تصريحات رئيس اتحاد كرة القدم الفرنسي تثير استياءا كبيرا

تسببت التصريحات الحادة التي أطلقها رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لوغريت تجاه مواطنه زين الدين زيدان، القائد التاريخي للمنتخب الفرنسي والذي يعد على نطاق واسع أحد أساطير اللعبة، في وقوع الكيان الإداري الحاكم للعبة في فرنسا وسط نيران الانتقادات المحلية والأوروبية. وأعلن الاتحاد الفرنسي، تمديد عقد ديدييه ديشامب المدير الفني لمنتخب الديوك بعد أن قاد الفريق إلى نهائي كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، وخسر أمام الأرجنتين بركلات الترجيح. وعندما سئل لوغريت عما إذا كان زيدان، الفائز بكأس العالم مع فرنسا عام 1998 والأيقونة الوطنية، سيدرب الآن المنتخب البرازيلي بدلاً من المنتخب الفرنسي، قال لإذاعة (آر أم سي)، « أنا لا أبالي، يمكنه الذهاب إلى أي مكان يريد ». « أعرف جيداً أن زيدان كان دائماً على الرادار وكان لديه الكثير من المؤيدين، وكان بعضهم ينتظر رحيل ديشامب لكن من يمكنه توجيه اللوم الجاد إلى ديشامب؟ لا أحد ». وأضاف، « زيدان يفعل ما يريد، هذا ليس من ضمن عملي، لم ألتق به، ولم نفكر أبداً في الانفصال عن ديدييه، يمكنه الذهاب حيث يريد إلى نادٍ أو غيره… هل حاول زيدان الاتصال بي؟ بالتأكيد لا، حتى أنني لن أرفع الهاتف لأرد عليه ». وكانت وزيرة الرياضة الفرنسية إميلي أوديا كاستيرا واحدة بين العديد من السياسيين الذين ردوا على تصريحات لوغريت، قائلة إن رئيس « أكبر اتحاد رياضي في البلاد » تجاوز الحدود.

وأعلن المهاجم الفرنسي كيليان مبابي دعمه لزيدان، حيث كتب لاعب باريس سان جيرمان عبر حسابه على « تويتر »، « زيدان هو فرنسا، ونحن لا نحترم أسطورة من هذا القبيل ». وأصدر نادي ريال مدريد الإسباني بياناً رسمياً، اليوم الاثنين، للدفاع عن زيدان والرد على تصريحات لوغريت، جاء فيه، « يأسف ريال مدريد للتصريحات غير الموفقة الصادرة من نويل لوغريت رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بشأن زين الدين زيدان أحد أكبر أساطير الرياضة العالمية، هذه الكلمات بمثابة تقليل من احترام أحد الرموز الأكثر شعبية في عالم كرة القدم ». وسرعان ما تراجع لوغريت عن تصريحاته، وقال في بيان، « هذه الملاحظات المحرجة خلقت سوء تفاهم، أود أن أقدم اعتذاري الشخصي عن هذه التصريحات التي لا تعكس إطلاقاً أفكاري ولا تقديري له كلاعب ومدرب ».وكان زيدان أول مدرب يفوز بلقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية عندما كان مدرباً لريال مدريد، ولا يرتبط المدرب البالغ من العمر 50 سنة، الذي فاز أيضاً ببطولة أوروبا عام 2000 مع فرنسا في مسيرة رائعة كلاعب، بأي فريق حالياً بعد رحيله عن النادي الإسباني عام 2021.

كريم بنزيما ايضا

انتهت مسيرة النجم الفرنسي كريم بنزيما، بإعلان الاعتزال الدولي، بعد أقل من 24 ساعة، على خسارة بلاده لكأس العالم، أمام الأرجنتين في النهائي (4-3) بركلات الترجيح. وتم استبعاد كريم بنزيما من قائمة منتخب فرنسا المشاركة في كأس العالم بداعي الإصابة، التي تعرض لها بتمزق في عضلات الفخذ الأيسر، ولكن بشكل غير رسمي حيث كان اسمه متاحا في قائمة حامل اللقب. ورفض ديديه ديشامب رغم تماثل كريم بنزيما الشفاء منذ بداية الدور ثمن النهائي، استدعاء مهاجم ريال مدريد، للمشاركة في مباريات الديوك، حيث رفض دائما الإجابة على أي سؤال متعلق بمهاجم ريال مدريد. ورد بنزيما طوال الفترة الماضية على تجاهل ديشامب له، بسلسلة من التغريدات عبر حساباته على مواقع التواصل الإجتماعي، والتي كان أبرزها صورته مع زيدان، بالإضافة لتعليق « أنا غير مهتم ». وبإعلان بنزيما الاعتزال الدولي، أسدل الستار على مسيرته مع المنتخب الفرنسي، وسط توقعات تشير لاستمرار ديديه ديشامب على رأس الإدارة الفنية للديوك حتى يورو 2024. وبالبحث عن السبب الرئيسي وراء قرار بنزيما اعتزاله اللعب الدولي.. يتضح أن العنصرية السبب الرئيسي في تدمير مسيرة كريم مع الديوك.

ماضي طويل

الخلافات بين ديشامب وبنزيما رغم أنها تبدو هادئه في الأشهر الأخيرة، ولكنها لها ماضي طويل، وتحديدا منذ نهائيات كأس العالم روسيا 2018، بعد استبعاد نجم ريال مدريد من قائمة الديوك المشاركة وقتها في المونديال. خرج بنزيما وقتها تعليقا على استبعاده من قائمة فرنسا في المونديال، قائلا: « ديشامب شخص عنصري للغاية، والعنصرية من تقوده لاتخاذ القرارات ». ورد بعدها في 2019 ديشامب على تصريح بنزيما، عند سؤاله (هل يمكن أن يتم استدعاء كريم بنزيما للمشاركة مع المنتخب من جديد؟).. قائلا: « لن أنسى أبدا ما قاله عني ». ويتضح من عرض معطيات ما حدث في الأيام الماضية، بأن ديشامب جاءت له الفرصة ليرد بقوة على تصريحات بنزيما في 2018، بحرمانه من مونديال 2022، والذي كان الأخير للنجم الفرنسي البالغ من العمر 34 عاما. مونديال جنوب إفريقيا 2010، البرازيل 2014 كانتا النسختان الوحيدتان اللذان شارك فيهما بنزيما في كأس العالم. ففي مونديال 2010، ودع المنتخب الفرنسي المسابقة من دور المجموعات، بحصد نقطة وحيدة فقط، في مجموعة ضمت أوروجواي، الدنمارك، جنوب إفريقيا. وفي 2014، تألق بنزيما مع المنتخب الفرنسي، حيث سجل 3 أهداف وصنع هدفين لزملائه، قبل أن تنتهي مسيرة الديوك عند ربع النهائي أمام ألمانيا بالخسارة (1-0)

واستبعد بعدها بنزيما من قائمة المنتخب الفرنسي في كافة البطولات سواء يورو 2016، مونديال روسيا 2018