كلمة حنا غريب في تظاهرة الأول من أيار 2017
تظاهرتنا اليوم في الأول من أيار، تظاهرة للاحتفال بعيد العمال العالمي، هو يوم أممي للاحتفال بالارث الانساني الذي حملته وستظل تحمله الطبقة العاملة العالمية، هو يوم للنضال من أجل مستقبل البشرية وتقدمها وتحسين شروط العمل والحياة للجميع، يوم العهد والوفاء للذين كتبوا بدمائهم وتضحياتهم ولادة هذا العيد في شيكاغو عام 1886، وحتى يومنا هذا، فتحية الى شهداء هذا العيد، الى شهداء الطبقة العاملة اللبنانية وحركتها النقابية، الى الذين سقطوا في ساحات الشرف والبطولة في تظاهرات الحركة الطلابية والريجي ومعمل الغندور ومزارعي التبغ وصيادي الأسماك. تحية الى شهداء المقاومة اللبنانية الوطنية والإسلامية اللذين سقطوا ضد الاحتلال الاسرائيلي وعداوانيته. الى قادة الحركة النقابية اللبنانية، قادة هذا الحزب في ساحات المواجهة، الى كل هذا التاريخ المجيد نقدم عهدا لهم من حزب الطبقة العاملة، الحزب الشيوعي اللبناني على متابعة المسيرة من اجل وطن حر وشعب سعيد. والتحية اليوم الى احمد سعدات ومروان البرغوثي والى جورج إبراهيم عبدالله والى جميع الأسرى الفلسطينيين في معركة الأمعاء الخاوية، كي تبقى فلسطين القضية المركزية ويبقى الصراع العربي – الإسرائيلي هو الأساس. والتحية لكم أيها القابضون على جمر المواجهة، المتمسكون بخيار التغيير الديمقراطي، اليكم أنتم ايتها الرفيقات والرفاق والاصدقاء والقوى والشخصيات المشاركة الذين لبيتم نداء عيد العمال فملأتم شوارع بيروت وساحاتها، والى اللبنانيين جميعا نتوجه اليوم في الأول من أيار كشعب مهدد في حاضره ومستقبله… ويُراد له ان يبقى في حال من العوز والفقر والجوع، وأسير الخوف والقلق، ورهينة المصالح الوضيعة التي لا تقيم وزنا لأحلامكم في الحصول على الحق بالعمل والسكن والنقل العام والرواتب والاجور وتأمين التعليم النوعي والمياه والكهرباء والبيئة النظيفة والطبابة والاستشفاء… اليكم نتوجه لنقول لكم، ولبنان يعيش ازمة نظامه السياسي الطائفي المتفاقمة والمتمثلة في فشل دولته وسلطته الحاكمة في معالجة اية مشكلة من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تهم اللبنانيين: لم يعالجوا اية مشكلة من مشاكلكم ومن مشاكل العمال والنساء والشباب وأصحاب الدخل المحدود: لا في ملف السلسلة للأساتذة والمعلمين والموظفين والمتقاعدين، ولا في النفايات ولا في الموازنة وقطع الحساب، ولا في ملفات السائقين والمتعاقدين والمياومين وجباة الأقراء وكذلكمزارعي التفاح وموظفي مستشفى بيروت الحكومي وملف حماية الصناعة الوطنية والإنتاج الزراعي وحماية اليد العاملة اللبنانية والضمان الاجتماعي. بل بالعكس، ضربوا حقوق المستأجرين وصغار المالكين، وسّعوا احتلالهم للأملاك البحرية، استخدموا السلسلة شماعة لرفع الأسعار وزيادة الضرائب على الفقراء مرارا وتكرارا، الغوا زيادة الضرائب على حيتان المال، ودعموها ب5.6 مليارات دولار ، وزادوا خدمة الدين العام وعمموا البطالة والفقر والهجرة وضربوا الخدمات العامة ورفعوا تكاليفها من المياه الى الكهرباء الى التعليم الى الصحة الى الاستشفاء وخفضوا معاشات التقاعد وأهملوا ضمان الشيخوخة وضربوا قطاع النقل العام، واستمروا بالتهريب في المرفأ والمطارواتفاقات التراضي ومحاصصة الثروة النفطية، عمموا ثقافة الفساد والافساد وهدر المال العام واستباحوا الطبيعة ولوثوها بالكسارات والمطامر من برج حمود الى الكوستا برافا ، واستمروا في اصطفافاتهم المذهبية وحوّلوا النقابات الى مجالس ملية ومكاتب حزبية، بعد ان صادروا قرارها النقابي المستقل، ومع ذلك، تقولون لنا ان مشروعكم هو مشروع بناء الدولة . فعن اية دولة تتكلمون؟ دولتكم هذه . دولة فاشلة من أساسها . وسلطتكم هذه . سلطة فاشلة مستبدة وفاسدة. ولابد من تغيير الاثنتين معا، وإقامة الدولة التي يريدها اللبنانيون، الدولة الوطنية الدولة الديمقراطية الدولة المقاومة، الدولة القادرة والسلطة القادرة على تحقيق مطالب اللبنانيين التي رفضتم تأمينها وتحقيقها على مدى سنوات وسنوات رغم كل التحركات والتظاهرات والاعتصامات.أما أنتم يا أصحاب الحقوق، يا من وقفتم في مواجهة حيتان المال والاحتكارات والفساد وقراصنة المال العام والمرابين والخارجين على القانون الذين يعبثون بأبسط قواعد الاستقرار الاجتماعي، كونوا على أهبة الاستعداد لمواجهتهم في الخامس عشر من أيار لمنعهم من التمديد لدولتهم وسلطتهم الفاشلة واستمرار مأساتكم لسنوات وسنوات. فجميع مشاريع القوانين التي يطرحونها من الستين الى التأهيلي الى المختلط وصولا الى ارنب الخامس عشر من أيار، تهدف جميعها لهم . متفقون علينا رغم خلافاتهم على الحصص في ما بينهم. متفقون على اقصاء مكونات حالة الاعتراض التي تصاعدت بفعل الحراكات والمواجهات الشعبية والنقابية والبلدية . ولما كنا نريد دولة وطنية علمانية ديمقراطية، طرحنا مشروعنا الانتخابي القائم على النسبية الكاملة خارج القيد الطائفي والدائرة االواحدة، الا اننا مدركون في الوقت عينه، أهمية تجميع وتوافق كل مكونات حالة الاعتراض الشعبي والنقابي لتعديل موازين القوى وتصعيد المواجهة، لذلك طرحنا مبادرتنا بضرورة تداعي الأحزاب والقوى والشخصيات اليسارية وغير الطائفية كافة، بمن فيها جمعيات وهيئات مدنية، الى الالتقاء في أقرب وقت قبل الخامس عشر من شهر أيار من اجل اسقاط كل مشاريعهم الانتخابية التقسيمية والتفتيتية وبلورة خريطة طريق للمواجهة . ان الأول من أيار والخامس عشر منه، محطتان نضاليتان تمثلان في مضمونهما اليوم وجهي الأزمة السياسية والاقتصادية –الاجتماعية التي تعصف بالبلاد. ولتكن تظاهرة الأول من أيار واحتفالات هذا العيد في المناطق، منصة لتصعيد الحراك الشعبي في الشارع وصولا الى ذروته فيالخامس عشر من أيار الحالي، وليكن الأول من أيار، يوما نستكمل المواجهة المفتوحة التي بدأناها ضد تحالف حيتان المال وسلطتهم السياسية الحاكمة ونظامهم السياسي الطائفي المذهبي يوما لتصعيد المواجهة ضد الخطاب الطائفي والمذهبي الهادف الى تقسيم اللبنانيين يوما لتوحيد كل اللبنانيين على أساس مصالحهم الوطنية والاقتصادية والاجتماعية وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية . يوما نجدد فيه العزم والإرادة على الاستمرار في النضال لمكافحة الفساد والرشوة والتهرب الضريبي يوما لاعتماد تعليم رسمي نوعي ومتطور و نظام ضريبي عادل وسلسلة رتب ورواتب واجور تلبي حاجات اللبنانيين، وتغطية صحية شاملة ونظام تقاعدي لكل العاملين في القطاعين العام والخاص يوما للمستأجرين وصغار المالكين والدفاع عن الضمان الاجتماعيودعم كل الذين يتحركون اليوم في الشارع من اجل حقوقهم، يوما لبناء حركة نقابية مستقلة تحت راية هذه المطالب المحقة. يوماً نجدد فيه نداء العودة الى كل الشيوعيين للمشاركة في ورشة استنهاض حزبنا؛ حزباً ثورياً للتغيير الديمقراطي . تلك هي رسالة الأول من أيار: نحن لسنا قطعانا مستسلمة، نحن شعب حر يستحق الحياة.
Laisser un commentaire