نكاية بترامب اردوغان يعزز علاقته بروسيا
تواصل وسائل الإعلام التركية طرح الأسئلة عن بواعث زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئة إلى أنقرة ويخلص المحللون الأتراك إلى استنتاج بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي استاء من الرئيس الامريكي المتعجرف دونالد ترامب، قرر نكاية بواشنطن أن يعزز علاقته مع صديقه فلاديمير ويشير الإعلاميون الأتراك إلى إحدى ميزات رئيس بلادهم، وهي صعوبة تقبله الانتقاد وتلقيه إياه بمشاعر مؤلمة. وإذا كان ذلك النقد مصحوبا بإهانة له، فإنه لا يغفر لمن ارتكب ذلك بحقه، ويلجأ الى الانتقام. وهكذا، لم يتمكن أردوغان من توطيد علاقته مع أنغيلا ميركل ودونالد ترامب. « السيدة الحديدية » الألمانية كانت لجوجة في تلقينه دروس في الديمقراطية ومبادئها، لهذا دفعت ثمنا باهظا لمساعيها، وقارن أردوغان سياستها بأفعال ألمانيا الهتلرية. وبالطبع لن يغامر الزعيم التركي « بالإنعام على » الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإهانات مثيلة، ولكن أردوغان لم يغفر للرئيس ترامب خيانته له. فقد طلب أردوغان من الرئيس الأمريكي خلال اجتماعهما في المكتب البيضَوي، أن يلغي على الفور الأمر بتسليح المتمردين الكرد في سوريا، والذين تعدُّهم أنقرة « إرهابيين ». ترامب وعده بمراجعة هذا الموضوع. ولكن، ما إن غادر الرئيس التركي واشنطن، حتى أوعز دونالد ترامب بإرسال توريدات سخية من الأسلحة إلى الكرد. وقد دفنت خطوة ترامب هذه الأوهام الأخيرة لدى الرئيس التركي بشأن صدق واشنطن، ودفعت الرئيس التركي إلى الاستدارة نهائيا نحو موسكو. ولكي ينتقم من دونالد ترامب بسبب غطرسته في التعامل مع حليفه في الناتو العسكري، اتفق أردوغان مع بوتين على شراء أحدث منظومات الدفاع الجوي الصاروخية الروسية « إس-400 ». وكان حساب الرئيس التركي دقيقا: بالكاد استطاع البيت الأبيض كظم غيظه بسبب قرار أنقرة. وإضافة إلى ذلك، اتفق الرئيسان على تقسيم سوريا إلى مناطق وقف تصعيد.و على رفض خروج كردستان من قوام العراق: « نحن اتفقنا على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي العراق »، – كما ذكر أردوغان بعد انتهاء اللقاء. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف ردا على انتقادات من واشنطن إنه « لا يحق لأحد أن ينتقد روسيا وتركيا بسبب التعاون العسكري-التقني بين البلدين، والذي يتم بتوافق صارم مع معايير القانون الدولي، وليس موجها ضد دولة ثالثة »
Laisser un commentaire