر وقطع اظافر الرذيلة المتمثلة بالنظامين السعودي والاماراتي وباسرع وقت والكف عن مداراة الطغم الحاكمة في الرياض وأبوظبي والكيان اللقيط في فلسطين المحتلة. وتذكروا دائماً.. ما ترك قوم حرّ السيف، لا غزي قوم في عقر دارهم، الاّ ذلوا، والثورة الاسلامية ثورة الكرامة والاباء لم تعرف ولن تعرف الذل بعون الله وهمة عباد الرحمن
Laisser un commentaire