استمرار الولايات المتحدة في سياسة الفوضى الخلاقة
أعلن رئيس إدارة العمليات الرئيسة في الجيش السوري اللواء علي العلي للصحافيين أن الولايات المتحدة سلمت إلى الإرهابيين، خلال الفترة من 5 يونيو/حزيران إلى 15 سبتمبر/أيلول، 1420 شاحنة محملة بالأسلحة. وبحسب قوله، كانت هذه الأسلحة، كما يدعون، مرسلة إلى المعارضة السورية « المعتدلة »، ولكنها في النهاية وقعت بيد « داعش » و »جبهة النصرة ». وأضاف موضحا أن هذه الأسلحة ترسلها للمسلحين شركتان أمريكيتان، تساهمان في برنامج البنتاغون الخاص بتسليح حلفاء الولايات المتحدة. وتُنقل هذه الأسلحة إلى شبه الجزيرة العربية بواسطة السفن، ومن هناك تنقل إلى سوريا عبر المناطق الحدودية التي لا تقع تحت سيطرة القوات الحكومية. ويذكر أن مسلحي « جبهة النصرة »، الذين هاجموا وحدة للشرطة العسكرية الروسية في نقطة المراقبة بإدلب يوم 18 سبتمبر/أيلول الماضي، استخدموا في هجومهم أسلحة مصدرها الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا، ومع ذلك لم يحققوا أهدافهم وتكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. وكان المتحدث الرسمي باسم البنتاغون ايريك باهون قد اعرب عن « شكوكه » بنجاح روسيا وإيران وسوريا في دحر « داعش »، وقال « إلى الآن لم يستعرض الجيش السوري بالاشتراك مع روسيا نجاحات طويلة الأمد في استعادة الأراضي التي يسيطر عليها « داعش » ». بيد أنه أكد أن القوات الأمريكية مستمرة في « محاربة الإرهابيين في سوريا »، ولم تتوقف عن دعم الحلفاء. وأشار أيضا إلى أنه إذا فقد « داعش » جميع الأراضي التي يسيطر عليها حاليا، فإن الإرهابيين سوف « يقومون بعمليات تخريبية خطرة وهنا تجدر الإشارة إلى أن الخارجية الروسية قد حذرت واشنطن من « رد قاس » على محاولات إنقاذ « داعش » من الهزيمة وقد رد نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي (الدوما) يوري شفيتكين على المتحدث باسم البنتاغون بقوله إن « تصرفات الولايات المتحدة لن تؤدي أبدا إلى هزيمة « داعش »، لأن واشنطن ترى في هذه المنظمة الإرهابية أداة لبلوغ أهدافها الجيوسياسية، وليست منظمة عدوة ». كما أعلن عدد من المسؤولين في روسيا أن الولايات المتحدة « أخطأت في حساباتها ». في حين وافق العديد من المعلقين على أنها بلغت مستوى عاليا في خلق ودعم « الفوضى الخلاقة »، وباستطاعتها تزويد « داعش » والمجموعات الإرهابية الأخرى بالأموال والمسلحين والمعدات من دون النظر إلى خسائرها في ساحات القتال. ومع هذا، بدأت الولايات المتحدة تفقد تدريجيا مواقعها في الشرق الأوسط. فبعد أن حققت مهارة فائقة في التعامل مع الإرهابيين، تخاصمت مع حلفائها الرئيسين في المنطقة.فقد أصبح معلوما يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أن تركيا أوقفت منح التأشيرات لمواطني الولايات المتحدة، وردت واشنطن بالمثل. كما قررت المملكة السعودية شراء منظومات « إس-400 » الصاروخية الروسية. ولكن هذا لا يعني قطع العلاقات مع واشنطن، بل إن امتلاك منظومات الدفاع الجوي الفعالة ضد الطائرات الأمريكية، بحسب المراقبين، سيقلل من دورها كأداة مطيعة لواشنطن في المنطقة.
Laisser un commentaire