محطات تاريخية في سيرة سماحة الإمام موسى الصدر
وُلد في 4 حزيران 1928 في قُمّ وأُخفِيَ قسرًا في 31 آب 1978 في ليبيا.
1928
وُلد الإمام السيد موسى الصدر في مدينة قُمّ-إيران، من عائلة من كبار العلماء العامليين التي تعود جذورها إلى السيد صالح من قرية شحور العاملية في جنوب لبنان وإلى الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، والده المرجع آية الله السيد صدر الدين الصدر ووالدته السيدة صفية القمّيّ كريمة المرجع آية الله العظمى السيد حسين القمّيّ.
1934
تلقى علومه الابتدائية وأنهى دراسته الثانوية في مداراس قُمّ في العام 1947.
1941
دخل الحوزة العلمية وتابع تحصيل العلوم الفقهية وتدريسها وصولًا إلى درجة الاجتهاد في مدينة قُمّ المقدسة في العام 1954، دون أن ينقطع عن علومه المدرسية.
1942
نشر وهو في سن الرابعة عشر مقالًا تحت عنوان « إلى متى العذاب » في جريدة « استوار » باللغة الفارسية لشرح آلام وآمال الشعب الإيراني.
1950
التحق بجامعة طهران، كلية الحقوق، وكان من أوائل المعمّمين الذين تلقوا العلوم الحديثة في الجامعة وتخرّج حاملًا إجازة في الاقتصاد السياسي، كما استمر في الدراسة والتدريس في الحوزة.
1953
عمل مع آخرين من الشباب الجامعي على التصدي للدعاوى الرائجة آنذاك المعادية للإسلام كالماركسية وغيرها. كان من المتابعين لحركة تأميم النفط 1952، متواصلًا مع آية الله السيد أبو القاسم الكاشاني ورئيس حركة « فدائيان إسلام » الشهيد السيد نواب صفوي والذي كان يعقد اجتماعاته السرية آنذاك في منزل والده آية الله العظمى السيد صدر الدين الصدر.
1954
سافر إلى النجف الأشرف لمتابعة تحصيل العلوم الدينية العليا، وشارك في « جمعية منتدى النشر » وأصبح عضوًا في هيئتها العلمية، والتي كان من اهتماماتها عقد الندوات الثقافية ونشر أبحاثها ودراساتها.
1955
تزوّج من السيدة باروين خليلي كريمة الشيخ عزيز الله خليلي ورُزِقَ منها أربعة أولاد هم: السادة صدر الدين (1956) وحميد (1959) وحوراء (1962) ومليحة (1971).
زارَ مدينة صور-لبنان للمرة الأولى تلبية لدعوة الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين، والذي وصّى به خلفًا له، وأعاد الزيارة مرة ثانية سنة 1957.
1958
عاد إلى حوزة قُمّ العلمية وشارك في تأسيس مجلة « مكتب إسلام » كما تولى رئاسة تحريرها، وله فيها مقالات عدة. وكان لهذه المجلة، وهي أول مجلة ثقافية إسلامية صدرت في الحوزة العلمية في مدينة قُمّ، أثر مميز في تشكيل الوعي النهضوي في إيران.
1959
شارك مع آخرين (منهم: آية الله السيد محمد بهشتي، آية الله الشيخ أحمد آذري قمي، آية الله السيد ناصر مكارم الشيرازي) في تدوين مشروع إصلاح المناهج العلمية في الحوزة.
قدم إلى مدينة صور-لبنان حيث خَلَفَ فيها الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس) كعالم دين، وذلك بطلب من المؤمنين في لبنان وبتشجيع ومباركة من المراجع العِظام في النجف وقمّ وخاصة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد حسين البروجردي (قدس).
1961
أطلق عمله الاجتماعي المؤسساتي بدءًا بإعادة تنظيم هيكلية « جمعية البرّ والإحسان »، ومرورًا بإنشاء مؤسسات عامة تعنى بالشؤون التربوية، المهنية، الصحية، الاجتماعية والدينية. وقد أثمرت هذه النشاطات إنجازات عديدة، منها: إلقاء مئات المحاضرات في المراكز والمعاهد بهدف التوعية الاجتماعية والدينية، إعطاء المرأة دورًا أساسيًا في العمل الاجتماعي والتنموي بدءًا باستحداث دورات محو الأمية، القضاء على ظاهرة التسول في مدينة صور وضواحيها من خلال مشروع دعم يتضمن برامج صحية، اجتماعية وإنشاء صندوق الصدقة، ومهنية جبل عامل وأُسْنِدتْ إدارتها إلى الشهيد الدكتور مصطفى شمران وكان لها الدور الأساسي في تخريج المجاهدين الذين تصدوا للاعتداءات الإسرائيلية منذ بداياتها.
أرسل موافقة خطية أكد فيها جواز تسهيل إصدار قانون نقل الأعضاء لوزير الصحة صلاح سلمان، الذي سعى إلى إقرار هذا المشروع بعد إجراء أول عملية زرع كلوة في لبنان وبعد تبيّن نقص في القوانين التي ترعى نقل الأعضاء.
1963
شارك في قداس أقيم في صور عن روح قداسة البابا يوحنا الثالث والعشرين، وأبهر الحضور عندما أخذ يشرح رسالة البابا الراحل « السلام على الأرض » عن علاقة الإنسان بالدين.
حَضَرَ مراسم تتويج قداسة البابا بولس السادس وكان رجل الدين المسلم الوحيد الحاضر في هذه المناسبة. وساهمت لقاءاته في الفاتيكان وعرضه لمعاناة الشعب الإيراني وعلماء الدين في ظل حكم الشاه في إطلاق سراح الإمام الخميني من سجنه.
أعلن وبعد عودته من جولة قام بها في أوروبا واستمرت شهرين، أن هدف رحلته كان التعرف على الحضارات الجديدة والوقوف على مجالات التقدم فيها لجهة تطوير مناهج وأساليب العمل في المؤسسات الخيرية والاجتماعية.
1964
استَعَادَ جنسيته اللبنانية بناءً على مرسوم جمهوري أصدره الرئيس فؤاد شهاب.
باشر التعاون والعمل المشترك مع « الندوة اللبنانية » التي أشرف عليها الأستاذ ميشال أسمر، وساهمت في الحوار وبناء العلاقات وارتقاء الفكر وفتح الجسور الاجتماعية والدينية والسياسية، وضمّت العديد من الشخصيات الفكرية والثقافية والعلمية والاجتماعية والسياسية من الطوائف اللبنانية كافة، وألقى فيها محاضرات عدة منها: « الإسلام وثقافة القرن العشرين ».
1966
صدَّر لترجمة كتاب « تاريخ الفلسفة الإسلامية » للمستشرق هنري كوربان.
ألقى كلمة « الحرية لا تُصان إلّا بالحرية » في تأبين الصحافي كامل مروة.
عقد مؤتمرًا صحفيًا بيّن فيه الأسباب الموجبة لتنظيم الطائفة الشيعية وذلك بعد دراسات واستشارات وتحركات مكثفة ما أدى إلى إقرار مجلس النواب قانون إنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عام 1967. كانت هذه الخطوة مقدمة لحركة مطلبية إنمائية لبنانية عامة.
1967
حاضر في الجامعة الأميركية تحت عنوان « الإسلام وكرامة الإنسان »، ضمن سلسلة محاضرات بعنوان: « حول الله والإنسان في الفكر الإسلامي المعاصر » بمناسبة العيد المئوي للجامعة الأميركية.
بدأ جولة على أفريقيا للتعرف على الجالية اللبنانية وتفقد شؤونها والعمل على ربطهم بوطنهم، كما التقى بالرئيس العاجي أُفويه بوانييه وبالرئيس السنغالي ليوبولد سنغور وقدّم لهذا الأخير بإسم الجالية اللبنانية مساعدة رمزية للأيتام في السنغال. أثنى سنغور على بادرة الإمام مشيرًا إلى أنه يتتبع بكلّ اهتمام نشاطاته التي كان لها التأثير الكبير في بثّ شعور المحبة والإيمان بين المواطنين.
حاضر في جامعة دكّار أثناء زيارته إلى السنغال تحت عنوان « الجانب الاجتماعي في الإسلام »، بحضور مؤسسة طلبة المسلمين في دكار ولفيف من الجالية اللبنانية.
كتب مقدمة « حكاية العلم والدين » لكتاب « العلوم الطبيعية في القرآن » للكاتب الدكتور يوسف مروة وفيها شرح التلاقي بين العلوم والدين.
1968
حاضر في جامعة ستراسبورغ في فرنسا تحت عنوان « الشيعة الإمامية ».
صدَّر كتاب « فاطمة الزهراء: فصل من كتاب الرسالة الإلهية » للأديب سليمان كتاني، والذي فاز بالجائزة الأولى فن مسابقة عن السيدة الزهراء في النجف الأشرف.
فَتَحَ باب التبرُّع للثورة الفلسطينية بإقامته حفل إفطار وسبق ذلك استحصاله على فتوى من المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم بجواز صرف الحقوق الشرعية لدعم المقاومة.
1969
انتُخِب للمرة الأولى رئيسًا للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وأعلن برنامج العمل لهذا المجلس.
من جهة أخرى أعلن أن الطوائف المتعددة في لبنان نوافذ حضارية على جميع العالم وأكّد على التفاعل والعيش المشترك بينها.
وجَّه نداءً إلى المسلمين والمسيحيين والعرب تعليقًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة من قِبَل الصهاينة.
وجّه رسالة إلى مفتي الجمهورية اللبنانية فضيلة الشيخ حسن خالد، دعا فيها إلى جمع الكلمة لتوحيد الطاقات ولتنمية الكفاءات، واقترح عليه البدء بالعمل على توحيد الشعائر العبادية الإسلامية تمهيدًا للهدف الأسمى وهو الوحدة في الفقه، والمساعي المشتركة والموقف الموحّد في قضايا المسلمين عامة ولبنان خاصةً. وعليه، فقد تضمنت الرسالة اقتراحًا واضحًا بالاعتماد على الطرق العلميّة الحديثة لاكتشاف وجود الهلال في الأفق في زاوية محددة توصلًا لتحديد يوم العيد بصورة دقيقة.
1970
استأنف حملة تعبوية إعلامية للدفاع عن الجنوب في وجه الاعتداءات الإسرائيلية مطالبًا بتسليح المواطنين وتدريبهم للدفاع، ووضع قانون خدمة العلم، وتنفيذ مشاريع إنمائية مع دعوة الناس للصمود في قراهم وعدم النزوح.
انتُخبَ عضوًا دائمًا في المجلس الدائم لمؤتمر مجمع البحوث العلمية الإسلامية.
استقبل الرئيس المصري جمال عبد الناصر في منزله سماحة الإمام الصدر لمدة تزيد على ثلاث ساعات، وتمحور اللقاء حسب ما أبرزته كبرى الصحف المصرية عن قضايا الأمة العربية والإسلامية الراهنة لجهة تمتين الوحدة الإسلامية والعربية في سبيل توحيد الجهود في مواجهة العدوانية الصهيونية وتحرير فلسطين، كما وتمتين الوحدة اللبنانية والحرص على تأكيد تنظيم العلاقات بين لبنان والمقاومة الفلسطينية. وكان لهذا اللقاء الأثر الفاعل لاحقًا في هذه الأطر حيث أبرزت كبرى الصحف أن الرئيس عبد الناصر ودّع سماحة الإمام الصدر إلى باب سيارته مع تمنٍ عليه تمديد زيارته أسبوعًا للاحتفاء به.
أسّس « هيئة نصرة الجنوب » بمشاركة رؤساء الطوائف اللبنانية في الجنوب، وذلك لتدارس الأخطار المحدقة بهذه المنطقة، ومواجهتها.
دعا إلى إضراب سلمي وطني عام شمل لبنان بمناطقه كافةً تضامنًا مع فكرته الداعية إلى وقوف كلّ لبنان مع جنوبه. فاجتمع مجلس النواب وأصدر قرارًا بإنشاء « مجلس الجنوب » نتيجة لهذا الإضراب وبهدف تنمية الجنوب ورفع الحرمان عنه.
قام بجولة على بعض العواصم الأوروبية دعمًا للقضية الفلسطينية، وعقد مؤتمرًا صحفيًا في مدينة بون-ألمانيا الاتحادية في المقر التمثيلي للجامعة العربية، أوضح فيه حقيقة القضية الفلسطينية وندّد بمحاولات تهويد المدينة المقدسة.
في مقابلة صحافية في فرنسا قال: « إن مأساة فلسطين لطخة سوداء في الضمير العالمي، وإن نضال الشعب الفلسطيني هو دفاع عن الأديان وعن قداسة القدس، وإن إسرائيل دولة عنصرية توسعية، وإن لبنان بتعايش الأديان فيه ضرورة دينية حضارية ».
شارك في تشييع الرئيس المصري جمال عبد الناصر، والذي رأى فيه الإمام وحدة وآمال الأمة الإسلامية
تكلَّم عن إمكانية ثبوت هلال العيد بالوسائل العلمية الحديثة.
1971
ألقى محاضرة في كلية الشريعة في جامعة القرويين في مدينة فاس-المغرب (بدعوة من الملك الحسن الثاني) ضمن فعاليات سنوية، أطل فيها على المراكز والمؤسسات الدينية والثقافية في العالمين الإسلامي والعربي.
شارك في القاهرة في المؤتمر السادس لمجمع البحوث الإسلامية وقدّم بحثًا بعنوان « رعاية الإسلام للقيم والمعاني الإنسانية ».
زار جبهة السويس وأمضى فيها عدة أسابيع حيث اجتمع إلى العسكريين، وأمَّ الصلاة في أحد مساجد المدينة، ودعا إلى وجوب التمسك بالدين وإعلان الجهاد المقدس في سبيل تحرير فلسطين، كما اقترح مشروع « سندات الجهاد » لتفعيل المشاركة على المستويات الشعبية كافة في الجهاد لتحرير الأراضي المقدسة.
استقبل مفتي آسيا الوسطى وكازاخستان فضيلة الشيخ ضياء الدين باباخانوف والوفد المرافق له أثناء زيارتهم لبنان.
أرسل المخرج والمنتج مصطفى العقاد رسالة إلى الإمام الصدر لمراجعة نص سيناريو فيلم « محمد رسول الله »، وصدر على إثرها موافقة رسمية من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بعد إدخال تعديلات على النص.
أكد خلال حوار صحفي أن وجود الطوائف في لبنان خير مطلق، أما النظام الطائفي فشرٌّ مطلق أعطاه الإقطاع السياسي لون القداسة، ولذلك طالب بإلغائه.
على إثر العدوان الإسرائيلي على الجنوب، طالب بوجوب تأمين وسائل الدفاع الحديثة وتعميم الملاجئ وتحصين القرى.
وجّه رسالة إلى القس البريطاني هيربرت أدامز حول حقيقة وضع الإنسان في منطقة الشرق الأوسط، وضمّنها نداءً إلى مسيحيي العالم دعاهم فيه إلى التيقظ لخطورة ما يجري في فلسطين.
1972
أصدر الإمام الصدر تصريحًا في بلدة جويا-جنوب لبنان، حول الأخطار المترتبة على تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب. ودعمًا لصمود الجنوبيين كثّف الإمام الصدر تحركاته السياسية والإعلامية عبر: إصدار بيانات للرأي العام الوطني والعالمي، إلقاء المحاضرات والخطب في المساجد والكنائس والجامعات محذرًا من النتائج المترتبة على إهمال الدولة لتحمل مسؤولياتها تجاه الدفاع عن الجنوب وتنمية المناطق المحرومة.
زار الاتحاد السوفياتي على رأس وفد من علماء الشيعة، بدعوة من مفتي آسيا الوسطى وكازاخستان فضيلة الشيخ ضياء الدين باباخانوف، وصلى في جامع موسكو الكبير بحضور ألوف من المصلّين، وتحدث عن الشرق وأوضاعه واعتداءات إسرائيل وأطماعها فيه.
1973
أعلن في خطبة الجمعة أن السعي لتحرير فلسطين سعي لإنقاذ المقدسات الإسلامية والمسيحية وسعي لتحرير الإنسان، كما أنه نادى بعدم تشويه سمعة الله في الأرض، لأن الصهيونية بتصرفاتها تشوّه سمعة الله.
دعا إلى اعتماد النظام المدني المؤمن كبديل عن النظامين الطائفي والعلماني.
دعا إلى الجهاد عند اندلاع حرب رمضان، وقاد حملة تبرعات لنصرة المجاهدين.
1974
أقسم مئة ألف شخص معه في مهرجان بعلبك على عدم الهدوء حتى لا يبقى محروم أو منطقة محرومة في لبنان وأدّى ذلك إلى ولادة « حركة المحرومين ».
قدّم بحثًا تحت عنوان « الإمامة وعاشوراء » بدعوة من طلاب مدرسة الآداب العليا ضمن ندوة دراسية تحدث فيها عن معاني الشهادة وارتباطها بمعركة الحق ضد الباطل.
أقسم مئة وخمسون ألف شخص في مهرجان صور على متابعة المطالبة بحقوق جميع المحرومين.
صدرت « وثيقة المثقفين » المؤيدين لحركة الإمام الصدر المطلبية التي وقعتها 191 شخصية من قادة الرأي والفكر في لبنان، يمثّلون الفئات والطوائف اللبنانية كافة.
1975
ألقى عظة الصوم في كنيسة الآباء الكبوشيين تحت عنوان « الإنسان في حاجاته وكفاءاته »، حيث كان أول رجل دين مسلم يُلقي عظة في كنيسة.
صلّى على جثمان الشهيد معروف سعد في الجامع العمري في صيدا.
بادر إلى بذل المساعي والجهود لدى مختلف الأفرقاء لوأد الفتنة وتهدئة الوضع في لبنان، فوجَّه النداء تلو النداء محذِّرًا من مؤامرات العدو ومخططات الفتنة، ودعا اللبنانيين لحفظ وطنهم وفي قلبه مكان للثورة الفلسطينية.
في اجتماع الهيئة العامة للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بويع كرئيس للمجلس مدى الحياة بناءً على تعديلات المواد في قانون المجلس.
شكَّل « لجنة التهدئة الوطنية » والتي عُرفت بلجنة الـ 77 محدِّدًا خطوط تحركها العريضة بالمحافظة على التعايش واعتماد الحوار والوسائل الديمقراطية لتحقيق الإصلاحات ووجوب المحافظة على الثورة الفلسطينية، وكان أعضاؤها يمثلون القوى السياسية والطائفية والمناطقية على مستوى لبنان كافة.
احتجاجًا على استمرار الحرب الأهلية بدأ اعتصامًا في مسجد الصفا في الكلية العاملية-بيروت متعبدًا صائمًا وأنهاه في الأول من تموز بعد اشتداد المعارك في منطقة بعلبك-الهرمل موجّهًا نداءً إلى أهالي المنطقة وفي السياق تمّ تشكيل حكومة مصالحة وطنية تبنَّت مطالبه الشعبية. وتوجَّه بعدها إلى قرى القاع ودير الأحمر وشليفا في البقاع لفك الحصار عنها ووأد الفتنة الطائفية.
أعلن عن ولادة « أفواج المقاومة اللبنانية-أمل » في مؤتمر صحفي عقده لأداء دورها في تحرير الأرض والإنسان، بعد أن كانت قد خاضت معارك عدة ضد العدو الصهيوني.
ألقى بحثًا في الملتقى التاسع للفكر الإسلامي في تلمسان-الجزائر تحت عنوان « العدالة الاقتصادية والاجتماعية في الإسلام وأوضاع الأمة الإسلامية اليوم »، حول مفهوم الرؤية الإسلامية للعدالة.
دعا لعقد القمة الروحية لجميع رؤساء الطوائف اللبنانية في مقر البطريركية المارونية في بكركي، والتي كان لها أثر في تخفيف الاحتقان.
حذَّر في خطبة ألقاها في نادي الإمام الصادق في صور من أخطار ثلاثة ودعا إلى التصدي لها مهما كلّف الأمر: خطر التقسيم لأن التقسيم إسرائيل ثانية في قلب الوطن؛ وخطر الاعتداءات الإسرائيلية الذي يجب علينا وجوبًا شرعيًا وتاريخيًا ووطنيًا أن نقف للتصدي لها؛ وخطر تصفية المقاومة الفلسطينية. إن إسرائيل شرّ مطلق وخطر على العرب مسلمين ومسيحيين وعلى الحرية والكرامة.
1976
عمل جاهدًا على تقريب وجهات النظر بين القيادة السورية وقيادة المقاومة الفلسطينية مؤكدًا أن ذلك قدرهما، وأن الصدام بينهما سيؤدي إلى سقوط لبنان وتحجيم المقاومة، وإلحاق الضرر بسورية والقضية العربية وأن المستفيد الوحيد من كلّ هذا هو إسرائيل.
شارك في اجتماعات القمة الإسلامية اللبنانية في بلدة عرمون التي وافقت على « الوثيقة الدستورية » التي أعلنها رئيس الجمهورية سليمان فرنجية، واعتبرها مدخلًا للسلام والوفاق الوطني في لبنان.
عارض بشدة الدعوة إلى العلمنة والإدارات المحلية، واعتبر أنها تسلب الجماهير المؤمنة مكاسبها وتعبِّر عن ذهنية انفصالية تمهّد لتقسيم الوطن.
بذل الإمام جهودًا مكثفة مع الزعماء العرب في محاولة لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، كان نتيجتها انعقاد مؤتمر الرياض 16 تشرين أول وقمة القاهرة 25 تشرين أول ودخول قوات الردع العربية إلى لبنان.
1977
أكّد أن لبنان ضرورة حضارية للعالم، وأن التعايش اللبناني هو ميزة لبنان الخاصة، وأن السلام لقاء تاريخي محتوم بين الإسلام والمسيحية.
تقدَّم بورقة عمل تحمل مقترحات حول الإصلاحات السياسية والاجتماعية تدعو إلى إعادة بناء الوطن ومؤسساته متمسكًا بصيغة العيش المشترك ومواجهة الخطر الصهيوني، وأكّد فيها أن « لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ».
في مهرجان أُقيم بمناسبة مرور أربعين يومًا على استشهاد الدكتور علي شريعتي، أحد أبرز المفكرين الإسلاميين تأثيرًا في إيران، جدَّد دعمه للحركة الإسلامية في إيران.
1978
قام بجولة على السنغال وشاطئ العاج لتفقد الجالية اللبنانية ولافتتاح عدد من المشاريع الدينية والاجتماعية.
: وصل إلى لبنان بعد أن قطع جولته بسبب الاجتياح الإسرائيلي للبنان ليل 14-15.
نشر مقالًا في صحيفة « لوموند » الفرنسية حول تعاظم الانتفاضة الشعبية في إيران تحت عنوان « نداء الأنبياء ».
جَالَ على عدد من الرؤساء والملوك العرب إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان حيث وصل وأخويه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ الصحافي السيد عباس بدر الدين إلى طرابلس-ليبيا في 25 آب تلبية لدعوة رسمية من سلطاتها العليا وحُجزَ وأُخفِي قسرًا من بعد ظهر 31 آب وحتى اليوم.
ادعت ليبيا أن ضيوفها تركوا الأراضي الليبية متجهين إلى إيطاليا. كذَّب كِلا القضاءين الإيطالي واللبناني هذا الادعاء بعد تحقيقات مطولة ونفيا دخول أيّ من الثلاثة موانئ إيطاليا البحرية والبرية والجوية.
منذ ذلك اليوم، تبحث عائلة الإمام وأصدقاؤه ومحبوه عن وضع نهاية للإخفاء القسري للإمام وأخويه في ليبيا، بكلّ الوسائل وخاصة القانونية والقضائية المتاحة.
هذا التحرك والمتابعة المستمرة والحثيثة للعائلة وبدون كلل، خاصة عبر القنوات الرسمية والقضائية اللبنانية والإيطالية وغيرها، أحبطت مقاومة النظام الليبي السابق ليعترف القذافي بجريمة خطفه للإمام ورفيقيه في ليبيا.
ومنذ قيام الثورة، والوضع السياسي المتأزّم يزيد من صعوبة الوصول إلى النتيجة المرجوة رغم وعود السلطات الليبية الجديدة بالتعاون مع السلطات اللبنانية في هذه القضية.
أقوال السيد موسى الصدر
٭ إنّ المقاومة ليست مجموعة عصابات مخرّبة يستعملهم لبنان لإزعاج إسرائيل، بل إنّهم أصحاب حقّ ومظلومون.
٭ نحن أمام أمرين: إمّا الخنوع والتشكيك والاستسلام، والقيل والقال. وإما سلوك الخطّ القويم، الطريق الواضح المتمثّل بالدفاع والمقاومة والإستشهاد.
٭ التمسّك بالرسالة الإلهيّة عن قناعة ووضوح ورؤية لا يعتبر عاراً إنّما العار أن يتهرّب الإنسان من الحقّ لمجاراة الناس في باطلهم، أو خوفاً من مواجهتهم.
٭ صحيح أنّنا نتعرّض للصعوبات والإعتداءات، ولكنّنا أيضاً لا نزال نملك دماً يدافع، وهمّة ترفض، وقول: لا. كيف كان تاريخنا؟ كيف كان قادتنا؟ كيف كان رجالنا؟ كانوا وحدهم في التاريخ يقولون للإمبراطوريّات: لا لا!!
٭ إنّني لا أعترف بالحسينيّة إلا إذا خرَّجت أبطالاً يقاتلون العدوّ الإسرائيليّ في الجنوب.
٭ لا نريد ولن نرضى أن ننتظر حتّى تُحتلّ أرضنا وبعد ذلك نؤسّس المقاومة لاستعادة الأرض المحتلّة.
٭ أيّ ثورة أشقّ من ثورتكم وأيّ جهاد أخطر وأضنى من جهادكم، إنّكم أيّها الأبطال كبار لا تحتاجون إلى تكبّر وعظماء دون مزايدة.
٭ حتّى لو كانت الجريمة تلبس ثوب السياسة وتتقاضى أجراً سنحاربها بألسنتنا وأيدينا وقلوبنا، فالساكت عن الحقّ شيطان أخرس.
٭ إنّ الشواهد التاريخيّة المعاصرة على دور الدين في إيجاد ودعم حركات التحرّر أكثر من أن تحصى وتفاصيلها تملأ أكثر من كتاب.
٭ نحن الذين سنحفظ المقاومة الفلسطينيّة وسنصونها…
٭ تاريخنا واضح يبدأ بالتضحيات، بتحمّل المسؤوليّات، بالمواقف العلويّة والحسينيّة..
٭ أفراد المقاومة هم الذين يطبّقون شرعة الإنسان، ويؤتمنون على صيانة الأخلاق والمثل، وينفّذون إرادة المسيح عليه السلام وإرادة محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
٭ ألم يأمرنا رسول اللَّه بأن ننكر المنكر بيدنا أو بلساننا أو بقلبنا، وعلى جميع الافتراضات فإنّه غير راضٍ حتماً عن مسايرة الظالمين والركون إليهم.
٭ علينا أن نقف الوقفة التاريخيّة بكلّ جهودنا وإمكاناتنا، حفاظاً على شرفنا ووجودنا ومستقبل بلادنا وأجيالنا، وأداءاً لدورنا التاريخيّ.
٭ أكرِّر القول بأنّنا دعاة دعم المقاومة الفلسطينيّة، وعاملون في سبيل هذا الهدف في مختلف أشكاله وأساليبه.
إنَّ بقاء كلّ شعب في صفحات الزمن، رهين مواقفه البطوليّة وتضحيات أبنائه وإحساسهم بمسؤوليّاتهم وتحمّلها بوعي ودقّة.
٭ أنا لا أعتقد أنّ أمّة واجهت خطراً أكبر ممّا نواجهه الآن ـ الصهيونيّة ـ لذا فلا أشكّ في لزوم استعمال جميع الوسائل في سبيل علاج هذه المشكلة.
٭ أتصوّر أنّ سرّ نجاح المقاومة وتصاعدها التدريجيّ إنّما يكْمُن في تفرّغها للتحرير.
٭ علينا في كلّ يوم أن نقدِّم مجاهداً شهيداً وقضيّة وتضحية.
٭ التاريخ الإسلاميّ يبدأ بالهجرة وهي ليست الإنتقال من مكان إلى آخر فحسب بل الإنتقال من حال إلى حال، من تخاذل إلى تحرّك، من جمود إلى نضال ومن أرض إلى سماء…
٭ أيّها الناس إنّ الذي يقف في طريقكم هو أنتم هو تخاذلكم هو اعتمادكم على كسينجر.
٭ كنّا نعبد اللَّه في ساحات الحروب والفداء مثل ما كنّا نعبده في محاريب المساجد وفي مجالات خدمة الخلق.
٭ إنّ مسألة الدفاع عن النفس وعن البيت حقّ بل واجب كلّ مواطن لا يمكن منعه عنه، بعدما تخلّت السلطة عن واجباتها.
٭ لقد تحمَّل المحرومون أوزار المعركة بشرف وشجاعة ودافعوا عن مناطقهم المحرومة وعن المقاومة الفلسطينيّة، وقدّموا الضحايا وجبلوا تراب الوطن بدمائهم.
٭ سنبقى حاملي لواء العودة إلى القدس، سنبقى حاملي لواء الدفاع عن المحروم كلّ محروم، حتّى يكون لنا الشرف في أن نكون ثأر اللَّه وابن ثأره.
٭ إنّكم يا إخواني الثوار مثل موج البحر، إذا توقَّفتم انتهيتم، فإلى النضال وإلى الأمام.
٭ نحن في الخطوط الأماميّة وسنقوم بدورنا كشعب واعٍ يعيش مجتمع الحرب. لا كشعبٍ خاملٍ لا يؤدّي دوره.
٭ نريد صيانة المقاومة الفلسطينيّة محفوظة الجانب ومطمئنّة البال، غير معرّضة للإعتداء متفرّغة لقضيّة التحرير.
٭ لقد تعبنا من البكاء. من وضعهم أيديهم فوق ظهورنا ليقولوا لنا « عفاكم اللَّه » لسنا جهلة إلى هذا الحدّ لكي نرضى بهذا الوضع.
٭ ندافع عن الفلاح الذي يشقى اثني عشر شهراً ويعطى جزءاً من حقّه. ندافع عن الطالب الذي ينظر إلى المستقبل حائراً.
٭ إنّ مسؤوليّة تحرير الأرض المقدّسة مسؤوليتنا،وفي التخلّي عنها لا سمح اللَّه تكون نهايتنا.
٭ الإنسان الذي يجد نفسه ووطنه في خطر فإنّه بطبيعة الحال سيضطرّ إلى أن يدافع بجميع الوسائل التي يملكها… وهذا ما سأفعله بإذن اللَّه.
٭ إنّ جبل عامل أدّى دوره الوطنيّ في محاربة الغزاة المستعمرين في مختلف عهود الإستعمار بشرف وتضحيات…
٭ سنبقى في الدرب، وسنصرّ على المواقف، إلى أن تتطهّر الأرض وتقتلع الأشواك، وإلى أن يطلع الفجر، وينتشر السلام في وطنه.
٭ إنّ نضالنا شاقّ وطويل، وإنّ عدوّ الإنسانيّة قويّ وشرس، إنّ زادنا قليل، وتوكّلنا على اللَّه عظيم لا يبليه الزمان، والوفاء سيلازمنا طوال التاريخ.
٭ سنبقى مع أنفسنا في المسيرة حتى تتطهّر الأرض ويقتلع العفن، وينتشر السلام، ويطلع فجر الغد الأفضل.
٭ على رجل الدين أن يكون بمعزل عن الماديّة، ليخدم وطنه ومجتمعه، فالدين الحقيقيّ لا يعترف بالطائفيّة والماديّة.
٭ دور رجل الدين في الأساس بناء الإنسان وتربيته، وتدريب الإنسان على الإيمان بالقيم، وممارسة هذه القيم في مجتمعه.
٭ إنّ الإجتهاد تحرّك وتطوّر ونظرة إلى الأرض ضمن الإطار الغيبيّ المطلق السماويّ للحكم.
٭ إنّ المأساة التي يعيشها رجل الدين في عصرنا هي المأساة الكبرى وبانتظار غضبته الحقّة وقولته الصادقة، يتحمّل مأساتها ويتجرّع غصصها.
٭ رجل الدين كمواطن واعٍ مسموع الكلمة هو مسؤول عن القضايا العامّة أيضاً، لكن بالطريق الذي يتناسب مع وضعه الإجتماعيّ، وطاقاته الفكريّة والشعبيّة.
٭ إنّ علماء جبل عامل في لبنان الجنوبيّ… يشكّلون خُمس علماء الشيعة في العالم وكتبهم خُمس كتب الشيعة.
٭ إنّ مسؤوليّة علماء الدين في هذا الميدان كبيرة ودقيقة وعاجلة لأنّهم أمناء على خدمة الأمّة وأبنائها، لا سيّما المحرومين منهم، ولأنّهم وحدهم يتمكّنون من إعطاء صورة صحيحة عن نضال المحرومين والمظلومين داخل المجتمعات.
٭ إنّ علماء الدين يقدرون على منع التشويه عن المساعي التي تبذل لوصول الحقوق إلى أصحابها، فقد اعتاد الظالمون والمغتصبون على اتّهام هذه الحركات بالإلحاد أو بالطائفيّة، وخير علاج لهذه الأسلحة الفتّاكة، هو وقوف علماء الدين معها وتبنّيهم لها.
٭ إنّ عمل رجل الدين لخدمة المعذّبين والمحرومين هو من صميم التراث الدينيّ، بل من صميم واجباتنا الدينيّة.
٭ التشريع نظرة إلى الأرض، بينما الإجتهاد انتباه إلى السماء، ويشتركان في انضمام جزء من ذات المجتهد والمشرّع، ومن فهمه واستنباطه.
٭ مأساة رجل الدين في عصرنا الذي يطلب منه كلّ شيء ما عدا اختصاصه وواجباته يطلب منه أن يتخلّى عن دوره الأساسيّ.
٭ إنّ علماء الدين هم طليعة القادة، وحملة الأمانة، وإنّهم الحلقات المشرقات لوصول تعاليم هذا المذهب إلى هذا العصر…
٭ إنّ علماء الدين هم الشموس الساطعة التي تحمل أنوار علوم النبيّ الكريم وآل بيته عليهم السلام للأمّة.
٭ العالِم ليس عالِم المصادقات والإتّفاقات والإعتمادات والإتّكاليّات، العالِم عالِم العمل وعالِم العلم والسعي.
٭ بطبيعة موقفي الإجتماعيّ، وللمحافظة على الأمانة التي هي حاجات الناس ومصالحهم، لا بدّ من وضع اليد على الجرح والإصرار على دفع الحرمان وتحقيق المطالب التي نادينا بها في مذكّراتنا، فإذا لم يتمكّن النظام الحاليّ من تحقيقها فقد أدان نفسه وحكم على نفسه بالسقوط.
Laisser un commentaire