×

بحضور زعماء العالم.. كاتدرائية نوتردام تعيد فتح أبوابها

بحضور زعماء العالم.. كاتدرائية نوتردام تعيد فتح أبوابها

Spread the love

باريس ـ الفجر ـ شهدت  العاصمة الفرنسية باريس إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام، بعد خمس سنوات من الحريق. الحفل الذي جرى بحضور دولي لافت، كان تتويجًا لجهود ترميم ضخمة بتمويل من تبرعات تجاوزت 840 مليون يورو. في أجواء مفعمة بالأمل والفخر، أعلنت باريس السبت (السابع من ديسمبر/ كانون الأول)، أن كنيسة نوتردام، هذا المعلم التاريخي ذو الـ860 عامًا، عادت لتبث رسائل الأمل والإرادة من جديد أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن « امتنانه » لجميع من ساهموا في إعادة ترميم كاتدرائية نوتردام، التي أعيد افتتاحها بعد خمس سنوات من الحريق الذي دمر أجزاءً كبيرة منها. وفي كلمته خلال الاحتفالية، قال ماكرون: « أقف أمامكم … لأعبر عن امتنان الأمة الفرنسية. الليلة، تدق أجراس نوتردام مرة أخرى، مرسلة موسيقى الأمل إلى سكان باريس وفرنسا والعالم ». وشارك نحو أربعين من قادة الدول والحكومات والملوك والأمراء في هذه المراسم  بينهم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووريث العرش البريطاني الأمير وليام والملياردير إيلون ماسك .  ألقى ماكرون خطابًا أشاد فيه بالعمل الجماعي الذي أدى إلى ترميم هذا المعلم التاريخي

 الافتتاح

بدأت الاحتفالية بقرع رئيس أساقفة باريس لوران أولريش أبواب الكاتدرائية ثلاث مرات بصولجانه، تلتها ترانيم داخل الكاتدرائية. وقبل ذلك بدقائق، دقت أجراس نوتردام، مُعلنة بدء الاحتفالات التي تابعها مئات الحضور في الداخل وآلاف عبر الشاشات. خضعت الكاتدرائية لعملية ترميم دقيقة تضمنت إعادة بناء البرج والأقبية المضلعة وترميم التماثيل والزخارف. وأصبحت الأحجار البيضاء والزخارف الذهبية أكثر تألقًا من أي وقت مضى. وقال الأسقف أولريش: « الجميع كان يقول لي +أعيدوا لنا الكاتدرائية كما كانت  إلا أنها ستكون أجمل بكثير

 جهود عالمية 

ساهم في عملية الترميم أكثر من 250 شركة وحوالي ألفي حرفي من نجارين وبنائين وفناني الزجاج الملون، باستخدام تقنيات تقليدية. وأشاد المؤرخ داميان بيرن بهذه الجهود، مؤكدًا أن « نوتردام هي أكثر من مجرد نصب تذكاري فرنسي، إنها رمز عالمي يبث الطمأنينة في عالم دائم التغير ». بلغت تكلفة الترميم حوالي 700 مليون يورو، تم جمعها عبر تبرعات تجاوزت 840 مليون يورو من جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن تستقبل الكاتدرائية نحو 15 مليون زائر سنويًا بدءًا من العام المقبل. تُعتبركاتدرائية نوتردام، التي وُضع حجر أساسها عام 1163، رمزًا دينيًا وثقافيًا عالميًا. وبرزت أهميتها مجددًا بفضل الحملة العالمية التي جمعت التبرعات لإعادة بنائها. من المتوقع أن تستقبل الكاتدرائية حوالي 15 مليون زائر سنويًا

 عملية الترميم

بدأت عملية الترميم بتأمين هيكل الكاتدرائية وإزالة الأنقاض والسقالات المتفحمة، ليتم بعد ذلك إعادة بناء البرج والسقف باستخدام مواد وتقنيات تقليدية تتناسب مع الطابع التاريخي للكاتدرائية. كما خضعت الأجراس الثمانية في البرج الشمالي لعمليات تنظيف وترميم وأُعيد تركيبها في سبتمبر 2024، بالإضافة إلى تنظيف وترميم الواجهات الحجرية والنوافذ الزجاجية الملونة، بما في ذلك النوافذ الوردية الشهيرة، استعدادًا لإعادة الافتتاح

 تاريخ ممتد

تعد كاتدرائية نوتردام من أبرز المعالم التاريخية والدينية في فرنسا، حيث بدأ بناؤها منذ قرون وشهدت أحداثًا تاريخية هامة، منها تتويج الملوك الفرنسيين، مثل نابليون بونابرت. وتضم الكاتدرائية عددًا من الآثار الدينية النادرة، مثل إكليل الشوك الذي يُعتقد أنه كان على رأس المسيح، مما يجعلها مقصدًا للزوار من جميع أنحاء العالم. ألهمت الكاتدرائية العديد من الأعمال الأدبية والفنية، كان أبرزها رواية « أحدب نوتردام » للكاتب فيكتور هوغو، التي ساهمت في تعزيز مكانتها كرمز ثقافي

  المأساة

في 15 أبريل 2019، اندلع حريق ضخم في الكاتدرائية، مما أدى إلى انهيار سقفها وبرجها الشهير وألحق أضرارًا بقبّتها. رغم هذه الكارثة، استطاعت فرنسا أن تجمع المجتمع الدولي لإعادة بناء الكنيسة، ليعيد هذا المشروع الحياة إلى هذا المعلم التاريخي العريق ويجعله جاهزًا لاستقبال الزوار من جديد

التفاعل العالمي

عقب الحريق الكارثي الذي أتى على كاتدرائية نوتردام في 15 أبريل 2019، تناولت الصحافة الفرنسية الحادثة من زوايا مختلفة، معبرة عن مشاعر الحزن العميق والتأثر الواسع الذي شعر به الشعب الفرنسي والعالم بأسره. وصفت صحيفة « لو موند » الحريق بأنه « خسارة لا تُعوض »، مشيرة إلى أن الكاتدرائية ليست مجرد معلم تاريخي، بل رمز لروح فرنسا وقلب باريس. وتطرقت الصحيفة إلى التأثير الثقافي والديني لنوتردام، معتبرةً أنها تمثل « صلة بين الماضي والحاضر »، وأن الحريق « هزة للأمة الفرنسية ». وقال أحد المحررين فيها: « نحن لا نشاهد احتراق الحجر فقط، بل نشهد فقدانًا لأجزاء من هويتنا وتاريخنا ». صحيفة « لو فيجارو » بدورها وصفت الحدث بـ »الفاجعة الوطنية »، ونشرت تغطية واسعة للمشاعر التي اجتاحت الفرنسيين أثناء مشاهدة الحريق، حيث نقلت عن أحد الزوار قوله: « إنها جزء من طفولتي وذكرياتي. هذه الكنيسة جزء من حياتنا كفرنسيين »

كما سلطت الضوء على قصص من زوار أجانب كانوا يزورون الكاتدرائية وقت الحادثة، وكيف تأثروا بشكل عميق على الرغم من اختلاف ثقافاتهم. « ليبراسيون » من جانبها وصفت نوتردام بأنها « أحد الرموز العالمية للتراث الثقافي »، مشيرة إلى أن الحادث أثار حالة من الصدمة، ليس فقط في فرنسا، بل في مختلف أنحاء العالم. وذكرت الصحيفة أن الحريق يعد « تذكيرًا بقيمة وحساسية التراث الثقافي »، ناقلة عن كاتبة فرنسية قولها: « اليوم نفقد جزءًا من ذاكرتنا المشتركة، ونشعر بالحاجة الماسة إلى الحفاظ على ما تبقى منها ». ونقلت « فرانس إنفو »، القناة الإخبارية الفرنسية، مشاهد البكاء والتأثر من الناس في الساحات المحيطة بالكاتدرائية أثناء الحريق. وفي تغطيتها الحية، عرضت القناة صورًا لمواطنين فرنسيين وزوار أجانب كانوا يرددون الأغاني الدينية ويصلون على مقربة من الكاتدرائية، ويعبرون عن حزنهم العميق. كما نشرت « فرانس إنفو » تصريحات لزعماء دوليين عبروا عن تضامنهم، مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي قالت: « نوتردام ليست مجرد إرث فرنسي، إنها إرث أوروبي »، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصف الحادثة بأنها « مدمرة »، مؤكدًا أهمية نوتردام كرمز عالمي

Laisser un commentaire

francais - anglais ..