كلمة السيد نصر الله بمناسبة يوم القدس العالمي
بيروت ـ الفجر ـ قبل أن أبدأ بالحديث عن المناسبة الأساسيّة من واجبي أن أذكّر بمناسبتين: الأولى هي ذكرى استشهاد الإمام الكبير والعظيم الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه) وأخته الشهيدة العالمة المجاهدة المظلومة السيدة بنتُ الهدى، هذا الإمام وهذا المرجع الكبير كانب مفكّرا إسلاميّا عظيمًا قلّ نظيره في القرن الماضي وفي العصر الحاضر، كان نابغة مميّزة من نوابغ العالم الإسلامي، دافع عن الإسلام بفِكره وكان في الجبهة الأماميّة الفكريّة في أخطر مراحل التحدّي الفكري في القرن الماضي، وربّى أجيالا من العلماء لكلِّ البُلدان ولكلّ الساحات، وفي كل بلدانهم أيضًا كانوا في الخطوط الأماميّة، من جملة تلامذته الأعزّاء الشهداء القادة، الشهيد السيد عباس الموسوي، والشهيد الشيخ راغب حرب رحمة الله تعالى عليه، وكانت لِدمائه الزكية آثاراً عظيمة جدا على بدايات العمل الجهادي في لبنان في أواخرالسبعينات وبداية الثمانينات، كما أن الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر كان موقفه حازما وواضحاً وكبيراً من القضيّة الفلسطينيّة، من الصراع مع العدوّ الإسرائيلي، من تأييد المقاومة ومن رعايته ومتابعته الشخصية وتَعرف تفاصيل في هذا الجانب، رعايته ومتابعته التفصيليّة لشؤونات حركات المقاومة في المنطقة. من جملة المناسبات عدوان نيسان سنة 1996 على لبنان، المجازر في قانا، في المنصوري، في العديد من البلدات في الجنوب والبقاع الغربي، الصمود البطوليّ للمقاومة وللشعب وللجيش في تلك المرحلة، والإنتصار الكبير الذي تحقّق من خلال فرض قواعد للإشتباك تفرضها المقاومة للمرة الأولى بشكل كتابي وخطي بعد تفاهم تموز بال93 وهو ما كان يُعرف بتفاهم نيسان 96 الذي غيّر المعادلات وأسّس للإنتصار عام 2000، أَحببت أن أُذكّر بهاتين المناسبتين.
اليوم نُحيي يوم القدس العالمي، الذي أعلنه الإمام الخميني قبل أكثر من 4 عاماً، ليكون يوماً لفلسطين، يوماً للمقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة المهدّدة في فلسطين، يوما للقدس ولبيت المقدس، يوما لكل فلسطين،من البحر إلى النهر، ويوما لإعلان تضامن الأمّة وشرفاء العالم وأحرارالعالم وليس فقط بتضامن المسلمين، لتضامن الأمّة العربيّة والإسلاميّة وجميع شرفاء العالم وأحرارالعالم مع فلسطين والقدس وشعبها المظلوم، وهو يوم لتذكير الجميع بمسؤوليّتهم اتّجاه القدس وفلسطين وشعب فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، تذكيرٌ بالمسؤوليّة، لا يجوز أن يتهرّب أحد من المسؤوليّة. اليوم عندما سأتحدّث عن التطورّات الإيجابيّة، عن اقترابنا من لحظة الإنتصار النهائيّ انشاء الله، عندما نصل إلى هذه النتيجة بسبب تحمّل شعوب ودول وحركات وأحزاب وقوى سياسيّة في هذه المنطقة لمسؤوليتها، وليس كما حصل في عام 1948عندما تخلّى الجميع عن الشعب الفلسطيني وعن المقاومة الفلسطينية، وهذا ما يُعبّرعنه ويفعله محورالمقاومة، هذا الإحياء هذا الإعلان عن التضامن ليوم القدس في أكثر من بلد عربي وإسلامي، في أكثرمن مدينة في العالم، في أكثر من دولةٍ يَبعث برسالتين قوتين. الرسالة الأولى للشعب الفلسطيني الصامد، الصابر، الثابت، المظلوم، المُضحي، البطل، الراسخ برجاله ونسائه، بصغاره وكباره، للمعتصمين والمعتكفين في المسجد الأقصى، للمسلمين في المسجد الأقصى وللمسيحيين في كنيسة القيامة الذين تعرّض بعضُهم للإهانة صبيحة هذااليوم ورأيتم ذلك على مواقع التواصل، رسالة للشعب الفلسطيني رسالة تعاون ودعم ومساندة وأنّك لست وحدك، ورسالة للعدو أنّ فلسطين هذه وأن القدس لم تُنسى و لن تُنسى، لم تُترك ولن تُترك، وهي رسالة للتأكيد للشعب الفلسطيني تبعث على الطمأنينة، تُقوّي من عزيمته ومن معنوياته، وللعدوّ تَزيد من قلقه ومن خوفه ومن رعبه. أُنظروا أيّها الإخوة، اليوم نحتفل هنا في لبنان بالكثير من الأماكن في العالم العربي والإسلامي وخارج العالم العربي والإسلامي، بثقة، بطمأنينة، ونحن نشعر بالأمن والأمان والقوة والعزة، ولكن الكيان الإسرائيلي بالأمس أعلن استنفاره على كلّ الجبهات، و جهّز قِببه الحديديّة على كلّ الجبهات، وأرسل رسائل تهديد فارغة لا قيمة لها إلى جميع الدول المحيطة، أنظروا أين أصبحنا،في يوم القدس المقاومة محور المقاومة في طمأنينة وثقة والعدوّ الصهيوني في قلق وفي رعب وفي خوف، وفي حالة دفاع عن الكيان الذي سيزول إنشاء الله، رسالة اليوم من خلال هذا الحضورهي رسالة مهمة وقويّة جدًّا. في يوم القدس عادة مناسبة لمراجعة التطورات التي حصلت خلال عام، من يوم القدس في العام الماضي إلى يوم قدسنا الحالي، بالأمس تحدثت أنا والعديد من الإخوة الأعزّاء والأحبّة من أكثر من بلدٍ عربي وإسلاميّ في المنبر الموحّد للقدس، وأنا عرضت لخلاصة، سأستفيد من هذه الخلاصة ببعض التفصيل وبعض الإضافات الأساسيّة.
هناك تطورّات كبرى حصلت خلال العام الماضي،على المستوى الدولي، على مستوى المنطقة،على مستوى الكيان الصهيوني وعلى مستوى الشعب الفلسطيني، عندما نقف بإختصار أمام هذه التطورات سوف نشعر ونرى ويتّضح لنا بشكل كبير الموقع الذي باتت فيه هذه القضية وهذا المحور وهذه المعركة، وهوموقع متقدّم وإيجابي ويدعو إلى التفائل الكبير. على المستوى الدولي، العنوان الأوّل تراجع القوة الأميركية، نحن لا نقول الآن أنّ أميركا أصبحت ضعيفة وهزيلة وغير قادرة على شيء لا هذا غير واقعي، لكن نقول بأن أميركا لم تعد قوية كما كانت في الأعوام الماضية و لا في العقود السابقة. تراجع القوة الأميركية هذا ليس ادعاء، له شواهد كثيرة ويكفي شاهدان لنستفيد من الوقت. الشاهد الأوّل في فنزويلا، فنزويلا التي هي في جوار الولايات المتّحدة الأميركيّة في أميركا اللاتينية، وأميركا كلّها اشتغلت من أجل إسقاط النظام في فنزويلا، وعيّنت رئيسًا وحكومة إنتقاليّة، و قدّمت له أموال واعترفت فيه رسميًّا، وحاصرت فنزويلا وأقامت عليها عقوبات شديدة، ووصل الأمر أنّ العملة الفنزولية أصبحت أسوأ بكثير من العملة اللبنانية حالياً، ورغم كلّ الصعوبات صمدت فنزويلا قيادةً وشعبا وفشلت أميركا واضطرت للتراجع، هذا تراجع للقوة الأميركيّة . والشاهد الآخرالذي أحدث زلزالًا في منطقتنا، وهو الذي أثّر وأدّى إلى هذه التحولات التي تشاهدونها الآن، من أهم العوامل الأساسيّة في التحولات على مستوى الإقليم، هو الهزيمة الأميركيّة في أفغانستان، بعد 20 سنة من القتال،أعداد هائلة من الضباط و الجنود، مئات مليارات الدولارات، خسائر فادحة، تعود الولايات المتحدة الأميركية لتخرج من أفغانستان وتُقدمها لطالبان لحركة طالبان بلا قيد و بلا شرط . هذه الهزيمة الأميركية في…وطبعاً بأميركا مثل في الكيان،الآن سنتكلم عن نتنياهو قليلاً، يهرب من المسؤولية ويرميها على « لبيد ». قبل بضعة أيّام من مدّة كانت أيضاً الإدارة الحالية الأميركية ترمي الهزيمة في أفغانستان على ترامب ، وهذه حال أتباع الشيطان في الدنيا وفي الآخرة، يصبح كل واحد يرمي بالمسؤولية على الآخر. على كل، الهزيمة الأميركية في أفغانستان أحدثت زلزالاً كبيراً بالمنطقة، هذا لا تظهر آثاره في أسبوع واثنين وشهر واثنين وثلاثة، لِسنوات وبدأ يظهر بقوة. المصيبة كانت في أفغانستان ولكن مجالس العزاء كانت في الكيان الصهيوني، واستعيدوا الذاكرة وانظروا إلى المسؤولين الصهاينة والخبراء الإستراتيجيين الإسرائيليين ماذا قالوا عن تداعيات هذه الهزيمة الأميركية في أفغانستان؟ في دول المنطقة، في دول الخليج، وهذا ليس تحليليّ هذا معلومات، هذا الكلام قاله لنا بعض المسؤولين الخليجيين بالواسطة، في بعض المحادثات التي تجري بين الحين والآخر، أنّ الكل أصبح لديه قناعة ، كلّ الدول في المنطقة، إسرائيل أيضاً مضطرة أن تحمل هذه القناعة وتقبل بها، أنّه لا يمكن التعويل بشكل كامل ومطلق على أميركا لحماية هذا النظام أو ذاك النظام، هذه الدولة أو تلك الدولة، أميركا ليس لها عقد أُخوّة مع أحد في المنطقة، أميركا تبحث عن مصالحها، عندما تقتضي مصالحها أن تنسحب فإنها تنسحب، تتخلى عن حلفائها تتخلى عن حلفائهافعلت ذلك في افغانستان وقبل ذلك فعلته في فيتنام بأبشع الصور، هذا أحدث زلزالاً في المنطقة، على المستوى العربي زلزال مفيد جداً لأنه أدى إلى قناعة أن الضمانة الحقيقية للإستقرار في المنطقة العربية وفي منطقة الخليج وفي غرب آسيا لا يتوقف على الحضور الأجنبي بل الحضور الأجنبي هو سبب للتوتر، العلاقات الثنائية التلاقي، الحوار، التفاهم، التوافق، هو الذي يشكل الضمانات الحقيقية للأمن والاستقرار.
إذاً تراجع القوة الأمريكية، ثانيا في التطور الدولي انشغال أمريكا في مناطق أخرى، لم تعد أولويتها غرب آسيا والشرق الأوسط ولم تعد الادارة الأمريكية تريد أن تنام وهي تفكر بإسرائيل وتستيقظ وهي تفكر بإسرائيل وبمنطقتنا عندنا هنا، هناك أولويات أخرى تشغلها بقوة. المواجهة مع روسيا في الحرب الروسية الأوكرانية المباشرة والاأطلسية غير المباشرة والصراع مع الصين، لا نريد أن نسميها حرب ولكن نسميها صراع، والتي قد تتطور إلى حرب والله العالم فيما يتعلق بتطورات تايوان. إذاً هذا أيضاً يشغل أمريكا وهذا يقلق الإسرائيليين، أيضاً أنا لا أحلل بل أنا اتابع المسؤولين الإسرائيليين والخبراء الاسرائيليين ماذا يقولون وهم يقولون ان هذا يقلقنا كثيرا، وهذا يضغط أيضا على إسرائيل كثيرا من قبل الأمريكان، والأمريكان يظلون يقولون لهم اولويتنا الآن ليست عندكم بل أولويتنا بأوكرانيا وأولويتنا بالصين وأولويتنا روسيا وتايوان. حتى هذا يُخفف عن إيران، يخفف عن كل دول المنطقة، هذا اتطور الدولي طبعا يدفع باتجاه عالم متعدد الأقطاب، عالم متعدد الأقطاب لا توجد فيه هيمنة مطلقة للولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم كل أشكال الدعم لإسرائيل، من الدعم العسكري، الدعم الاقتصادي، الدعم السياسي، عندما تتراجع القوة الأمريكية، عندما تنشغل أمريكا في مناطق وساحات وأولويات أخرى، عندما لا تبقى أمريكا قوة وحيدة مهيمنة في العالم، هذا سيؤثر استراتيجياً، هذا ليس له تأثيرات بسيطة، بل سيؤثر استراتيجياً على الكيان، على موقعية الكيان، على قدرة الردع عند الكيان، أصلاً جزء من الردع الاسرائيلي هو الدعم الأمريكي والقوة الأمريكية المساندة، حتى في المسار السياسي هؤلاء المسؤولين الاسرائيليين سنتحدث بعد قليل عن كذب ناتنياهو، أصلا يكذبون كثيرا على ناسهم، كثيرا يكذبون عليهم، مثلاً مسار التطبيع مع بعض الدول العربية والإسلامية، القادة بعض قادة الصهاينة ينسبونه لأنفسهم، لدبلوماسيتهم، لشطارتهم، هذا كذب، هذا يعود للضغط الأمريكي، للإجبار الأمريكي، للطلب الأمريكي من دول عربية أن تطبع مع إسرائيل، الأمريكان هم من يعملون على موضوع التطبيع، جميعنا نعرف مثلاً الوفود الأمريكية التي تذهب إلى أندونيسيا أين أندونيسيا وأين فلسطين، وثم يصدر في البيانات الرسمية لا أتحدث عن معلومات خاصة أو تحليل، بيانات رسمية تقول أن هذا الوفد الأمريكي إلتقى مع رئيس أندونيسيا أو وزير خارجية أندونيسيا وناقش معه إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، عندما أمريكا تنشغل وتتراجع مسار التطبيع أيضا سيتراجع، قدرة الردع الاسرائيلية ستتراجع، مكانة اسرائيل الاستراتيجية في المنطقة ستتراجع، هذا التحول الدولي فائدته كبيرة جدا لمحور المقاومة وأثره سلبي جدا على الكيان وعلى مستقبل الكيان في المنطقة، هذا على المستوى الدولي. في المنطقة، خروج محور المقاومة بدوله وشعوبه وحركات المقاومة فيه من الوضع السابق، نحن خلال عشر سنوات أو 12 سنة كانت توجد حرب كونية على محور المقاومة بأشكال مختلفة، حرب تديرها أمريكا أيها الإخوة والأخوات، تديرها أمريكا وتستخدم فيها دول وتستخدم فيها منظمات إرهابية وجماعات مجرمة بعناوين مختلفة، حروب، عدوان، حصار، عقوبات، حرب ناعمة، حرب نفسية، تشويه، كل الذي شهدناه خلال السنوات الماضية.
اليوم محور المقاومة بدوله وشعوبه وحركات المقاومة فيه خرج من هذا الوضع بدرجة عالية جدا وكبيرة جدا، لا أقول بالكامل ولكن بدرجة عالية قويا، متماسكا، حاضرا، فاعلا، وهذا ما نشهده في مختلف الساحات.هذا أيضاً مؤثر جداً في قضية الصراع مع العدو، كل الرهان خلال العشر سنوات الماضية على انهيار كل بيئة للمقاومة، كل أرضية للمقاومة، كل سند للمقاومة وللقدس ولفلسطين، كل داعم للمقاومة ولفلسطين من إيران إلى العراق إلى سوريا إلى اليمن إلى لبنان إلى المنطقة، لكن هذه المشاريع كلها فشلت، وكلها خسرت. في تطورات المنطقة، التطورات السورية مهمة جدا، عندما نشهد التعافي في سوريا، على مستوى عالي من الأمن والاستقرار مع بقاء الملفات التي تحتاج إلى معالجة، على مستوى العلاقات، عودة العلاقات السياسية الطبيعية مع عدد من الدول العربية، الجزائر، تونس، الإمارات، مصر، السعودية في الأيام الأخيرة والحديث عن فتح قنصليات، النقاش حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية وإن كان ليست هذه هي النقطة المهمة، النقطة المهمة هي عودة العلاقات السياسية الطبيعية بين سوريا وبين الدول العربية، هذا هو الميزان وهذا هو المؤثر، حتى في الموضوع التركي، بالموضوع التركي تركيا مقبلة وتريد اللقاء والتفاوض والزيارة حتى في دمشق، القيادة السورية هي التي تعرض شروطا وتطرح شروطا طبيعية ترتبط بعنوان الاحتلال التركي لأراضي سورية، هذه تحولات مهمة في سوريا. مع وجود المعاناة، قيصر والعقوبات والوضع الاقتصادي والمعيشي الذي نعاني منه جميعاً، وبالمناسبة ليس فقط دول وشعوب محور المقاومة بل الكثير من شعوب ودول العالم حتى الدول المتطورة ولمتحضرة. اليمن، اليمن الذي كُنا معه منذ اليوم الأول أيضا يشهد تطورات ايجابية، انعكاس لكل ما يجري في المنطقة، اليوم كان أيضا يوم مبارك بداية تبادل الأسرى في اليمن والسجناء، كل الأجواء التي تأتي من اليمن ومن السعودية في هذا الأمر، لأن السعودية هي طرف في هذه المسألة، هي كانت جزء أساسي من الحرب والعدوان على اليمن هي والإمارات ودول عربية أخرى، وإن كان القرار الأساسي هو قرار أمريكي، الاتصالات والزيارات واللقاءات كلها تدعو إلى التفاؤل إلى الخير وهذا ما يسعدنا. أنظروا اليوم من يدعم ومن يؤيد، من يتجه بإتجاه وقف الحرب والحل السياسي في اليمن هو منسجم مع نفسه، ليس هو من يريد تقديم مبررات لشعبه أو للمحور أو للناس، سواءً القيادة الشجاعة والحكيمة التي أثبتت حضورها الكبير خلال ثماني سنوات والمتجسدة بالدرجة الأولى بسماحة السيد القائد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله ونصره)، هؤلاء من اليوم الأول كانوا يقولون نحن ندافع، نحن ندافع عن شعبنا عن وطننا، نحن نطالب بوقف الحرب، الذين تضامنوا معه في منطقتنا ومنهم نحن، من الليلة الأولى التي أَدنّا فيها الحرب كنا نطالب بوقف الحرب. على مدى ثماني سنوات إذا راجعتم كل البيانات والخطب والمواقف نحن نطالب بوقف الحرب، عندما تسيير الأمور بإتجاه وقف الحرب نحن منسجمون مع أنفسنا تماماً، الذي يجب أن يُقدم اجوبة للناس هو الذي طرح أهدافا كبيرة وعالية وعظيمة ولم يستطيع أن يحقق شيئا من هذه الأهداف، لا من داخل اليمن ولا من داخل الإقليم. اليمن إذا صار إن شاء الله أيضاً هذا أمر يدعو إلى الخير ومبشر، وهذا تطور مهم لمحور المقاومة ولفلسطين وللقدس. عودة الجزائر بقوة إلى الساحة العربية وإلى الملف والقضية الفلسطينية، وما فعلته في القمة الإفريقية مؤخراً، والذي أدى موقفها إلى طرد الممثلين الإسرائيليين من القمة الأفريقية. العراق الذي خرج بنسبة كبيرة من محنته وهو على مسار التعافي، وبما يختزن من قوى وامكانيات ومرجعيات وشعب وحشد وفصائل مقاومة، نحن هنا في المنطقة في دول الطوق، في حركات المقاومة المرابطة على الحدود مع فلسطين، في بيت المقدس وفي اكناف بيت المقدس، نقول كل يوم واليوم أيضاً نقول لإخواننا في العراق نحن نعلق عليكم آمالا كبيرة ورهانات عظيمة، لأن العراق بامكاناته بقدراته بشعبه بحضارته بتاريخه يملك امكانات بشرية ومادية هائلة.، وإذا اضيفت بالفعل إلى حضور حقيقي كما بدا فعلاً منذ سنوات في محور المقاومة، بالتأكيد سيغير الكثير من معادلات المنطقة.إيران وصمودها وتطورها وتثبيت حضورها في المعادلات الاقليمية وفي المعادلات الدولية، والتي تغلبت على العقوبات وعلى الحصار وعلى محاولات العزل وعلى أعمال الشغب التافهة في المدة الأخيرة. الاتفاق السعودي الإيراني وانعكاساته على المنطقة، والتي بدأت تظهر أسرع مما كان يتوقع الكثيرون وفي أكثر من ساحة وفي أكثر من ميدان، ونأمل أن تصل إلى لبنان أيضاً. هذا التطور في المنطقة بالتأكيد له تأثيرات مهمة على مسار التطبيع، إيجابية من وجهة نظرنا، سلبية فيما يتعلق مع العدو، في الحد الأدنى ستبطىء مسار التطبيع، ستفرمل مسار التطبيع، ستقف به عند حدود معينة، وساعد على ذلك الأداء الأحمق لهذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة والفاسدة والمجرمة, اليوم من خلال تطورات المنطقة أُقفلت الأبواب على رهانات خطيرة جدا وكبيرة جدا كان يعول عليها كيان العدو، وهذا كانوا يتحدثون عنه بالعلن، كانوا يتحدثون عن تشكيل محور إسرائيلي عربي، وأيضا استخدموا أدبيات اعتذر على استخدامها أيضا، لأن أهل السنة ليسوا كذلك وهم في الخطوط الأمامية، اليوم أصلا أهل السنة هم الذين يقاتلون في القدس وفي الضفة الغربية وفي قطاع غزة وفي فلسطين، لكن الإسرائيليون استخدموا عنوان تشكيل محور إسرائيلي – سني في مواجهة إيران الشيعية، هذا على ضوء تطورات المنطقة الأخيرة هذا سقط. الرهان على محور إسرائيلي – عربي في وجه إيران وفي وجه محور المقاومة سقط، ما سموه بمحور إسرائيلي – سني سقط، وهذه أيضاً ايجابيات كبيرة جداً فيما يتعلق بمحور المقاومة وسقوط خيارات ورهانات عند العدو الإسرائيلي. الرهان على حرب وقودها العرب ودول الخليج ضد إيران أيضاً سقط، الرهان على حرب أمريكية مدعومة خليجياً واسرائيلياً على الجمهورية الإسلامية أيضاً سقط حتى اشعار آخر، وهنا لماذا التركيز على إيران؟ لأن العالم كله وإسرائيل بالتحديد تعلم أن السند الحقيقي والقوي اليوم لكل دول وشعوب وحركات محور المقاومة هي الجمهورية الإسلامية في إيران بقيادة سماحة الإمام آية الله العظمى السيد الخامنئي (دام ظله الشريف).لذلك كل التركيز على إيران، حصار إيران، الحرب على إيران، تشكيل محاور ضد إيران، هذا أيضاً سقط، هذه تطورات مهمة في المنطقة تخدم محورنا.
على مستوى الكيان، الانقسامات العميقة التي ظهرت في هذا العام في الأشهر القليلة الماضية، باختصار يوجد بعض الناس داخل لبنان والمنطقة لا زالوا لا يعرفون حجم الموضوع الحاصل داخل الكيان، وعلى ماذا هم يختلفون؟ على قصة قصة التعديلات القضائية؟ هل الموضوع هام بهذا الحجم؟ أولاً التعديلات القضائية أخرجت وأظهرت كل ما هو كامن في هذا المجتمع من إنقسامات عرقية ودينية وسياسية وفكرية ونفسية، تحدث عنها رئيس الكيان الاسرائيلي السابق قبل سنوات، وتحدث عن هذه المخاوف، التعديلات القضائية أظهرت هذا الكامن بوضوح إلى العلن وإلى الشارع، والميادين والاعلام بما لا سابقة له، ولكن نفس هذه التعديلات القضائية، من أجل أن يأخذها اللبنانيون بجملتين مختصرتين، هي حرب إلغاء بلا دم، ولكن قد تؤدي إلى دم، هي حرب إلغاء يشنها نتنياهو الفريق المتطرف معه للقوى السياسية الأخرى من داخل آليات النظام السياسي في الكيان، حرب إلغاء وإنتقال إلى ديكتاتورية كما يقولون، مع أن ديمقراطيتهم موضع نقاش، ولكن حرب إلغاء بلا دم ويمكن أن تؤدي إلى دم، وكادت في الأسابيع القليلة الماضية أن تؤدي إلى دم لولا التدخل الكبير للولايات المتحدة الأميركية، أميركا في النهاية لا تستطيع أن تدع إسرائيل تذهب إلى حرب أهلية، ستبذل أقصى جهد لمنع ذلك، هل تمنع او لا تستطيع أن تمنع ذلك هذا بحث آخر، لكن إرادتها جادة، وهذا أحد أسباب الزيارات، أنه خلال شهر أو شهر ونصف، مستشار الأمن القومي الأميركي ووزير الخارجية الأميركي ووزير الدفاع الأميركي ورئيس أركان الجيوش الأميركية يذهبون وبأتون الى الكيان، لانه توجد أزمة حقيقية، هذا الإنقسام إمتد في كل مجتمع كيان العدو على المستوى الشعبي والإعلامي وعلى مستوى الأحزاب السياسية وعلى مستوى النخب، وصل إلى رجال الأعمال والإقتصاد وإلى الاستثمارات المالية وهددها أيضاً، وصل إلى الجيش، إلى وحداته النظامية وإلى وحدات الإحتياط، وسيبنى عليه الكثير هذا الإنقسام، طبعا يضاف إليه ما تراكم خلال السنوات الماضية، من إنعدام الثقة بالقيادات السياسية وإنعدام الثقة حتى بالجيش، هذا مهم جدا، وما زال قائما، وكل محاولات ترميم الثقة فشلت حتى الآن، إعتراف بتآكل الردع مع حركات المقاومة ومحور المقاومة في المنطقة وأعود لها لأنني أريد أن أعلق بالموضوع اللبناني قليلا، موضوع الجنوب اللبناني، تراجع خطير في الروح القتالية والاستعددا للتضحية من أجل بقاء هذا الكيان، سواء على المستوى الشعبي وهذا ما يعنيه دائما الحديث عن عدم جهوزية الجبهة الداخلية التي لا تتحمل تضحيات، ولا تتحمل خسائر بشرية، هذا تراجع هائل في الروح القتالية، وأيضا على مستوى الجيش، وعلى مستوى الجنود، وعلى مستوى الالتحاق بالوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي، العديد يُهددون ينقل إستثماراتهم من الكيان، الكثيرون يفكرون بالمغادرة، لأنهم وُعدوا بالأمن والامان وأرض اللبن والعسل، فإذا بها أرض الصراعات والأحقاد السوداء والدماء، ويبحثون عن جنسية أخرى لمن لا يملك الجنسية الاخرى، وعن جواز سفر آخر، هذه التطورات مهمة جدا طبعا أحدثها اوضاع داخلية وصمود الشعب الفلسطيني، وإنطلاق المقاومة وسيف القدس سابقا، وكل التطورات في المنطقة، هذا لم يأتي ابن لحظته ولا ابن سنته، ولا اين تطورات أخيرة، وإنما تراكم من 75 عاما إلى اليوم، في التطور الفلسطيني، ما يجري في الضفة والقدس، ما يجري في الضفة من مقاومة مسلحة، الحضور الشبابي، الذئاب المنفردة بل الأسود المنفردة، المواجهات البطولية، بالرغم من عدم تكافؤ الإمكانات، يعني الفلسطيني في جنين وفي نابلس والمخيمات وفي بقية المدن يقاتل بأسلحة متواضعة جداً أمام جيش مدرع ويملك أقوى سلاح جو في المنطقة، القدس وأهل القدس والضفة أهل الضفة رجالا ونساءً وصغارا وكبارا وشيوخا يقدمون أعلى وأجمل وأقوى صورة للصمود والثبات والعزم والإرادة والقوة والاستعداد للتضحية، وللشهادة وللإعتزاز بالشهداء، للبيئة الحاضنة للمقاومين والشهداء، ولخيار المقاومة، المرابطون والمرابطات خلال كل الأيام والشهور الماضية، كل التحية والسلام والتقدير والإجلال لهم، خصوصاً في الأيام القليلة الماضية، بالرغم مما أصابهم من ظلم وضرب وقسوة، الإصرار على الحضور في المسجد الأقصى، رغم كل المصاعب والآلام، وتصاعد قدرة المقاومة في غزة وثبات أهل غزة، تبني الشعب الفلسطيني لخيار المقاومة داخل فلسطين وخارج فلسطين أكثر من اي وقت مضى، يعني أتكلم عن الجانب النسبي، وإلا هو مقاوم ومتبني لهذا الخيار، اليوم لا نسمع حديث عن أوسلو ولا إتفاق أوسلو ولا المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية ولا مسار التسوية، كل الحديث عن المقاومة والشهداء والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وعن أمهات الشهداء العظيمات، عن تشييع الشهداء وعن البطولات في الضفة وفي غزة وفي فلسطين، هذا الذي نسمع به، هذا الذي يخكم اليوم كل الموقف وكل الاعلام وكل المساحات، هذا تطور هائل ومهم جدا أيضاً في مسار الصراع مع العدو الاسرائيلي.
حسنا، على ضوء هذه التطورات ندخل بعض التفاصيل ونصل إلى النهاية، ما جرى أخيرا في الجنوب، لأنه في الأخير يجب أن نحدد المسؤولية ببعض التفاضيل، ما جرى أخيراً في الجنوب، طبعا كان حدثا مهما وكبيرا بالنظر إلى الأوضاع منذ عام 2006، أنا لم أتكلم الأسبوع الماضي لأن حقيقة الأمر كان يحتاج إلى دراسة وإلى تشاور، وأنا تشاورت أنا والأخوة وفكّرنا، نعتقد أن إعتماد من قبل حزب الله ومن قبل المقاومة في لبنان إعتماد أيضا هنا في هذا المورد سياسة الصمت كجزء من إدارة المعركة مع العدو هو الأفضل، فلا داعي أن ندخل في تفاصيل ولا داعي أن نُجيب عن أسئلة ما زال العدو يحتار فيها، سياسة الصمت هذه تُقلق العدو قطعاً، وقد تُقلق الصديق، ولكن فبما يتعلق بقلق الصديق، أولاً الصديق يجب ان يعتبر هو جزء من التضحيات في هذه المعركة، وقلق الصديق يمكن ان يعالج بعيدا عن إزالة قلق العدو، ما يجب أن يبقى وهذه من ثمار ما حصل الأسبوع الماضي يجب أن يبقى العدو قلقاً، يجب أن أن يبقى العدو خائفاً، يجب أن أن يبقى العدو مرتعباً، لا يجوز ان يُقدم أحد تطمينات لهذا العدو لأنه هو المعتدي، هو الذي يعتدي على الشعب الفلسطيني في كل يوم، هو الذي إرتكب ذلك العمل الوحشي على المعتكفين في المسجد الأقصى في تلك المرحلة، هو الذي يهدد كل دول المنطقة، هو الذي يقصف في كل يوم سوريا، ليس في كل يوم، في غالب الأيام، ولكنه في كل يوم يعتدي على الفلسطينيين، وفي كل يوم يهدد اللبنانيين، لماذا نُعطيه التطمينات والضمانات؟ كمقاومة في لبنان، وحتى كدولة في لبنان وحتى كقوى سياسية في لبنان، يجب أن يبقى العدو قلقاً، ويجب أن يبقى مرتعباً، وهذا هو الذي يثبت أيها اللبنانيون، هذا هو الذي يرسخ ميزان الردع وقوة الردع وقواعد الإشتباك التي حمت لبنان حتى الآن منذ 2006، وفرضت على العدو بإعتراف المتجدد من نتنياهو بالتنازل والتراجع وإعطاء لبنان الحق الذي طالبت به الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية في الحدود البحرية وفي حقول النفط والغاز، وهذا جزء من معادلة الردع التي يجب أن نحافظ عليها، والتي أثبتت حضورها القوي خلال الاسبوع الماضي، هذه إسرائيل التي يعرفها الشعب اللبناني، وتعرفها شعوب المنطقة، كلنا نذكر قبل ال1982 ومن 1982 إلى ال2000، كيف كان يتصرف هذا الكيان، عندما تطلق صواريخ على مستعمراته، كيف كان يتصرف؟ والأسبوع الماضي كيف تصرف؟ بعض الذين ما زالوا في الداخل اللبناني يُناقشون، هل يستطيعون ان يعطوننا جوابا؟ نحن نتكلم هنا ميدانيا وأرضيا، هل ان هذا التصرف الإسرائيلي سببه القرارات الدولية؟ المجتمع الدولي؟ الإحترام للوضع العربي؟ ما هذا الكلام الفارغ، طبعا لم يقله أحد لأنه لا يجرؤ أحد على قوله، هذا كلام سخيف، على كل حال نحن لا نحتاج إلى تعليل، الإسرائيلي نفسه يعترف بأن توازن الردع هو الذي جعل رده محدودا سخيفا، بإعتراف الكثيرينعلى حدث خطير ومهم وكبير حصل في الأسبوع الماضي، أنظروا أين أصبحنا في لبنان، أنظروا أين أصبحنا، أنا تابعت كل ما قيل عند الإسرائيليين وعن إجتماع الحكومة المصغرة، وعن إجتماع ناتنياهو مع القادة الامنيين والعسكريين، وما صدر في الإعلام الاسرائيلي، تصوروا أين أصبحنا، أن تخرج إسرائيل بعد قصف الصواريخ من جنوب لبنان تقول: لقد حققنا هدفا مهما وهو أننا إستطعنا أن نُحيد حزب الله عن المعركة في جنوب لبنان، يعني عندما لم نرد على القصف الذي نفذوه، إعتبروه إنجازا، أنه دعونا نحيد لبنان ودعونا نُحيد المقاومة في لبنان، وهم أكلوا « قتلة الجماعة »، هذا يجب اليوم أن يُقرأ بإستراتيجية، هذا ليس عمل زواريب لبنانية. على كل، بالنسبة لما حدث أولا هذا تعليق، ثانيا، أيضا بالنسبة لما حدث خرج ناتنياهو وقال أكاذيب، الاسرائيليون طلعوا ردوا عليه، لكن نحن أيضا معنيين أن نرد عليه، أهم كذبة قالها نتنياهو أنهم هم قاموا بقصف بنية تحتية في جنوب لبنان لحزب الله ولحركة حماس، أليس قال هذا؟ طيب، هذا كذبٌ واضح، كل وسائل الإعلام ذهبت وصورت وزارت الاماكن التي قُصفت وهي أماكن مفتوحة، بعضها بساتين موز وبعضها وسائل ري المياه، وأماكن مفتوحة، لا يوجد بنية تحتية هناك لحزب الله قُصفت ولا يوجد بنية تحتية لحماس قُصفت، لم يقصف أي بنية تحتية لأحد، قُصف الموز في جنوب لبنان، طبعا الأسبوع الماضي أنا كنت مترددًا أن أتكلم ههذا، لأنه من الممكن أن يقول لي أحدهم وأنا قلت لنفسي أنه قطعت و خلص قطعوها، فلا نستفز الاسرائيلي ونقول له هل رأيت، لم يستطع الإسرائيلي أن يفعل شيئا، هذا يوجد فيه إستفزاز صحيح، لكن أمام منطق تثبيت المعادلات ليس مهم الاستفزاز، ليس مهم ما يشعر به الاسرائيلي، أنه هل يشعر بالإستفزاز، بالإذلال، بالإهانة، هذا آخر ما يهمنا، لكن أن يطلع لِيكذب، يكذب على ناسنا وعلى شعوب المنطقة، أن يكذب على شعبه، هذا شأنه مع شعبه، ولكن كذب عليهم بوضوح، وهو يعلم وجيشه يعلم ووزراؤه يعلمون وكل الناس في الكيان يعلمون ان هذا الأمر لم يحصل في جنوب لبنان الاسبوع الماضي، يعني أنظروا كم هو ضعيف وكم هو وقح ان يضطر للكذب الصريح الواضح الصراح، هذا دليل ضعف ووهن. على كل، من أهم ما قاله أيضاً نتنياهو أنه إعترف بتراجع الردع الاسرائيلي على مختلف الجبهات وخصوصا مع لبنان، ووعد بترميم قوة الردع ولكن طلب وقتا، وسيحتاج إلى وقت طويل ولن يتمكن إن شاء الله، وألقى بالمسؤولية على الحكومة السابقة، طبعا من اكاذيبه أيضا عندما قال أن حكومة لابيد وقعت إتفاقاً مع حزب الله، والكل في الكيان وفي لبنان وفي العالم يعلم أن حكومة لابيد لم تُوقع إتفاقا مع حزب الله، هذه قصة الإتفاق والحدود البحرية تفصيل يعرفه الجميع لا يوجد داع ونأخذ الوقت فيه. على كل حال، في هذا المقطع أُريد أن أُنهي بالقول في الموضوع اللبناني لأنه بالأمس أيضاً في منتصف الليل إنتهينا من الإحياء على الفجر، وأرسلوا لي الشباب أنه يوجد مقابلة لنتنياهو يهدد فيها ويتوعد، ويهددني بالإسم، أنه أنا إذا » مش شايف حشوف »، « طيب لنشوف »، هو بدأ هكذا، هو يقول « منشوف »، ونحن أيضاً في المقاومة في لبنان نقول « منشوف »، والأيام بيننا، والأيام بيننا.العدو يجب أن يعرف أنّ كل هذه التهديدات التي يطلقها باتجاه لبنان والمقاومة في لبنان لن تجدي نفعًا، لا تؤثر فينا على الإطلاق بل تزيدنا عزمًا وقوةً وإصرارًا على الحفاظ على ما أنتجه ميزان الردع على حماية لبنان وعلى مواجهة أي اعتداء أو عدوان يمكن أن يستهدف أحدًا في لبنان، بدون تردّد، لبناني، فلسطيني، إيراني، سوري، أي أحد مقيم في لبنان، موجود على الأرض اللبنانية، مقيم أو ضيف. الآن هو يمكن أن يفكر بلعبة الأمن، أنه أنا لا أقوم بعمل عسكري ولكن أقوم بعمل أمني، لا بأس فلأقول هذا التفصيل حتى يكون لديهم وضوحًا، من أجل أن تكون الأمور واضحة عندنا، أنه لا يقوم بعمل عسكري ويذهب إلى العمل الأمني، أُحيّد عن اللبناني وأذهب إلى الفلسطيني، أُحيّد عن حزب الله وأذهب إلى الفصائل الفلسطينية الفلانية، لا، أي عمل يستهدف أي أحد في لبنان نحن سنرد عليه بالحجم المناسب وبالطريقة المناسبة إن شاء الله وبدون أي تردد.
أنتقل للقسم ما قبل الأخير من الكلمة، في موضوع سوريا وإن كان هذا يحتاج لوقت أطول لكن أتحدّث به كلمتين. الاعتداءات المتكررة على سوريا، طبعًا دائمًا يُطرح سؤال، لا بأس فلنجاوب عليه في يوم القدس، أنا سأجاوب عليه الآن، هذا تبرع مني، خصوصًا عندما يُوجّه هذا السؤال إلى سوريا كقيادة، كدولة، كجيش، كشعب، وأيضًا إلى محور المقاومة. فيما يخصّ سوريا، أنه لماذا لا ترد على الاعتداءات المتكررة، هذا أمر طبعًا مدروس جيدًا عند القيادة السورية لأنه يجب أن لا يغيب عن بال أحد أن الجيش السوري ينتشر على خط تماس وجبهة قتال لمئات الكيلومترات من نقطة الحدود السورية العراقية الأردنية عند البوكمال، الميادين، دير الزور، نسير مع نهر الفرات ونصل إلى شرق حلب، إلى شمال حلب، وصولًا إلى خط الجبهة مع محافظة إدلب وصولًا إلى جبال اللاذقية. عندما يكون هناك قيادة ودولة وجيش متواجد على هذه المساحة الواسعة، مشغول بهذه الجبهة الكبيرة، صحيح أنه لا يوجد إطلاق نار وفقط مناوشات ولكن يمكن أن يحصل قتالًا في أي وقت ويمكن أن يُستغل أي تطور عسكري كبير سوري – إسرائيلي من قبل كل هذه الجماعات المسلحة، من يكون لديه جبهة واسعة بهذا الحجم لا تطلبوا منه بسهولة أن يفتح جبهة أخرى، هذا واحد. لكن الدفاعات الجوية السورية تواجه بكل إمكانياتها ويرتقي منها شهداء وجرحى. لكن ما أُريد أن أقوله أن هذا الأمر قد لا يستمر طويلًا وهذا ما أردت أن أُحذر منه العدو حتى على مستوى سوريا قد لا يستمر طويلًا، قد يتطور الموقف، قد يتبدل الموقف في أي لحظة من اللحظات بناءً على تطور أوضاع المنطقة، بناءً على التطورات الدولية، بناءً على تطورات محور المقاومة والوضع داخل الكيان، يُخطئ العدو الإسرائيلي عندما يبني ويطمئن ويقول هذه حساباتي الثابتة، أقصف في سوريا، أنتقم من سوريا، وسوريا مشغولة بحرب أخرى لا تستطيع أن تذهب إلى جبهة جديدة، هذه الحسابات قد تكون خاطئة وقد يظهر خطأها في أي وقت من الأوقات وما حصل في الأسبوع الماضي أيضًا على مستوى بعض المسيرات وبعض الصواريخ في سوريا يُؤشّر على احتمالات من هذا النوع، أنا أودّ هنا أن أحذر العدو من قراءة خاطئة أيضًا في هذه الجبهة، مع العلم وهذا يحتاج لوقت آخر أن ما يدّعي العدو أنه يقوم به من معركة بين الحروب في سوريا من أهداف لهذه المعركة بين الحروب من عام 2018 إلى اليوم لم يتحقق شيء من هذه الأهداف، هذه أهداف فاشلة وخاسرة وكلفتها عالية على الإسرائيلي، نعم هناك خسائر مادية في سوريا، خسائر بشرية أقل ولكن هناك فشل في مشروع العدو وفي استراتيجية العدو هذه. أيضًا، بعض الناس في المنطقة وخصوصًا في لبنان « يَحشُكْ فينا »، مثل اليوم المسجد الأقصى، يقول لك يقصفون سوريا أنتم ماذا فعلتم من لبنان؟ إذا لم نفعل شيء يقولون ماذا فعلتم؟ وإذا فعلنا شيء يقولون المقاومة تريد جرّ لبنان إلى حرب في المنطقة، لذلك فليريحوا أنفسهم قليلًا، هذا لن يقدم ولن يؤخر شيئًا لا في قرارات محور المقاومة ولا في قيادة محور المقاومة ولا في استراتيجيات محور المقاومة، محور المقاومة وقياداته على تفاهم وعلى تواصل ويدرسون الخيارات بشكل جيد ولديهم من الشجاعة والحكمة للتعاطي مع الأحداث بما يناسب كل مرحلة من المراحل إن شاء الله. المسؤولية الأساسية في ختام الكلمة ترتبط بالضفة الغربية والقدس، يجب أن نُذكر أن هذه مسؤولية الجميع، مسلمين، مسيحيين، الأحرار والشرفاء، الكل مُهدّد في بيت المقدس، المقدسات الإسلامية والمقدسات المسيحية، المسلمون والمسيحيون في فلسطين والمنطقة كلهم مهددون بالعدوان الإسرائيلي وأيضًا بالعدوان الإرهابي الذي كانت تديره أميركا وتدعمه إسرائيل وتقدم له السلاح والستهيلات، ما لحق بالمسيحيين في المنطقة أيضًا من قبل هذه التنظيمات، هذه التنظيمات كانت متعاونة مع إسرائيل وإسرائيل كانت تقدم لها التسهيلات ومواد غذائية وطبابة وتمريض وسلاح وقصف جوي وقصف مدفعي في سوريا أيضًا، هذه مسؤولية الجميع.
اليوم الضفة درع القدس كلمة حق، الضفة هي التي تحمي المقدسات، هي الخط الأمامي، الجبهة الأمامية والصف الأمامي، برجالها ونسائها، بحضورها المباشر والدائم، بصبرها وثباتها وصلابتها وتحملها الكبير، بسهرها في هذه الليالي هي تحمي المسجد الأقصى وتحمي المقدسات، وبمقاومتها الشريفة، المسؤولية هي الحفاظ على الضفة التي هي درع القدس، يعني دعمها، يعني مساندتها، لنكن صريحين وواضحين، دعمها ليس فقط الدعم المعنوي والسياسي، بالاحتفال وبالمسيرة وبالنشيد، هذا كله مطلوب ومهم، لكن دعمها بالمال، وهذا يجب أن نعمل له جميعًا رغم كل الظروف المالية الصعبة التي نعيشها جميعًا، دعمها بالمال، الناس في الضفة الغربية وفي القدس يعيشون ظروف معيشية وحياتية سيئة وقاسية أكثر من كثير من شعوب منطقتنا، لكي يستمر هذا الشعب في الصمود، في البقاء في الأرض وفي احتضان المقاومة يجب أن يُدعم بالمال، المقاومة يجب أن تُدعم بالمال. وأيضًا الدعم بالسلاح، كل من يستطيع أن يوصل سلاحًا للضفة الغربية يجب عليه أن يفعل ذلك، نحن وغيرنا، كل من يستطيع أن يوصل سلاحًا للضفة الغربية يجب أن يفعل ذلك، الذي لا يستطيع « لا يُكلّف الله نفسًا إلا وسعها »، لكن لا يستطيع أن يقول أن لا أستطيع يجب أن يذهب ويبحث، يجب أن يسعى، هذا الأمر أيضًا هو مسؤولية الجميع. بالتأكيد الاحتضان الرسمي، الاحتضان السياسي، الاحتضان العربي، الاسلامي، جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، كل هذا أمر قيّم ومهم جدًا. العنوان الرئيسي اليوم في يوم القدس عندما نقول الضفة درع القدس يجب أن نضع إلى جانبها يُساوي وجوب دعم الضفة بكل ما يمكن أن يجعل هذه الضفة قوية صامدة متصاعدة صلبة مؤثرة فاعلة وصانعة في مقدمة الانتصار، هذا أولًا.
ثانيًا، التحذير للعدو، العدو يلعب بكل الجبهات يحجّة أن هنا يوجد قواعد اشتباك وهنا يوجد قواعد اشتباك وهنا يوجد قواعد اشتباك، هذه نقطة مهمة جدًا وأتمنى من الجميع أن يلفت لها ويقف عندها وأعرف أن هناك أناس سيقفون عندها كثيرًا، ولكن أنا يهمني العدو، لأن هذه معركة مع العدو. العدو ماذا يفعل؟ يُقسّم الساحات، يستفرد هنا بالضفة، يستفرد بالقطاع، يستفرد بلبنان، يستفرد بسوريا، يستفرد بالمعتكفين في المسجد الأقصى ويقول أن هناك قواعد اشتباك ويحاول أن يتعاطى مع هذه الساحات ويضع سقفًا أنه لا يريد الذهاب إلى حرب، كأنه يتفضّل علينا وعلى شعوب المنطقة وعلى دول المنطقة أنه لا يريد الذهاب إلى حرب، أولًا هذا ليس تفضلًا ولا منّة، هو مرعوب وخائف جدًا من أن يذهب إلى حرب، هذا واحد. لكن الأمر المهم الذي أريد أن أقوله أن أقول للعدو هذه لعبة خطرة، هذه لعبة خطرة، ليس دائمًا تبقى قادرًا على أن تمسك بأطراف وخيوط هذه اللعبة لا في المسجد الأقصى ولا في كنيسة القيامة ولا في القدس ولا في الضفة ولا في غزة ولا في جنوب لبنان ولا في سوريا، طبعًا أنا لا أعتقد أنه هو يفكر باتجاه الاعتداء على إيران هو أجبن وأضعف وأشد هزالًا من أن يذهب للإعتداء على إيران، لا تفكر أنك هنا ممسك بخيوط اللعبة وتديرها وقواعد اشتباك وسقف ولا تريد أن تذهب المنطقة إلى الحرب، لا، يجب أن نُوجّه جميعًا تحذيرًا واضحًا للعدو الإسرائيلي أن حساباتك وخطواتك وبعض إنفعالاتك وبعض أعمالك الحمقاء في القدس أو في الضفة أو في غزة أو في لبنان أو في سوريا قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى، صحيح حتى بعض الناس في لبنان لا يقلقوا، صحيح حتى الآن لا لبنان يريد الذهاب إلى حرب، لا سوريا تريد الذهاب إلى حرب ولا حتى قطاع غزة يريد الذهاب إلى حرب بالشكل السابق، والاستراتيجية الأساسية للمقاومة هي المقاومة الشعبية والاستنزاف اليومي والصراع الميداني و..و..و… هذا الذي شهدناه طول عقود، ولكن فعل العدو، حماقة العدو، جرائم العدو قد تدفع المنطقة إلى حرب، قد تنزلق المنطقة إلى حرب، إذا كانت حكومة العدو تتكئ على فهم يقول لها أن المنطقة لا يمكن أن تذهب إلى حرب فهي مخطئة وهي مشتبهة، واشتباهها ككل الحماقات التي ارتكبتها خلال الأشهر القليلة الماضية، ونعم هذه المنطقة لن يستطيع أحد في مرحلة من المراحل ضمن ظروف معينة أن يمنع من انفجارها، ولذلك حذاري، للإسرائيلي أقول له حذار، للأميركي المنشغل مع روسيا والصين نقول له حذار، نقول له حذار، المقدسات خط أحمر، المقدسات الإسلامية والمسيحية في بيت المقدس في القدس خط أحمر، في الخليل أيضًا خط أحمر، الشعب الفلسطيني خط أحمر، والمعادلة الإقليمية التي تحدثنا عنها والتي نعمل على تأكيدها وترسيخها وتثبيتها هي التي تحمي وحمت وستحمي إن شاء الله هذه المقدسات. في يوم القدس نحن هنا من الضاحية الجنوبية، من بيروت، من لبنان، من البلد العربي الذي صنع انتصاره بعرق جبينه ودماء شهدائه في عام 2000 وغَيّر المعادلات وموازين الردع في المنطقة عام 2006، نُعلن مجددًا مع الإمام الخميني، مع الإمام الخامنئي، مع كل القادة المسلمين والعرب والفلسطينيين والشرفاء والأحرار والمسيحيين، مع كل من يلتزم هذه القضية، أننا ملتزمون معهم، أن فلسطين قضيتنا، وأن القدس عاصمتنا جميعًا وأن المقدسات مقدساتنا جميعًا، وأننا لن نتخلى لا عن فلسطين كما كُنا دائمًا نقول في أصعب المراحل والظروف عندما كانت تُفجر السيارات المفخخة في الضاحية الجنوبية وفي البقاع، عندما كانت المعركة على أشدّها في الحرب الكونية على سوريا، تذكرون هنا في مجمع سيد الشهداء عندما قُلنا نحن لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الأمة في فلسطين. هذا هو إلتزامنا وهذا هو إيماننا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته » وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ »، نحن ننصر الله من خلال هذه الإستجابة والله نصرنا حتى الآن وينصرنا دائمًا إن شاء الله. كل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
Laisser un commentaire